الجيش النظامي يحاول استعادة خان العسل بحلب و«الحر» يتقدم في ريف حمص

«لواء الإسلام» بدمشق يؤكد امتلاكه منظومة دفاع «الأوسا» روسية الصنع

TT

تحاول القوات النظامية السورية استعادة بلدة خان العسل الاستراتيجية في ريف مدينة حلب الشمالي، فيما أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على عدة بلدات في ريف حمص وتزامن ذلك مع تأكيد لواء الإسلام في دمشق اغتنامه منظومة الدفاع الجوي «الأوسا» روسية الصنع من إحدى كتائب الجيش النظامي.

ودارت اشتباكات عنيفة أمس، بين القوات النظامية وبين كتائب الجيش السوري الحر المتحصنة في بلدة خان العسل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأشار المقدم المنشق خالد الحمود، لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «النظام السوري يحاول عبر معاركه في هذه البلدة إطالة أمد وجوده في مدينة حلب»، مؤكدا أن «الجيش الحر يحكم حصاره على القوات النظامية التي باتت تتحصن في ثلاث مواقع، كلية المدفعية وكلية التسليح وأكاديمية الأسد».

وسيطرت المعارضة على بلدة خان العسل أحد أبرز المعاقل المتبقية لقوات النظام في ريف حلب الغربي، في 22 يوليو (تموز) بعد معارك عنيفة استغرقت أياما، وفقدت القوات النظامية فيها أخيرا أكثر من 150 عنصرا بينهم 51 عنصرا قيل إنهم أعدموا ميدانيا.

ويوضح الحمود أن «القوات النظامية تتسلل من أحياء مدينة حلب عبر كلية المدفعية لتخوض معارك في خان العسل وتخفف الحصار المفروض من قبل قوات الجيش الحر». ويوضح الحمود أن «الأهمية الاستراتيجية لبلدة خان العسل تتمثل في كونها قريبة من طريق حلب – إدلب الذي يشهد معارك متقطعة بين الطرفين بهدف السيطرة عليه».

وتتمركز كتائب من لواء التوحيد وألوية نور الدين الزنكي في منطقة خان العسل، في حين يسعى النظام عبر الفوج 46 والفرقة 7 وأجزاء من الفوج 47 إلى اقتحام خان العسل واستردادها.

وشهدت منطقة خان العسل في مطلع مارس (آذار) معارك عنيفة تمكن على أثرها المقاتلون المعارضون من السيطرة على مدرسة الشرطة الواقعة عند طرف البلدة بعد معركة تكبد خلالها الطرفان نحو مائتي قتيل واستغرقت ثمانية أيام. كما سيطروا على أجزاء أخرى من البلدة ليخسروها بعد أيام قليلة. وفي 19 مارس، تبادل الطرفان الاتهامات بإطلاق صاروخ يحمل ذخيرة كيميائية على خان العسل ما تسبب بمقتل نحو ثلاثين شخصا، مع ورود معلومات متضاربة حول حصيلة الضحايا.

في موازاة ذلك، أعلن لواء الإسلام في العاصمة السورية دمشق عن حظر جوي كامل فوق سماء الغوطة الشرقية بعد امتلاك اللواء منظومة دفاع «الأوسا» روسية الصنع والتي اغتنمها من إحدى كتائب الدفاع الجوي التابعة لقوات النظامية في غوطة دمشق الشرقية. وكتب النقيب إسلام علوش المتحدث باسم لواء الإسلام في صفحته على موقع «فيس بوك» إن مقاتلي اللواء قاموا بصيانة وتجهيز وإعداد عربات «الأوسا» المغتنمة القوات النظامية وكانت مهمة المهندسين الموجودين في اللواء تحديث واستخدام «الأوسا» في الحرب ضد السلاح الجوي لقوات الأسد.

وأعلن علوش منطقة «الغوطة الشرقية» منطقة حظر جوي يحرم على طائرات النظام التحليق فوق سمائها، وأنه في الأيام القادمة سوف نعلن عن تشغيلنا لباقي العربات والمنظومات التي سيطرنا عليها، ونتعهد بأنه ستكون دمشق وسوريا بشكل كامل هي منطقة حظر جوي يمنع فيها تحليق طائرات الأسد.

وفي دمشق أيضا، أفادت شبكة شام المعارضة عن سقوط عدة صواريخ «أرض أرض» على منطقة المطاحن في منطقة المرج بالغوطة الشرقية بالتزامن مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة النظامية على مدن وبلدات المليحة والزبداني وداريا ومعضمية الشام ودوما وحرستا. كما بث ناشطون شريط فيديو يظهر جثث مقاتلين قالوا إنهم لحزب الله اللبناني في منطقة القابون بدمشق.

وقتل 6 موظفين وجرح 19 من العاملين في مركز البحوث العلمية الكائن في حي برزة جراء سقوط قذيفة هاون على مدخل المركز لدى دخول حافلة تقل الموظفين، بحسب ما أفاد به ناشطون في دمشق. وتتعرض أبنية مركز البحوث العلمية في برزة بين فترة وأخرى لسقوط قذائف هاون يطلقها مقاتلو الجيش الحر منذ اندلاع الاشتباكات في برزة، حيث يعتبر المركز أحد المواقع التي يتمركز على أسطحتها قناصة، لموقعها الاستراتيجي المطل على برزة حيث تدور معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلو الجيش الحر. وذلك بينما يتواصل العمل في المركز الذي يعد واحدا من أهم المراكز البحثية في البلاد.

وقال ناشطون إن عدة قذائف هاون سقطت في شارع فارس خوري الواصل بين ساحة العباسيين ومنطقة الكراجات على أطراف حي القابون وبلدة جوبر، حيث تدور معارك عنيفة هناك، وسقطت القذائف عند السفارة الكورية الشمالية، وسمع إطلاق نار من الحواجز القريبة، وكانت عدة مبان قريبة من منطقة الكراجات قد أخليت من السكان مع اشتداد المعارك هناك وانتشار قناصة قوات النظام على أسطح مباني شارع فارس خوري، لا سيما المطلة على بلدة جوبر. وتكثف القصف على حي القابون شرق دمشق بعد ظهر يوم أمس، كما أغار الطيران الحربي على بلدة جوبر، شوهدت أعمدة الدخان الأسود تتصاعد من الأحياء الجنوبية، حيث قصفت قوات النظام حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك.

وفي مدينة الزبداني اغتال مسلحون رئيس بلدية الزبداني والعضو في لجنة المصالحة الوطنية بريف دمشق، بحسب «سانا» التي أوردت النبأ وقالت: إن «مجموعة إرهابية مسلحة أطلقت النار على كل من رئيس بلدية الزبداني ماجد تيناوي وعضو لجنة المصالحة الوطنية بريف دمشق غسان الحاج حمود مساء أول من أمس».

وبعد سيطرة الجيش النظامي على حي الخالدية، طلبت قيادة جبهة حمص في هيئة الأركان العامة للجيش الحر من كل الكتائب والألوية التوجه إلى ساحات القتال لمواجهة القوات النظامية بحمص. وتزامن ذلك مع إطلاق الجيش الحر في حمص معركة قادمون يا حمص لتندلع على إثرها اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية.

وقال ناشطون: إن «قوات المعارضة تمكنت من السيطرة بعد هذه الاشتباكات على بلدات في ريف حمص هي، عقيربات النعيمية وحمادى عمر وسوحا وقنبر ورسم الضبع وخطملو». كما شهدت حمص بحسب لجان التنسيق المحلية قصفا عنيفا براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة والدبابات على أحيائها المحاصرة.