الناخبون في زيمبابوي يصوتون في اقتراع تشريعي ورئاسي غداً

موغابي الرجل القوي يأمل في ولاية ثانية بعد 33 عاما من الحكم

مظاهرات حركة من أجل التغيير الديمقراطي في زيمبابوي أمس (أ.ب)
TT

دعي الناخبون في زيمبابوي إلى التصويت غداً في اقتراع تشريعي ورئاسي يأمل الرئيس المنتهية ولايته روبرت موغابي الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما في الفوز به، لكنه سيضطر إلى إقناع الأسرة الدولية بنزاهة الانتخابات بعد أعمال العنف والتزوير التي شابت عمليات الاقتراع السابقة.

وحتى الآن ورغم تنظيم الاقتراع على عجل، لم يأخذ الاتحاد الأفريقي ولا مجموعة دول أفريقيا الجنوبية الوحيدة المخولة إرسال مراقبين، في الاعتبار عمليات المساس بالديمقراطية التي كشفها المدافعون عن حقوق الإنسان الذين يدينون أعمال التزوير وعرقلة الحريات السياسية والترهيب.

كما لم تتأثر الهيئات الأفريقية بعدم السماح لرئيس بعثة الاتحاد الأفريقي الرئيس النيجيري السابق أوليغون اوباسانجو بالمجيء إلى البلاد إلا السبت للإشراف على فريق المراقبين. وكان المسؤول عن استبعاد زيمبابوي من مجموعة الكومنولث في 2002.

يمثل رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يترشح في التاسعة والثمانين لولاية جديدة، بالنسبة لمواطنيه كل تاريخ بلاده المعاصر، من حرب الاستقلال إلى الانهيار الاقتصادي خلال سنوات الألفين مرورا بممارسة الحكم بتعسف متزايد خلال السنوات الـ33 التي حكم فيها البلاد.

ولد الرجل الذي يطلب الأربعاء أصوات مواطنيه، في 21 فبراير (شباط) 1924 وسرعان ما التزم منذ شبابه بالنضال في حركات استقلال بلدان أفريقيا ما أدى به إلى السجن منذ 1964.

وكان موغابي حينها في الأربعين ومشواره يشبه إلى حد ما مشوار نيلسون مانديلا الذي كان أسير نظام الفصل العنصري حينها.

وأفرج عنه بعد عشر سنوات في 1974 بعد أن حصل على شهادات عدة في السجن ولجأ المناضل إلى موزمبيق حيث قاد حركة التحرير المسلحة.

وفي 1980 مع استقلال البلاد، نال إعجاب حشود بلاده لما بذله من جهود من أجل المصالحة مع القادة السابقين البيض لنظام روديزيا، وإعجابا كبيرا في الخارج، ولا سيما أنه خصص عشرين مقعدا من أصل مائة في البرلمان للأقلية البيضاء.

وكان حينها يستقبل بالمعانقة والمصافحة لدى قادة العالم أجمع، بينما كان الغرب يغض الطرف عن أجواء التخويف التي جرت فيها الانتخابات وتهديد موغابي باستئناف الحرب الأهلية.

وكان الجميع حينها يثني على نجاحاته - الفعلية - وبرامج بناء المدارس ومؤسسات الصحة وبرامج السكن الجديدة للغالبية السوداء التي كانت مهمشة.

غير أن البطل الأفريقي كان قاسيا جدا مع معارضيه، فتعرض إقليم متابليلاند منذ 1982 لقمع شديد ذي طابع إثني، وهي أرض نديبيلي التي تناصر خصمه جوشوا نكومو، وراوحت حصيلة المجازر بين عشرة آلاف وعشرين ألف قتيل.

وبدأ الغرب ينبذه خلال سنوات الألفين عندما أصيب بنكسة نتيجة استفتاء دستوري بداية الألفين فقرر استعمال القوة وصادر أراضي كبار المالكين البيض، وشابت أعمال عنف وتزوير الانتخابات الرئاسية في 2002 وبدأت العقوبات الأميركية والأوروبية تنهال على زيمبابوي.

وفك موغابي عزلته بالالتفات إلى آسيا حيث استمر في «مغازلة» قسم من العالم في موازاة تحدي الغرب بتصريحاته المعادية للإمبريالية واستفزازاته.

وتمت مقارنته بهتلر لكنه لم يعبأ وأخذ عليه قوانينه المعادية لمثليي الجنس فنعت هؤلاء بأنهم «أشنع من الكلاب والخنازير».

وانهار حينها اقتصاد البلاد قطاعا تلو آخر وتوترت علاقته بالغرب، حتى أنه قال يوما لتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني «الزم أنت بريطانيا وأهتم أنا بزيمبابوي».

وفي يوم آخر تساءل «لماذا يفرضون العقوبات؟ لماذا يعاقبون شعبي؟ لأن أولئك الإمبرياليين يريدون الوراثة» بينما كانت البلاد تغرق في أزمة غير مسبوقة ويبلغ التضخم 231 مليون في المائة ونسبة البطالة 75% مع انهيار الخدمات الاجتماعية والصناعات التي كانت مزدهرة. ويقول موغابي إن كل ذلك بسبب العقوبات في حين يقول الغرب إن السبب هو سوء النظام والفساد.

وفي 2008 تفوق خصمه مورغان تشانغيراي عليه في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية ففجر أنصاره أعمال عنف أسفرت عن سقوط نحو مائتي قتيل فسحب تشانغيراي ترشيحه وبقي موغابي مرشحا وحيدا انتخب لولاية جديدة.

لكن هذه المرة تثير الفوضى في البلاد قلق بلدان الجوار التي أرغمت موغابي على تعيين تشانغيراي رئيس وزراء وتشكيل «حكومة وحدة وطنية»، وقد دعا موغابي إلى الانتخابات في 31 يوليو (تموز) للتخلص من هذه «الذراع اليمنى» المزعجة.