البرلمان الليبي ينتج فيلما كارتونيا للدفاع عن شرعيته.. ويبحث إنشاء مجلس للدفاع

أنباء عن تململ في الجيش.. والإعلان عن تفكيك سيارة مفخخة في طرابلس

TT

وسط معلومات عن اتجاه الحكومة الليبية إلى تشديد قبضتها على وضع القنوات التلفزيونية والفضائية الخاصة اعتراضا على دورها الذي تصفه بغير المحايد في متابعة الشؤون المحلية في البلاد، رد المؤتمر الوطني العام (البرلمان) على منتقديه بتدشين فيلم كارتوني مدته 54 ثانية فقط، للتأكيد على أنه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي.

ويركز الفيلم الذي بثته الصفحة الرسمية لمكتب الإعلام التابع للمؤتمر على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» على أن المؤتمر المكون من 200 عضو هو «أعلى سلطة في الدولة الليبية، ويباشر أعمال السيادة العليا ووضع السياسة العامة». وقال الفيلم المقتضب الذي اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه إن «كل عضو في المؤتمر يعتبر نائبا عن الشعب الليبي»، في محاولة جديدة على ما يبدو للتأكيد على شرعيته التي باتت محل انتقادات مؤخرا.

ويأتي عرض هذا الفيلم بعدما حذر نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر، مما وصفه بمحاولات لإسقاط الشرعية والانقلاب بالمؤتمر، كما يأتي بعد انتقادات لاذعة وجهها أبو سهمين ورئيس الحكومة الانتقالية الدكتور علي زيدان إلى وسائل الإعلام المحلية خاصة القنوات غير الرسمية في محاولة لتحميلها مسؤولية التدهور السياسي والأمني الراهن في البلاد.

ووسط هذه الأجواء، تعتزم السلطات الليبية إنشاء مجلس الدفاع الوطني بناء على توصية من قيادات الجيش الليبي، في وقت كشفت فيه مصادر ليبية مطلعة النقاب عن وجود ما وصفته بحالة من التململ والاستياء لدى بعض قيادات وضباط الجيش، بالإضافة إلى الرأي العام المحلي، بسبب إعلان عن تعيينه مسؤولا عسكريا محسوبا على جماعة الإخوان المسلمين في منصب الرئيس الجديد لهيئة أركان الجيش.

وأصدر المؤتمر الذي يعتبر أعلى سلطة تشريعية في البلاد قرارا بترقية العقيد ركن عبد السلام جاد الله الصالحين إلى مرتبة اللواء، وتعيينه رئيسا لأركان الجيش خلفا لسلفه المستقيل منذ الشهر الماضي اللواء يوسف المنقوش. كما أصدر المؤتمر قرارات جديدة بتعيين خالد شكشك رئيسا لديوان المحاسبة، وعلاء الدين منصور رمضان المسلاتي وكيلا للديوان.

وتقول السيرة الذاتية لـ«الصالحين» إنه من مواليد 1960، وحاصل على بكالوريوس علوم عسكرية بدرجة ممتاز عام 1981، علما بأنه كان مسؤولا عن جناح الصاعقة، وآمر مدرسة الصاعقة والمظلات، وآمر مدرسة ضباط الصف بالقوات الخاصة، وشارك في حرب التحرير ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.

لكن ناشطين سياسيين وإعلاميين قالوا في المقابل إن الرئيس الجديد للأركان يعتبر محسوبا على جماعة الإخوان المسلمين، محذرين مما وصفه بالمخاطر المترتبة على استمرار عملية أخونة الدولة والجيش. وقال أعضاء في المؤتمر الوطني إن الصالحين حظي بتأييد حزب العدالة والبناء الذي يعتبر الذراع السياسية لجماعة الإخوان، خلال جلسة التصويت على منحه المنصب الشاغر منذ شهرين.

إلى ذلك، أوصى ضباط الجيش الليبي بإضافة مادة في الإعلان الدستوري تنص على تشكيل مجلس دفاع وطني يترأسه نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر، بالإضافة إلى رئيس الحكومة ووراء الدفاع والداخلية والمخابرات، على أن يتم تحديد مهام المجلس في اتخاذ القرارات اللازمة في السلم والحرب.

وقال الضباط في بيان تمت تلاوته من قبل متحدث باسم لجنة إعادة تنظيم الجيش الليبي في حضور رئيس المؤتمر إن هذه التوصية تأتي حتى لا يكون القرار في يد جماعة أو تنظيم. كما تعهد الضباط بخصم 5 في المائة من مرتباتهم التي وصفوها الهزيلة لصالح صندوق يخصص لشراء أسلحة للجيش وعناصره.

من جهتها، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا سلسلة أعمال العنف التي حدثت مؤخرا في عدد من المناطق في ليبيا منها مدينتا طرابلس وبنغازي. وأعربت البعثة في بيان عن بالغ قلقها من التدهور المطرد للأوضاع الأمنية في البلاد وتفاقم العنف الذي تنوعت أشكاله وأهدافه لتطال النشطاء السياسيين والمؤسسات القضائية والبعثات الدبلوماسية ورجال الجيش والشرطة والمرافق العامة للدولة وغيرها.

وبعدما دعت السلطات الليبية لتكثيف جهودها من أجل معالجة التحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، فإن البعثة الدولية حثت على الاتحاد من أجل التصدي للمخاطر التي تهدد أمن المواطن واستقرار البلاد في هذه المرحلة. واعتبر البيان أن الحوار الوطني الشامل أصبح ضرورة ملحة يتعين على الجميع من مسؤولين وزعماء سياسيين وحكماء وثوار وممثلي المجتمع المدني السعي من أجل أن ينعقد في أقرب الآجال لوضع تصور مشترك وتوافقات حول التحديات المطروحة وسبل معالجتها.

إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية عن إحباط محاولة لتفجير سيارة مفخخة قرب أحد أشهر الفنادق بالعاصمة الليبية طرابلس. وقال النقيب رامي سعيد، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، إن الأجهزة الأمنية أحبطت محاولة تفجير سيارة مفخخة قرب فندق المهاري بطرابلس، لافتا إلى أن السيارة تم رصدها أول من أمس، وقبيل ساعة من الإفطار من قبل العناصر الأمنية المكلفة بتأمين محيط المنطقة، وبها 12 عبوة ناسفة محلية الصنع موصولة بأسلاك مؤقتة للتفجير عن بعد. وأوضح أن السيارة التي لا تحمل لوحات معدنية ووضعت قريبة جدا من حواجز الحماية الأمنية أمام الفندق المهاري مسروقة ومبلغ عنها منذ أسبوع.

ويأتي هذا في وقت شدد فيه مجلس طرابلس المحلي على أهمية تأمين العاصمة، مؤكدا دعمه قوة الردع والتدخل المشتركة المشكلة من قبل الحكومة المؤقتة لإخلاء المدينة من المظاهر المسلحة. وندد المجلس في كلمة وزعها بمناسبة الذكرى الثانية لتحرير طرابلس بكل أشكال الإجرام من اغتيالات لرموز ثورة 17 فبراير (شباط) المجيدة، واقتحام لسجن الكويفية في بنغازي شرق البلاد، مطالبا الحكومة والمؤتمر الوطني ببذل كل ما بوسعهما وتسخير كل الإمكانيات لتحديد الجناة وجلبهم إلى العدالة.