والد سنودن ينصحه بالبقاء في روسيا

الشاب العالق في المطار قرأ «الجريمة والعقاب» وطلب مجلدات عن التاريخ الروسي

TT

نصح والد إدوارد سنودن أمس في مقابلة بثها التلفزيون الروسي العام ابنه بالبقاء في روسيا حيث ما زال هذا المستشار السابق للاستخبارات الأميركية عالقا في مطار موسكو وطلب اللجوء مؤقتا إلى روسيا.

وقال لون سنودن في مقابلة مع قناة «روسيا 24» يفترض أن يتابعها ابنه «كل شيء على ما يرام هنا. نحن نحبك وسنلتقي من جديد قريبا. لكن قبل كل شيء أريد أن تبقى في أمان». ورأى أن روسيا تملك «إمكانيات لحماية» المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الذي كشف عن برنامج سري للحكومة الأميركية لمراقبة الاتصالات في الخارج. وأضاف لون سنودن «لو كنت في مكانه لشكرت فنزويلا والإكوادور وبوليفيا على عروضها لكننا رأينا ماذا حدث مؤخرا مع طائرة الرئيس ايفو موراليس»، في إشارة إلى طائرة الرئيس البوليفي التي رفضت دول أوروبية السماح لها بالمرور بأجوائها مطلع يوليو (تموز) بعد الاشتباه بأنها كانت تقل سنودن. وقال لون سنودن: «أعتقد أن روسيا لديها النية والإمكانية لحماية ابني. لو كنت في مكانه لبقيت في روسيا».

وسيتوجه لون سنودن إلى روسيا قريبا، حسبما ذكر محامي ابنه اناتولي كوتشيرينا أمس. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن كوتشيرينا قوله: «اتصلت بادوارد سنودن اليوم (أمس) واتفقنا على أن أوجه دعوة لوالده ليأتي إلى روسيا. آمل ألا يستغرق حصوله على تأشيرة دخول فترة طويلة».

وكشف كوتشيرينا من ناحية أخرى أنه زود سنودن ببعض الكتب ومنها رواية «الجريمة والعقاب» إحدى درر الأدب العالمي للكاتب الروسي فيدور دوستويفسكي. وذكرت مصادر قريبة من كوتشيرينا أن سنودن انتهى من قراءة هذه الرواية التي نالت إعجابه بما تحتويه من استعراض لصراع النفس البشرية لبطلها راسكولنيكوف. وذكر كوتشيرينا أن التوقف عند مضمون هذه الرواية وما تتضمنه من دروس وتحليل للنفس البشرية وتناقضاتها لا يمكن أن تعني أية إسقاطات قد يظن البعض أنه يقصدها، أو بقول آخر إنه قد يعني محاولة الجمع بين راسكولنيكوف الذي تورط في قتل العجوز المرابية، ما أوقعه في صراع نفسي رهيب في أعقاب ارتكاب جريمته، وبين سنودن الذي وصل إلى موسكو هاربا من مصير لا يزال الغموض يكتنف الكثير من جوانبه. وأضاف كوتشيرينا أن سنودن طالع أيضا أحد مؤلفات المؤرخ والأديب الروسي نيكولاي كارامزين (1766-1781) وطلب إمداده بالمجموعة الكاملة لمؤلفاته وأبرزها «تاريخ الدولة الروسية» الذي سجله في 12 مجلدا ويظل حتى اليوم أهم المراجع التاريخية لدراسة تاريخ الدولة الروسية.

كما كشف كوتشيرينا أنه أهداه أيضا بعض إنتاج رائد القصة القصيرة العالمي أنطون تشيخوف لإطلاعه على تفاصيل الحياة الروسية. وأضاف كوتشيرينا في حديثه إلى «إنترفاكس» أنه يتلقى العديد من المكالمات والمكاتبات التي تعرض مساعدة سنودن في محنته ومنها التي ترد من فتيات كثيرات يعرضن عليه المسكن والزواج، فيما يعرض بعض الرجال عليه مساعدته ماليا.

وذكر كوتشيرينا أيضا أن كل من قابلهم من ممثلي سفارة الولايات المتحدة الأميركية في موسكو ليسوا مهتمين بمناقشة مصير ومستقبل سنودن، بقدر اهتمامهم بطلب ضرورة تسليمه لمحاكمته هناك.

وكان ميخائيل فيدوتوف رئيس مجلس الحقوق الاستشاري في الكرملين صرح مساء الثلاثاء أن موسكو واقعة بين سندان التزاماتها تجاه أحد اللاجئين ومطرقة عدم رغبتها في تقويض علاقاتها مع الولايات المتحدة.

وأوضح أن «روسيا هي الطرف الجريح في قضية سنودن. ليس لنا أي مصلحة وطنية في ذلك مطلقا». وأضاف «لا نستطيع تسليم شخص جاء للحصول على حماية دولتنا. ولكن من جهة أخرى لا نريد تدمير علاقاتنا مع الولايات المتحدة شريكتنا في العديد من القضايا الدولية». وقال إن «روسيا في وضع لا تحسد عليه مطلقا».

وتضغط الولايات المتحدة على روسيا لتسليمها سنودن الذي تريد محاكمته بتهمة تسريب معلومات عن برامجها الواسعة للمراقبة.

والمستشار السابق في وكالة الأمن القومي الذي يقف وراء الكشف عن برامج لمراقبة الاتصالات من قبل الحكومة الأميركية، عالق منذ 23 يونيو (حزيران) الماضي في قسم الترانزيت في مطار موسكو شيريميتيوفو وطلب لجوءا مؤقتا في روسيا. وتسمم هذه القضية العلاقات الصعبة في الأصل بين البلدين، حتى لو أن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال الجمعة إن حالة سنودن «لم تكن وليست مدرجة في جدول أعمال» الرئيس الروسي.