جوبا والخرطوم تتفقان على وقف دعم حركات التمرد

السودان يجدد رفض التفاوض مع متمردي الشمال

TT

وافقت حكومتا السودان وجنوب السودان على وقف الدعم والإيواء للحركات المسلحة كل ضد الدولة الأخرى، ورفضت الخرطوم بدء أي حوار بشأن قضية المنطقتين، النيل الأزرق وجنوب كردفان، قبل ما تسميه فك الارتباط الكامل بين حكومة وجيش جوبا والحركات المسلحة.

وأمر الرئيس البشير قبل زهاء الشهرين بوقف تصدير بترول جنوب السودان، على خلفية الزعم بأن جوبا ما زالت تدعم متمردي الجبهة الثورية التي تسعى لإسقاط نظام الحكم في الخرطوم.

ودرجت الحكومتان على تبادل الاتهامات بدعم المتمردين، فبينما تزعم الخرطوم أن جوبا لم تقطع صلتها بمتمردي الحركة الشعبية - الشمال، المكونة من شماليين انحازوا إلى الجنوب إبان الحرب الأهلية، وبدعم عمليات الجبهة الثورية المكونة من عدد من الحركات المسلحة، بينها حركات دارفور، وتقوم بعمليات عسكرية تهدف إلى إسقاط نظام الحكم في الخرطوم.

وفي ذات الوقت تتهم جوبا الخرطوم بدعم المتمردين ضدها، خصوصا قوات المتمرد ديفيد ياو ياو، التي تخوض حربا ضد جوبا في ولايات جونقلي النفطية منذ أبريل (نيسان) عام 2011.

وذكر بيان صادر عن اجتماعات اللجنة الأمنية المشتركة بين البلدين، التي انعقدت في جوبا وختمت اجتماعاتها الأربعاء، أن الطرفين اتفقا على تقديم الدعم للجان المكونة كافة مقترح الوساطة الأفريقية، مثل لجنة الفريق الفني لبرنامج الحدود، ولجنة التحقق والالتزام بالتوقيتات الزمنية لعمل هذه اللجان.

وحسب البيان، جدد الطرفان التأكيد على الانسحاب وإعادة انتشار القوات على طول الحدود بينهما، وفقا لخريطة الوساطة الأفريقية. وأكدت اللجنة الأمنية المشتركة في بيانها على ضرورة استمرار التواصل بين رؤساء الاستخبارات، وقادة الأجهزة الأمنية في البلدين، عبر المحلقين العسكريين ومندوبي الأجهزة الأمنية.

ووصل قادة الحركة الشعبية إلى قطاع الشمال للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الأسبوع الماضي، وأثناء انعقاد اجتماعات مجلس السلم والأمن الأفريقي التي خصصت لمناقشة تقرير رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو مبيكي بشأن إنفاذ الاتفاقيات بين شمال وجنوب السودان، وكان يتوقع على نطاق واسع أن تدعو الوساطة الطرفين لبدء حوار ينهي الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، بيد أن الخرطوم أكدت أن الوساطة الأفريقية لم تدفع بأي مقترح لتحديد موعد جديد للتفاوض مع الحركات المسلحة.

ونسب المركز السوداني للخدمات الصحافية «إس إم سي» الحكومي، إلى رئيس وفد الحكومة المفاوض إبراهيم غندور قوله إن حكومته متمسكة بموقفها المعلن وعدم الدخول في أي جولة مفاوضات أخرى، قبل طرد الحركات الدارفورية المسلحة وقطاع الشمال من عاصمة الجنوب جوبا.

ونصح الاتحاد الأفريقي طرفي النزاع في السودان، في وقت سابق بالشروع في التفاوض للوصول إلى سلام في المنطقتين.

وحسب «إس إم سي» فإن غندور جدد تأكيد حرص حكومته على الحوار الذي يفضي إلى سلام دائم بالبلاد، وأشار إلى أن تطبيع العلاقات بين الخرطوم وجوبا سيتم عبر تطبيق اتفاق التعاون المشترك بحزمه التسع، التي تتضمن عدم دعم وإيواء الحركات المتمردة من الطرفين، وفك الارتباط النهائي مع قطاع الشمال.