لندن تطرح إمكانية تحسين العلاقات مع طهران «خطوة خطوة»

هيغ اتصل بنظيره الإيراني وأبدى استعداده للقاء في نيويورك

علي أكبر صالحي وويليام هيغ
TT

على الرغم من قرار بريطانيا عدم حضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني حسن روحاني هذا الأسبوع، تماشيا مع قرار أوروبي بعدم إرسال وفود إلى حفل التنصيب، إلا أن الحكومة البريطانية تسعى إلى تحسين العلاقات مع طهران مع انتهاء ولاية الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد وتولي الإصلاحي روحاني الرئاسة. وقام وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ بالاتصال بنظيره الإيراني علي أكبر صالحي أمس حيث عبر عن «انفتاح المملكة المتحدة لعلاقات أفضل مع إيران خطوة خطوة وبناء على أسس متبادلة». وجاء اتصال هيغ ضمن مؤشرات أخيرة تدل على أن بريطانيا تسعى إلى مد جسور مع طهران في الفترة المقبلة بعد فترة تشنج العلاقات بين البلدين أدت إلى إغلاق السفارة البريطانية في طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. وعلى الرغم من عدم قطع العلاقات بين البلدين حينها، فإن العلاقات بين البلدين بقت في أدنى مستوى ممكن من دون قطع العلاقات رسميا خلال السنة والنصف الماضية. وبينما أفادت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أن السفارة ما زالت مغلقة ولا توجد خطط واضحة لإعادة فتحها في الوقت الراهن، فإنها اعتبرت إعادة فتح السفارة من الاحتمالات المطروحة لتحسين العلاقات بين البلدين.

واتصل هيغ بصالحي أمس في اتصال قد يكون الأخير بينهما بهذه الصفة الرسمية، إذ من المتوقع أن يخرج صالحي من منصبه مع تولي روحاني الرئاسة. وأفاد بيان من وزارة الخارجية البريطانية أن هيغ اتصل بصالحي لـ«بحث علاقات المملكة المتحدة وإيران والقضايا الدولية بعد انتخابات إيران الرئاسية». وأضاف البيان أن وزير الخارجية البريطاني «شدد على الحاجة لتقدم طارئ لمعالجة مصادر قلق المجتمع الدولي في ما يخص برنامج إيران النووي»، موضحا أن «المملكة المتحدة منفتحة على تحسين العلاقات الثنائية مع إيران خطوة خطوة وبناء على أساس متبادل». وكان من اللافت أن البيان أشار إلى أن «وزير الخارجية (البريطاني) قال إنه مستعد للقاء وزير الخارجية الإيراني خلال اجتماعات الجمعية العامة في الأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر (أيلول) المقبل». ومن اللافت طرح هيغ لقاء نظيره الإيراني في نيويورك، خاصة أن صالحي لن يكن هو الوزير بل سيكون وزيرا جديدا يعينه روحاني، وهناك عدد من المرشحين لهذا المنصب. وأفادت وسائل إعلام إيرانية قبل يومين أن سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة جواد ظريف هو المرشح لتولي حقيبة الخارجية في حكومة روحاني ولكن لم يتم تأكيد الخبر بعد.

ولكن من يأتي ليتولى المنصب بات يعلم أن وزير الخارجية البريطاني على استعداد للقائه. وامتنعت ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية عن التوضيح إذا كان صالحي قد رحب بإمكانية اللقاء وتحسين العلاقات، قائلة إنه من غير الممكن الخوض في تفاصيل أكثر من المكالمة، رافضة أيضا التوضيح في ما إذا كانت سوريا من ضمن القضايا الدولية التي ناقشها الوزيران. ولكنها قالت إن توقيت المكالمة «يأتي تزامنا مع حفل التنصيب في طهران هذا الأسبوع، وجزء من عدد من التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية هيغ حول إيران» في هذه الفترة، في إشارة إلى الاهتمام بها.

وكان هيغ قد ناشد روحاني «استخدام الفرصة لوضع إيران على مسار مختلف للمستقبل»، خاصة في ما يخص الملف النووي. وأضاف في بيان صادر يوم 15 يونيو (حزيران) الماضي بعد الانتخابات الإيرانية أنه يأمل أن يعمل روحاني على «الدفع باتجاه علاقة بناءة مع المجتمع الدولي وتحسين الحقوق السياسية والإنسانية للشعب الإيراني».

وجاء الاتصال بين هيغ وصالحي في وقت تزداد التكهنات حول إمكانية عقد لقاء بين مجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا) مع إيران حول ملفها النووي في سبتمبر المقبل. وبينما لم يتم تحديد الموعد، أفادت مصادر أوروبية دبلوماسية أن هناك رغبة لدى الدول الست لاستئناف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بأسرع وقت بعد تشكيل الحكومة الإيرانية ووضع الفريق الإيراني للتفاوض في هذا الملف.