سلفا كير يعلن حكومة جديدة ضمنها وزير ومستشار سابقان للبشير

تباين الآراء حول التشكيلة الجديدة.. ونجل زعيم الحركة ينتقدها

TT

تباينت آراء السودانيين الجنوبيين حول تشكيلة حكومتهم الجديدة التي أعلنها رئيس الدولة سلفا كير ميارديت، بين متفائل بحذر ومستاء منها. وخلت التشكيلة من منصب نائب الرئيس، واعتبر مراقبون أن الحكومة جاءت مخيبة للآمال، بينما وجه مبيور قرنق دي مبيور نجل زعيم ومؤسس الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق انتقادات للرئيس سلفا كير، معتبرا أن الحكومة فيها قيادات من المؤتمر الوطني الحاكم في السودان.

وكان سلفا كير أعلن في وقت متأخر من مساء أول من أمس تشكيل حكومته الجديدة بعد أسبوع من إقالته الحكومة السابقة، وخلت التشكيلة من منصب نائب الرئيس الذي ما زال كير يجري مشاورات بشأنه مع مختلف القيادات، وأبرز الترشيحات للمنصب هو جيمس واني إيقا رئيس البرلمان الحالي. ودخلت وجوه جديدة منها حاكم ولاية جونقلي المضطربة كوال مينايق، وهو من القيادات التاريخية في الجيش الشعبي التي خاضت حربا طويلة مع الخرطوم لأكثر من 22 عاما، ووزير الشؤون الأمنية في القصر الرئاسي أبوتي مامور.

وعين كير - لأول مرة منذ استقلال الجنوب - وزيرين من القيادات التي عملت في حكومة الرئيس السوداني عمر البشير طوال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب والتي انتهت باستقلال جنوب السودان، حيث تولى القيادي الإسلامي عبد الله دينق نيال منصب وزير الكهرباء والسدود والري والموارد المائية، وقد شغل من قبل عددا من الحقائب الوزارية في حكومة البشير وانشق مع زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، وسبق أن دخل في الانتخابات الرئاسية في عام 2010. وتم تعيين الدكتور رياك قاي في منصب وزير الصحة، وهو المنشق السابق عن الحركة الشعبية خلال فترة الحرب الأهلية وانضم إلى حزب البشير، وكان مستشاره حتى موعد إعلان الاستفتاء باستقلال جنوب السودان. ودخل قياديان من مفصولي حزب الحركة الشعبية الحاكم، وهما تيلارا رينق دينق الذي عين في منصب وزير العدل واحتفظ في الوقت نفسه بمنصبه مستشارا للرئيس للشؤون القانونية، والآخر هو أليو أيانغ وزيرا للداخلية، بينما انتقل مايكل مكواي من منصبه كوزير للشؤون البرلمانية إلى وزارة الإعلام، واحتفظ وزير النفط والتعدين أستيفن ديو داو، ووزيرة الإسكان جيما نونو كمبا بمنصبيهما.

وفي أول رد فعل له حول التشكيلة الجديدة قال مبيور قرنق دي مبيور، نجل زعيم ومؤسس الحركة الشعبية جون قرنق دي مبيور، في حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي، إن التشكيلة الجديدة أصبح فيها قيادات من حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم، إلى جانب قيادات من أحزاب المعارضة الجنوبية، وأنه من المحتمل «أن يتم تعيين زعيم معارضة آخر في منصب نائب الرئيس»، في إشارة إلى الدكتور لام أكول رئيس حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي. وظل مبيور أبرز المعارضين لسلفا كير، وقد سبق أن اتهم طاقم الحماية الخاص بالرئيس بضربه من قبل.

من جانبه، استبعد الكاتب الصحافي والمحلل السياسي أبراهام مرياك في حديثه لـ«الشرق الأوسط» حدوث انقسام في الحركة الشعبية (الحزب الحاكم) في جنوب السودان، وقال إن الشارع كان مستعدا من وقت سابق لحدوث هذه التغييرات منذ فترة طويلة، وأضاف أن أغلب القيادات التاريخية للحركة أصبحت خارج تشكيلة سلفا كير، وتوقع أن تكون الحكومة الجديدة من أجل تقديم الخدمات إلى المواطنين كما وعد كير عدة مرات، مشيرا إلى أن المواطنين لديهم تفاؤل لكنه حذر.

من ناحيته، قال المحلل السياسي مثيانق سيرليو لـ«الشرق الأوسط»، إن اللعبة السياسية في بلاده قد تغيرت تماما مع إعلان الاستقلال، معتبرا أن الحديث عن وجود مجموعة محسوبة على المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم كانت تستخدم قبل هذا التوقيت ضمن دائرة الصراع السياسي بين جنوبيي الحركة والمؤتمر الوطني. وقال إن بعض الشخصيات السياسية أصبحت تضفي الطابع الشخصي على الصراع السياسي، وأضاف: «الآن الغالبية العظمى لا تضع اعتبارا للخلفيات السياسية، وإنما الكل ينظر إلى كفاءات تلك الشخصيات وقدرتها على تحقيق التنمية»، وتابع أنه «في التشكيلة لاحظنا أنها أخذت أبعادا إقليمية بمعيار الكفاءة، وهذا ما يفرضه دستور البلاد».