إسرائيليون يشككون في قدرات مارتن إنديك واليمين يتهم أبو مازن بالدفاع عن النازية

أول مفاوضات مغلقة بعيدا عن الإعلام

TT

أكدت مصادر مقربة من رئيسة الوفد الإسرائيلي إلى المفاوضات مع الفلسطينيين، أن أول اتفاق توصل إليه الطرفان حتى الآن هو أن يبعدا الإعلام عن المفاوضات، تماما ويجرياها في غرف مغلقة.

وقالت هذه المصادر إن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي يرعى هذه المفاوضات، أملى موقفه في هذا الشأن عليهما قائلا إن كل تفصيل ينشر في الإعلام سيخرب أجواء العملية السلمية. ونقلت على لسانه القول إن «هناك من يتربص بهذه المفاوضات من الطرفين. فالمعارضون لمبدأ التفاوض لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق ويديرون حملة تشويه وتحريض عليها وأي معلومات تتسرب منها سيتحول إلى سلاح ضدها وضد المفاوضين».

وكانت لفني بنفسها قالت، صباح أمس، خلال تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إنها تكتفي بالقول إن هذه الجولة تبدو إيجابية للغاية ورفضت إعطاء أي تفاصيل أخرى وعللت ذلك بأن واجب الاحترام للمضيفين يمنعها من التطرق بأي كلمة أخرى وأقفلت سماعة الهاتف.

وفي البرنامج الصباحي نفسه الذي بثته هذه الإذاعة، نشر تسجيل لكلمة كان قد ألقاها قبل سنة ونصف السنة، الدبلوماسي مارتن إنديك، الذي عينه كيري ممثلا له في إدارة هذه المفاوضات ومتابعتها مع الأطراف، يقول فيها إنه «لا يوجد أمل في التوصل إلى تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، لأن ما يطرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من حلول بعيد جدا عن الحد الأدنى الذي يمكن للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أن يقبله». فيما راح محللون إسرائيليون يشككون في قدرات إنديك على أداء مهمة كهذه، حيث إنه جرب الأمر وفشل في فترة رئاسة بيل كلينتون للولايات المتحدة. وقد عقب عدد من قادة اليمين الإسرائيلي على ذلك بالقول إن هذا برهان جديد على الفشل المتوقع. وقالت النائبة أييلت شكيد من حزب المستوطنين «البيت اليهودي» إن هذه هي أول ضربة للحكومة الإسرائيلية - «لقد تسرعنا في اتخاذ قرار بإطلاق سراح 104 مخربين فلسطينيين رضوخا لإملاءات كيري. وقبل أن ننفذ القرار يتضح أننا ارتكبنا خطأ فادحا». ودعت نتنياهو إلى إلغاء القرار فورا.

وسارع الناطق بلسان الخارجية الأميركية لإصدار بيان يؤكد فيه أن إنديك ينفذ سياسة الوزير كيري، ومضمونها الأساسي أن الظروف الحالية مواتية لتحقيق تسوية تاريخية للصراع.

ولوحظ أن اليمين الإسرائيلي المتطرف، بمن في ذلك وزراء ونواب في الائتلاف الحكومي، يصعد من معارضته للمفاوضات وينوي مرافقتها بحملات تحريض شرسة، ضد الفلسطينيين. فقال عوزي لانداو، وزير البنى التحتية، إن «إسرائيل رضخت لإملاءات كيري وقبلت العودة للمفاوضات وفقا للشروط الفلسطينية المسبقة». وتساءل: «ما الحكمة في الذهاب إلى مفاوضات من دون تنازلات فلسطينية؟ لماذا تكون التنازلات من طرفنا فقط؟». ودعا نتنياهو إلى إعادة النظر أو على الأقل التوجه للرئيس الفلسطيني بمطالب تبين إن كان مستعدا لتقديم تنازلات.

وقال أفيغدور لبرمان، رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية وزعيم حزب اليهود الروس «إسرائيل بيتنا»، إن الرئيس الفلسطيني رجل معاد للسلام ولليهود. وأضاف خلال كلمة له في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) إنه حصل مؤخرا على الكتاب الذي أصدره محمود عباس في سنوات الثمانين ويتضمن أطروحته للدكتوراه في جامعة موسكو: «هذا هو الكتاب وفيه ينكر عباس وقوع المحرقة النازية لليهود ويشكك في عدد القتلى اليهود ويرفض تصديق الرواية التاريخية التي تؤكد أن النازيين استخدموا أفران الغاز في إبادة خصومهم، خصوصا اليهود منهم، وبهذا يبرر عمليا للنازية جرائمها».

وقد خرج للدفاع عن مسيرة السلام الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، الذي بارك طرفي التفاوض وشكر كيري وإنديك قائلا: «نحن نبدأ اليوم مفاوضات تاريخية لوضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس مبدأ (دولتان للشعبين)، والكثير من الدلائل تؤكد أننا نقترب من التسوية رغم المصاعب». من جهة ثانية، أكدت مصادر إسرائيلية شبه رسمية على أن المفاوضات المباشرة ستبدأ في غضون أسبوعين، وذلك بلقاء احتفالي وأن المفاوضين سيتوزعون إلى عدة فرق جانبية متخصصة، واحدة للحدود وأخرى للقدس وثالثة للأمن ورابعة للاجئين الفلسطينيين وخامسة للمياه وسادسة لوقف التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل. وستجتمع اللجان وتدير كل منها مفاوضات ثنائية منفردة، في مسار غير عادي، من دون التخلي عن التنسيق مع اللجان الأخرى.