مسلحون من طالبان يقتحمون سجنا باكستانيا.. وهروب جماعي لسجناء

المتمردون كانوا يرتدون زي الشرطة وقصفوا السجن بمدافع الهاون والقذائف الصاروخية

TT

تمكن نحو 230 سجينا، بينهم العشرات من المقاتلين الإسلاميين، مساء أول من أمس، من الفرار عندما هاجم متمردون من حركة طالبان الباكستانية سجنا في شمال غربي باكستان، كما أكد مسؤولون أمس.

وقال المسؤول الباكستاني الكبير مشتاق جادون، لتلفزيون «اري نيوز»، إن 243 سجينا تمكنوا من الهرب، وإن الشرطة اعتقلت ستة منهم. وأضاف أن ثلاثين من الهاربين من مقاتلي طالبان. واستهدف الهجوم سجن مدينة ديرة إسماعيل خان في ولاية خيبر بختونخوا القريبة من وزيرستان الجنوبية، المنطقة القبلية الباكستانية الحدودية مع أفغانستان والتي تعتبر معقلا لطالبان ومنظمات أخرى مرتبطة بـ«القاعدة».

وقال جادون إن المهاجمين فخخوا السجن بعشرات العبوات الناسفة التي تم تفكيك 14 منها. وأضاف أن «قوات الأمن والشرطة تعمل على تأمين السجن». ووقع الهجوم على السجن المركزي الذي يخضع لحراسة مشددة في مدينة ديرة إسماعيل خان، رغم تقارير بأن مسؤولين محليين تلقوا معلومات مخابرات قبل 14 يوما تشير إلى أن مثل هذا الهجوم وشيك.

ويؤكد الهجوم الذي خطط له بعناية على القدرات المتنامية لدى طالبان الباكستانية المنبثقة عن حركة التمرد الإسلامية التي تحمل الاسم نفسه في أفغانستان. وفرضت السلطات حظر التجول على المدينة. وهاجم المتمردون الذين كانوا يرتدون زي الشرطة السجن المركزي وهم مدججون بالسلاح وقصفوه بمدافع الهاون والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة قبل أن يقتحموا المبنى للإفراج عن مئات السجناء الإسلاميين.

وقال جادون إن المهاجمين «دمروا في البداية سيارة مصفحة للشرطة كانت متوقفة أمام المدخل الرئيس» للسجن، فقتلوا اثنين من رجال الشرطة. وتبع الهجوم بالقذائف والهاون تبادل إطلاق نار غزير بالأسلحة الرشاشة بين المتمردين وقوات الأمن الباكستانية كما أوضح مسؤولون. وأكد المتحدث باسم الحكومة المحلية في خيبر بختونخوا (شمال غرب) شوكت يوسفزاي أن «الجيش استدعي (بعد ذلك) لصد هجوم المتمردين». وطوقت قوات الأمن المنطقة المحيطة بالسجن حيث تقع مكاتب أجهزة الاستخبارات ومقار الشرطة بحسب مصادر أمنية. وتبنى الهجوم ذبيح الله شهيد، المتحدث باسم طالبان باكستان، الحركة الإسلامية المسلحة التي تقاتل منذ ست سنوات السلطات في إسلام آباد التي تعتبر مقربة من الأميركيين. وقال شهيد في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «نحو 150 من مقاتلي طالبان بينهم 60 انتحاريا هاجموا السجن المركزي ونجحوا في الإفراج عن 300 سجين». ويضم سجن ديرة إسماعيل خان نحو خمسة آلاف سجين، بينهم 300 متمرد اعتقلوا لارتكابهم هجمات على قوات الأمن الباكستانية أو الأقلية الشيعية بحسب قائد الشرطة المحلية. وقال سكان في ديرة إسماعيل خان إنهم سمعوا دوي انفجارات قوية وإطلاق نار، وقالوا إن التيار الكهربائي قطع في عدد من أحياء المدينة. ويذكر هذا الهجوم بالعملية التي شنها مقاتلو طالبان على سجن بانو الواقع أيضا في شمال غربي البلاد بالقرب من الحدود الأفغانية في 2012 وأدى إلى الإفراج عن نحو 400 متمرد بينهم عدنان رشيد. وهذا العضو في حركة طالبان باكستان كان في تلك الآونة ينفذ عقوبة السجن لتدبيره مؤامرة أحبطتها السلطات بهدف اغتيال الرئيس السابق برويز مشرف فيما كان في الحكم.

وعاد عدنان رشيد ليظهر مجددا على ساحة الأحداث في منتصف يوليو (تموز) من خلال كتابته رسالة إلى الشابة الباكستانية مالالا يوسف زاي الناشطة من أجل حقوق الإنسان التي نددت بانتهاك حركة طالبان لحقوق الفتيات وحرمانهن من التعليم، يدعوها فيها إلى «العودة إلى باكستان» لدراسة القرآن. ويأتي هجوم ديرة إسماعيل خان بعد أقل من أسبوع من الهجوم الدامي الذي شنه مسلحون على مكاتب أجهزة الاستخبارات النافذة في الجنوب الباكستاني وعشية انتخاب رئيس جديد لهذا البلد المسلم الذي يمتلك القنبلة النووية.