عزة الدوري يعترف لأول مرة بتحالف «البعث» مع «القاعدة».. وينتقد غزو الكويت

المتحدث باسم الداخلية العراقية: جرى تضخيمه إعلاميا

TT

اعترف عزة الدوري، نائب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والمطلوب الأول حاليا للسلطات العراقية، لأول مرة بوجود تحالف بين تنظيم القاعدة والبعثيين، في وقت أعلن فيه ما وصفه بمواصلة الجهاد ضد من سماهم «حلف الشر والرذيلة، حلف الغزاة البغاة الجناة».

وقال الدوري، الذي يتزعم حاليا «جيش رجال الطريقة النقشبندية»، وهو الفرع الصوفي لتنظيم «دولة العراق الإسلامية»، في خطاب له أمس بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لانقلاب 17 يوليو (تموز) عام 1968، إن «الشعب العراقي فقد أكثر من مليوني شهيد، منهم أكثر من مائة وخمسين ألف شهيد من حزب البعث قربانا على طريق دحر الغزاة وطردهم وتحرير العراق وتطهير أرضه التي دنسها الغزاة المعتدون». وأضاف أن «انتصارنا على حلف الغزاة الطغاة البغاة مشهود وبين، انتصرنا، وسحقت أميركا في أهم ميادين المنازلة، وهي الميدان العسكري وشواهده كثيرة: هروبهم من العراق وتسليمه إلى إيران، هروبهم في الميدان الاقتصادي الذي ما زال يترنح ويهدد بالانهيار، هروبهم في الميدان السياسي».

ودعا الدوري إلى عدم مهاجمة القوات المسلحة معتبرا أنهم «جزء من جيش العراق الوطني العظيم، وأن العاملين في أمن واستخبارات وشرطة حكومة العملاء والخونة هم جزء عزيز من أجهزة الأمن الوطني والقومي إلا ما أدخله الصفويون العملاء من ميليشيات وجواسيس وخونة وطائفيين صفويين في صفوف هذه القوات». وحذر الدوري من «التعرض العشوائي لمنتسبي الجيش والشرطة، وهم يؤدون واجبهم الوطني في السيطرات وفي الدوريات، وفي ملاحقة الإرهاب الحقيقي الذي يقتل العراقيين على الهوية». وقال «اعلموا أن ما يجري اليوم من قتل على الهوية للعسكريين والمدنيين هو من فعل الميليشيات الصفوية حصرا، ولا أعتقد أن (القاعدة) ومقاتليها الحقيقيين لهم فيها يد، وإنما يستخدم اسم القاعدة للتغطية على الجرائم البشعة، ومع ذلك فإنني أقول لقيادة (القاعدة) في العراق وهم إخوتنا في الجهاد شرط أن يستهدفوا أعداء العراق وشعبه فقط، وأن يجاهدوا من أجل تحرير العراق فقط».

وفي تطور لافت، اعترف الدوري لأول مرة أيضا بخطأ القيادة العراقية السابقة على عهد صدام حسين في غزو الكويت، قائلا إن تلك القيادة «ارتكبت آنذاك تلك الهفوة التاريخية التي أوقفت المسيرة التحررية التقدمية لثورة تموز التي بنت عليها الأمة الآمال العريضة في تحرير فلسطين وتحرير الأمة وتوحدها ثم بناء مستقبلها وحضارتها».

من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد العميد سعد معن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المجرم عزة الدوري هو المطلوب الأول للقضاء العراقي نظرا لما ارتكبه هو وحزبه من جرائم ضد الشعب العراقي، لكننا نقول إنه جرى تضخيمه إعلاميا بشكل لا يستحقه»، معتبرا أنه «يصدر البيانات تلو البيانات في المناسبات الخاصة بحزبه ويتغزل في الجرائم التي ترتكب ضد الشعب العراقي من قبل تنظيم القاعدة وكل الحلف الإجرامي ضد العراقيين جميعا»، مشيرا إلى أن «الدوري مطلوب، وهو موضع متابعة من قبل أجهزتنا، ولكن لا يوجد تشخيص لمكانه الحقيقي، لكنه يحاول أن يعمل تغطية من خلال البيانات التي يصدرها والتي تتلقفها وسائل الإعلام بشكل يدعو أحيانا إلى الريبة». وأكد أن «من حق أي جهة التشكيك في صحة وجوده وبياناته، لأنه لا يوجد أي دليل مادي على وجوده ما عدا الإنترنت، مع أننا لا يهمنا أن يكون موجودا أو غير موجود، لأن صفحة الدوري وحزبه قد طويت من قبل العراقيين على الرغم من الهجمة البربرية التي تشن ضد الشعب العراقي وهو مدرك لحقيقتها ويتصدى لها بكل شجاعة». واعتبر معن أن «العراق الآن في حالة حرب طاحنة مع الإرهاب العالمي والذي يمثله تنظيم القاعدة، فضلا عن أننا جزء من منظومة إقليمية، وهي الآن تواجه مشاكل حقيقية في المقدمة منها ما يجري في سوريا».