مارتن إنديك.. من كبار أنصار الدولة العبرية إلى منتقد لها

عمل سفيرا لدى إسرائيل.. ودافع عن رفض عرفات للتنازلات

مارتن إنديك
TT

أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أمس، تعيين السفير الأميركي السابق لدى إسرائيل مارتن إنديك مبعوثا أميركيا للسلام في الشرق الأوسط، لرعاية مفاوضات السلام التي انطلقت مراحلها التمهيدية في واشنطن مساء أمس.

وإنديك، أميركي – أسترالي - يهودي، عمل سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وهو الآن مدير قسم الشرق الأوسط في معهد «بروكينغز» الليبرالي في العاصمة واشنطن. واختلف معلقون سياسيون، يهود وغير يهود، في تقييم اختيار إنديك لإدارة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فبينما قالت فئة إنه يعرف الإسرائيليين جيدا لأنه كان سفيرا لديهم ، قال آخرون إن الفلسطينيين ينظرون إليه على أنه ممثل لـ«آيباك» (لجنة العمل السياسي الأميركية - الإسرائيلية)، التي كان يعمل بها قبل أن يعين سفيرا لدى إسرائيل.

وفي وقت دافع فيه البعض عن انتقاداته الأخيرة لإسرائيل، بعد أن كان من كبار أنصارها في واشنطن، قال غيرهم إنه، لهذا السبب، «لا يمكن الوثوق فيه».

في عام 1951، ولد إنديك لعائلة يهودية بلندن، لكنه تربي وتعلم في أستراليا. وفي عام 1972، تخرج في جامعة سيدني. وفي 1977 حصل على دكتوراه من جامعة «أستراليا ناشيونال»، وعمل أستاذا جامعيا، حتى انتقل، عام 1982 إلى الولايات المتحدة، وعمل في «آيباك».

وبداية من عام 1985، عمل مديرا تنفيذيا لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى (الموالي لإسرائيل). وخلال تلك الأعوام، كان أستاذا مساعدا في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية العليا (إس إيه إن إس) في واشنطن، وكان يدرس السياسة الإسرائيلية والسياسة الخارجية. وأيضا، درس في «معهد الشرق الأوسط» بجامعة كولومبيا (نيويورك)، و«مركز موشيه دايان للدراسات الشرق أوسطية والأفريقية» في جامعة تل أبيب.

وفي 1992، عندما ترشح بيل كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة، عمل في فرقة مستشاريه، متخصصا في الشرق الأوسط. وعندما فاز كلينتون، اختاره مديرا لقسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض. ثم عمل فترتين سفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، من 1995 إلى 1997، ومن 2000 إلى 2001. وكان عنصرا هاما في مفاوضات كامب ديفيد للسلام الفاشلة عام 2000. ويعتبر إنديك أول وآخر يهودي مولود خارج الولايات المتحدة، يعين سفيرا لدى إسرائيل، بعدما أصبح مواطنا أميركيا قبل أن يرسل إلى هناك بتوصية خاصة من الرئيس كلينتون.

وبعد نهاية سنوات كلينتون، بدأ العمل في مركز «بروكينغز» في واشنطن. وفي بداية الولاية الأولى للرئيس الحالي باراك أوباما تقرب منه، وقيل إنه كان يطمح أن يصبح وزيرا للخارجية، غير أن أوباما اختار هيلاري كلينتون، منافسته في الترشح للرئاسة باسم الحزب الديمقراطي، وعرض عليه منصب نائب الوزيرة، لكن إنديك رفض، خاصة لأن المنصب يكاد يكون محجوزا للدبلوماسيين المهنيين، على اعتبار أن الوزير دائما سياسي.

وسيخلف إنديك (62 عاما) ديفيد هيل الذي شغل المنصب حتى الشهر الماضي نيابة عن السيناتور السابق جورج ميتشل، أول مبعوث خاص أميركي للسلام في إدارة أوباما. واستقال ميتشل من منصبه عام 2011 بعد عامين من المفاوضات الفاشلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويمكن تقسيم آراء إنديك إلى مرحلتين؛ الأولى: الدفاع المميت عن إسرائيل، خاصة عندما كان يعمل في «آيباك»، وسفيرا هناك. ثم في معهد واشنطن للشرق الأدنى، الموالي لإسرائيل.

ثانيا: نقد إسرائيل (ربما لأنه لم يعين وزيرا للخارجية)، خاصة لأنه بدأ يعمل في معهد «بروكينغز» المعتدل في تقييم السياسة الأميركية نحو إسرائيل. وخلال استشاراته التي كان قدمها إلى أوباما سنة 2008، اتفق معه في انتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي، طبعا، لا يرتاح له أوباما كثيرا، كما أوضحت السنوات لاحقا. ثم تحول إنديك أكثر نحو اليسار، وصار رئيسا لمجلس إدارة «نيو إسرائيل فند» (صندوق إسرائيل الجديد) الذي يميل نحو حزب العمل أكثر منه نحو الليكود.