قيادة «العمال الكردستاني» تمهل أنقرة حتى نهاية سبتمبر

دميرتاش يلمح إلى انسحاب أوجلان من عملية السلام بتركيا

TT

أمهل حزب العمال الكردستاني الحكومة التركية حتى نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل للتقدم بخطوات إيجابية وملموسة لإنجاح عملية السلام الجارية في تركيا، وإلا فإن الحزب سيضطر إلى اللجوء إلى خيارات أخرى.

وقال ديار قامشلو، عضو منظومة المجتمع الكردستاني، وهي القيادة العامة للحزب، في اتصال من مكتبه بجبل قنديل مع «الشرق الأوسط»، إنه «منذ أن أعلنا استجابتنا والتزامنا بمبادرة زعيمنا عبد الله أوجلان للسلام، وتقدمنا بمبادرات كثيرة أهمها وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، وسحب مقاتلينا من داخل الأراضي التركية، لم نلمس من الجانب التركي غير الجحود والاستعلاء. وفي الوقت الذي نؤكد فيه أنه ليست هناك عملية سلام تنفذ من طرف واحد، بل إن جميع عمليات السلام لا بد أن يكون فيها طرفان، فإننا نؤكد أيضا بأننا لم نعد نحتمل المزيد من الإنكار والتسويف من قبل الجانب التركي، ونؤكد للعالم أجمع أنه إذا لم تتقدم الحكومة التركية بخطوات إيجابية وجادة نحو تحقيق السلام سيكون لقيادة الحزب موقف آخر من مجمل العملية».

وأضاف المتحدث أن «هذه العملية بدأت بمبادرة من الزعيم عبد الله أوجلان، ومن دون إعطائه دورا متميزا وكبيرا من خلال إبداء التسهيلات اللازمة له للاتصال بقيادات الجيش والشخصيات السياسية والاجتماعية، وكذلك بقيادات جبل قنديل لا يمكن أن يستمر بمهمته لتحقيق التقدم بهذه العملية، ونؤكد أنه إذا انسحب الزعيم (آبو) فإن الحزب سيكون في حل من المسؤولية، وسيتجه لاتخاذ مواقف أخرى». وقال قامشلو إن «عملية السلام ليست مجرد وقف إطلاق النار، فهناك قضية سياسية تتعلق بخمسة وعشرين مليون مواطن يعيشون في تركيا، وبحرمانهم من أبسط حقوقهم القومية والوطنية فإن الديمقراطية لن تستقيم في هذا البلد، وعملية السلام الحالية لم تعد مجرد مفاوضات سرية كما جرى في أوسلو في السنوات السابقة، هذه عملية متكاملة مطروحة حاليا على الساحة السياسية في تركيا، والجميع يعلم بها، ولكن الجميع أيضا بات يدرك مواقف ومبادرات حزبنا، والمواقف المتعنتة من الجانب التركي وعدم استجابتها لمبادراتنا، وهناك ضغوطات شعبية على حزبنا بعدم السكوت عن هذه المواقف العدائية وغير الملتزمة بمبادرة السلام»، وتابع: «لقد راهن الكثيرون في تركيا على أن قيادة جبل قنديل لن تستجيب لمبادرة أوجلان، ولكن أثبتنا لهم بأننا سواء باللجنة القيادية أو منظومة المجتمع المدني أو المؤتمر القومي وحتى الأحزاب السياسية بالداخل كلنا إرادة واحدة ونقف جميعا خلف القائد أوجلان».

من جانبه أشار صلاح الدين دميرتاش، الرئيس المشارك لحزب السلام والديمقراطية الكردي الممثل في البرلمان التركي، إلى أن بقاء أوجلان «بين أربعة جدران كونكريتية لا يخدم عملية السلام، فهذا الرجل وبكلمة واحدة منه استطاع أن ينهي صراعا طال أمده لأكثر من ثلاثين سنة، وبمبادرته لم تُرَق قطرة دم واحدة داخل تركيا منذ سبعة أشهر، وعاد الهدوء إلى كامل الأراضي التركية، ولكن إذا لم يتلق أوجلان خطوات متقابلة فمن المتوقع أن يتخلى تماما عن دوره في عملية السلام، عندها ستنهار العملية بالكامل وتتحمل تركيا تداعيات ذلك».

وقال دميرتاش في تصريح نقله موقع «أكشام» التركي: «على الحكومة التركية أن ترد بالمقابل على خطوات ومبادرات الزعيم أوجلان الذي لن تكتمل أو تتقدم مسيرة السلام من دونه، ويجب إعطاؤه حرية أكبر للتحرك من أجل السلام، وأود أن أبلغ الرأي العام عن لسانه بأنه إذا بقيت الأحوال على هذا المنوال فإنه سينسحب من العملية ويتخلى عنها، وحينها ستتكبد تركيا خسارة فادحة، وخصوصا حزب العدالة والتنمية».