حمص: مقتل 40 شخصا وجرح أكثر من مائة بانفجار مخزن ذخيرة للجيش السوري

تضارب في معلومات المعارضة حول الأسباب

كتلة لهب هائلة خلفها انفجار مخزن الذخيرة في حمص أمس حيث قتل 40 شخصا به (صورة مأخوذة من يوتيوب ــ أ.ف.ب)
TT

قتل 40 شخصا في مدينة حمص السورية، وأصيب نحو 100 آخرين جراء انفجار مخزن للذخيرة في أحد الأحياء الموالية في المدينة التي تشهد مواجهات عنيفة بين النظام ومعارضيه. وبينما أشارت مصادر معارضة إلى أن مقاتلين في «الجيش السوري الحر» استهدفوا المستودع بصواريخ بعيدة المدى، قال قائد ميداني معارض لـ«الشرق الأوسط» إن «سبب الانفجار قد يكون قصفا بالخطأ من قبل الطيران الحربي النظامي».

وأكد ناشطون أن دوي انفجارات كبيرة متتابعة وقعت في مكان الانفجار، وأن دخانا كثيفا جدا يتصاعد من المكان. وأظهر شريط فيديو، تم بثه على مواقع المعارضة، ألسنة اللهب تتصاعد من المستودع الذي تم استهدافه. وقال خالد بكار، منسق ألوية كتائب «سيوف الحق» التابعة لـ«الجيش الحر»، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعلومات لا تزال متضاربة بشأن الانفجار، لكن المرجح أن الطيران الحربي النظامي قام بالخطأ بقصف موقع تابع له، وهذه الأمور باتت تحدث بشكل دائم في الفترة الأخيرة». ويعتبر هذا المستودع من أهم مستودعات السلاح التابعة للجيش النظامي السوري، ويشكل نقطة استراتيجية للقوات السورية التي تقوم بعملية عسكرية في مدينة حمص.

وتزامن ذلك مع تعرض أحياء حمص المحاصرة لقصف عنيف براجمات الصواريخ من قبل القوات النظامية. وبث ناشطون أشرطة فيديو على الإنترنت تظهر قصفا بصاروخ وقذائف هاون على حي الوعر المكتظ بالنازحين. وأفاد معارضون بانفجار سيارة مفخخة استهدفت حاجزا للقوات النظامية في منطقة حسياء على طريق حمص دمشق أسفر عن 7 قتلى والكثير من الجرحى. كما هزت انفجارات عنيفة أحياء النزهة ووادي الذهب وعكرمة الموالية للنظام التي تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي حلب، قال ناشطون إن كتائب «الجيش الحر» تسعى للسيطرة على ثكنة المهلب العسكرية التابعة للقوات النظامية في مدينة حلب. وأفاد مركز «صدى» الإعلامي بأن «اشتباكات عنيفة جرت بين (الجيش الحر) وعناصر الشبيحة في حي السبيل بحلب، قصف خلالها (الجيش الحر) ثكنة المهلب العسكرية بقذائف الهاون، مما أسفر عن إحراق عدد من السيارات العسكرية داخل الثكنة»، وأضاف المصدر أن «(الجيش الحر) يحاول اقتحام الثكنة والسيطرة عليها بشكل كامل». وأشارت شبكة «شام» الإخبارية إلى أن «الجيش الحر» استهدف الأكاديمية العسكرية بالحمدانية في حلب براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، كما دارت اشتباكات في أحياء الخالدية والأشرفية وصلاح الدين والعرقوب والإذاعة. وفي بلدة خان العسل التي تحاول القوات النظامية استعادتها من «الجيش الحر»، دارت اشتباكات عنيفة. وكانت القوات النظامية قد تكبدت في معارك خان العسل الأخيرة ما لا يقل عن 150 جنديا، بينهم خمسون، تقول تقارير إنهم أعدموا من قبل إحدى الكتائب المسلحة التابعة للمعارضة السورية. وبسقوط هذه المدينة الاستراتيجية، فقدت القوات النظامية آخر معقل لها في ريف حلب الغربي، وبات «الجيش الحر» في وضع يسمح له بالتقدم نحو منشآت عسكرية استراتيجية، مثل كلية الأسد العسكرية، وتشديد الطوق على أجزاء بمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة النظام.

وفي جنوب سوريا، أعلن «الجيش الحر» بدء عمليات أطلق عليها اسم «بدر حوران» (نسبة إلى معركة بدر) تستهدف القوات النظامية في المناطق الواقعة شرق مدينة بصر الحرير، وهي كتائب النقل والتسليح والكيمياء. واستخدم مقاتلو المعارضة صواريخ غراد، وقد نجح عناصر «الحر» في اقتحام كتيبة النقل بعد أربع محاولات فاشلة، وبعد معركة استمرت يومين. وتعتبر كتيبتا النقل والتسليح آخر كتيبتين للنظام في بصر الحرير القريبة من محافظة السويداء. وتقول المعارضة إن الهدف المقبل هو مدينة أزرع التي تعد أقوى معاقل النظام في محافظة درعا.