تقدم للجيش الحر في حلب والنظام يحصن سيطرته على حي الخالدية

معارض من حمص يشكو في «وقف الدعم عن المدينة

مقاتلون من الجيش السوري الحر يجتمعون في مدرسة مهجورة يوم السبت الماضي قبل شن هجوم على قوات النظام السوري في درعا (رويترز)
TT

أعلن «الجيش السوري الحر» أمس سيطرته على منطقة «ضهرة عبد ربه» الاستراتيجية في ريف حلب، في حين واصلت القوات النظامية قصفها على أحياء حمص المحاصرة بعد يوم من إعلان سيطرتها على حي الخالدية بشكل كامل.

وأفاد ناشطون بأن «مقاتلي المعارضة غنموا مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية النظامية بعد سيطرتهم على منطقة (ضهرة عبد ربه) بريف حلب، كما قتل عدد من الجنود النظاميين خلال الاشتباكات العنيفة».

وتمتلك منطقة «ضهرة عبد ربه» أهمية استراتيجية كبيرة، لأنها تفصل الريف الحلبي عن المدينة وتتوسط الطريق الواصل بين مقر المخابرات الجوية والسجن المركزي وتسهم في حماية القوات النظامية في تمركزها في مغارة الأرتيق وشويحنة. وبعد سيطرة عناصر المعارضة على هذه المنطقة، يصبح التقدم نحو «الأكاديمية العسكرية» التي تعتبر أحد أهم معاقل النظام في حلب، أكثر سهولة.

وشهدت حلب قصفا من الطيران الحربي النظامي الذي استهدف محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء، وقصفا بالمدفعية الثقيلة على حي صلاح الدين، في حين أفادت شبكة «حلب نيوز» بأن «الهيئة الشرعية» قامت أمس بنصب حاجز في حي الكلاسة للتدقيق في الهويات الشخصية واعتقال المطلوبين لديها. وأغلقت جميع الطرق المؤدية إلى حي بستان القصر استعدادا لبدء حملتها الرامية إلى اعتقال المطلوبين.

وفي حمص، استكمل الجيش النظامي تثبيت مواقعه في حي الخالدية بمدينة حمص بعد أن بسط سيطرته الكاملة عليه أول من أمس. وسيطر على منطقتي المطاحن وساقية الري الواقعتين على أطراف حي الخالدية وحمص القديمة. ونقل «المركز الإعلامي السوري» عن ناشطين في حمص قولهم إن «المدنيين خرجوا من الخالدية باتجاه حمص القديمة هربا من تنفيذ القوات النظامية انتقامات ضدهم».

ويشكل حي الخالدية 25 في المائة من الأحياء الباقية تحت سيطرة المعارضة بمدينة حمص وهي القرابيص والجورة الشياح والحميدية وباب هود، وتشكل هذه الأحياء بمجملها 10 في المائة من مساحة مدينة حمص.

من جهته، رأى عضو المجلس العسكري والثوري في حمص النقيب واصل أيوب في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «الجميع تخلى عن حمص والسلاح الذي أرسل إلى حمص لم يكن للتحرير أو لتحقيق انتصار». ورأى أيوب أن «ما يجري الترويج له حاليا بالدعوة لتحرير سوريا من الشمال للجنوب يعني أن نوقف الدعم عن حمص بحجة تحرير إدلب وحلب»، مضيفا أن «فتح جبهة جديدة في الحسكة التي توجه إليها جزء كبير من مقاتلي حمص من الريف والمدينة يصب في هذا الاتجاه أيضا».

وفي دمشق، أفاد ناشطون بـ«توجه رتل عسكري من مطار المزة العسكري إلى مدخل مدينة داريا الشرقي مدعوم بخمس دبابات وأربع عربات وخمس مدرعات وعدد كبير من سيارات وحافلات نقل جنود». ورجح ناشطون أن «تكون هذه التحضيرات بداية لهجوم شامل على المدينة التي تتعرض لقصف من الدبابات المتمركزة على الحواجز المحيطة وكذلك من راجمات الصواريخ في جبال المعضمية».

وفي جنوب العاصمة تعرض مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين لقصف عنيف من قبل القوات النظامية. وأفاد ناشطون باستهداف المخيم بأكثر من 5 صواريخ وعشرات قذائف الهاون والمدفعية. وبث ناشطون مقاطع فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر تصاعد الدخان من الأبنية نتيجة القصف النظامي. وتزامن ذلك مع اشتباكات على أطراف المخيم بين مقاتلي «الجيش الحر» وعناصر القوات النظامية المدعومة بمسلحي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة.

ويعاني المخيم من حصار شبه كامل من قبل القوات النظامية، ما تسبب بتدهور الأوضاع الإنسانية والمعيشية ولا سيما بسبب النقص الحاد في المستلزمات والكوادر الطبية. وفي ريف دمشق، تواصل القصف براجمات الصواريخ على مدن وبلدات دير العصافير والغسولة ومعضمية الشام وداريا والزبداني وعلى معظم مناطق الغوطة الشرقية واشتباكات عنيفة في محيط مباني المطاحن بالغسولة.

في موازاة ذلك، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين كتائب الجيش الحر والقوات النظامية في عدة قرى بريف حماه الشرقي، فيما استهدفت القوات النظامية أحياء درعا البلد بالمدفعية الثقيلة. وشهدت مدينة دير الزور قصفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على عدد من الأحياء «المحررة» بالمدينة، في حين قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة قرية دير سنبل، فيما قصفت المدفعية الثقيلة عدة قرى بجبل الزاوية.

وفي الرقة دارت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية المتمركزة في الفرقة 17 شمال مدينة الرقة، تزامنا مع قصف قرى ناحية تل حميس بريف الحسكة بالمدفعية الثقيلة.