الرئيس اللبناني ينتقد حزب الله في «عيد الجيش» بعد تخطي السلاح الحدود

مقتل شخص وجرح 3 جراء إنفجار مفرقعات في أحد الاحتفالات بالذكرى

«حزب الله» اللبناني رفع أمس صورة عملاقة كتب عليها «يا قدس قادمون» بالعربية والعبرية عند الحدود مع إسرائيل استعدادا ليوم القدس العالمي (أ.ف.ب)
TT

وجه الرئيس اللبناني ميشال سليمان رسائل متعددة الاتجاهات خلال الاحتفال الرسمي بعيد الجيش اللبناني في ثكنة شكري غانم في الفياضية (شرق بيروت)، داعيا إلى «وجوب إعادة النظر بالاستراتيجية الدفاعية، خصوصا بعد أن تخطى سلاح المقاومة الحدود اللبنانية»، في إشارة إلى انغماس حزب الله في القتال الدائر بسوريا.

وفي موازاة اعتبار أنه «حان الوقت كي تكون الدولة هي الناظمة الأساسية والمقررة لاستعمال القوة»، أعلن سليمان «أننا لن نقبع في دوامة الانتظار طويلا»، موضحا «أننا لن نتأخر في تشكيل حكومة الصون والمصلحة الوطنية لا حكومة الحصص، من أجل حماية المؤسسات وصونا للديمقراطية وتحصينا للجيش».

وشدد الرئيس اللبناني، الذي ألقى كلمته بحضور حشد من المسؤولين اللبنانيين والقادة الأمنيين والسفراء، وبغياب كل من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة رئيس كتلة المستقبل النيابية، والنائب بهية الحريري، إضافة إلى النواب ميشال عون وسليمان فرنجية ووليد جنبلاط، على أن «الجيش خط دفاع عن الدولة والمواطنين لكنه لا يمكنه أن يملأ الفراغ الحكومي والسياسي». وقال إنه «لم يأخذ يوما على عاتقه معالجة أزمة سياسية أو نزاع طائفي أو انخراط بعض اللبنانيين في القتال الخارجي تناقضا مع العقد الاجتماعي الذي تجلى بإعلان بعبدا».

ومع تأكيده على أنه «لا يجوز تحميل الجيش أخطاء غيره الجسيمة ومحاسبته على أخطائه الصغيرة، لأنه ليس بالمحاسبة عن هذه الأخطاء نمحو الأخطاء السياسية»، اعتبر سليمان أن «مهمة الجيش تصعب إذا ترك وحيدا ومكشوفا سياسيا»، جازما بأن «الجيش لا يستطيع أن يملأ الفراغ الحكومي والسياسي ولا يمكن أن يعالج انقساما طائفيا أو مذهبيا، والمطلوب في هذه الظروف الدقيقة، حملة مع الجيش لا حملة عليه».

وشدد الرئيس اللبناني على أنه «لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه، وخصوصا في حالات الغدر بضباطه وجنوده، وتستحيل مهمته إذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي»، داعيا إلى وجوب «تشكيل حكومة تحظى بثقة الرأي العام ومجلس النواب وتعمل على مواجهة المشاكل وخصوصا عدد النازحين المتزايد».

وفي حين حذر سليمان من أنه «ولى الزمن الذي يكون فيه الجيش ممنوعا عن الدفاع عن لبنان وهو لن يكون قوة فصل بين جيوش لبنانية وميلشيات»، باعتباره «المجسد الدائم لوحدة لبنان واللبنانيين»، موضحا: «إننا لن ننسى متابعة برنامج تجهيز وتسليح الجيش ما يتيح له حصريا الإمساك بمستلزمات الدفاع عن سيادة لبنان وحدوده وتأمين ثرواته النفطية، بالإضافة إلى تنفيذ بنود القرار بمساعدة قوات اليونيفيل المشكورة»، مؤكدا «حرص لبنان على قوات اليونيفيل».

في موازاة ذلك، أكد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي أن «المؤسسة العسكرية تعمل ليل نهار من أجل تعزيز كفاءتها لمواجهة أي طارئ». وقال، في كلمة هي الأولى بعد توقيع قرار التمديد له عامين إضافيين، ألقاها أمام الرئيس اللبناني في القصر الرئاسي بحضور عدد من القادة العسكريين: «لن ندخر جهدا لدرء الأخطار، ولن ننحني أمام الصعاب، بل سنحقق قسمنا العسكري».

وتوجه قائد الجيش إلى سليمان بالقول: «هذه المؤسسة التي لها مكانة خاصة في قلبكم ووجدانكم بعد أن بذلتم في سبيلها النصيب الأوفر من السهر والتضحيات، يأتي عيدها في هذه السنة في ظروف صعبة نتيجة الانقسام الداخلي الذي انعكس على انتظام عمل الدولة وحياة المواطنين». وتابع: «نرى بشائر الأمل في مواقفكم الوطنية وقراءتكم الحكيمة للحوادث والتطورات انطلاقا من موقع وطني صرف، ونتلمس بشائر الأمل بدعمكم اللامحدود للجيش وتوفير الغطاء المطلوب له من أجل حماية الأمن ووأد الفتن».

وفيما غاب النائب عون، المعترض الوحيد على تمديد ولاية قائد الجيش، عن احتفال الفياضية الرسمي، لم يغب التمديد لقائد الجيش عن مواقف قياديي حزبه الذين وجهوا رسائل إلى قهوجي والقوى السياسية. وأعرب وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل أمس عن اعتقاده بوجود «قرار مسبق بالتمديد لقائد الجيش الحالي والبرهان على الطريقة التي تم التمديد له بها وكأنهم يقولون بالتمديد له مدة سنتين إن الوضع الاستثنائي في البلد سيبقى سنتين».

وانتقد باسيل، في مؤتمر صحافي عقده في وزارته، كيف «لم يتم ربط الموضوع بالتعيين أو بفترة قصيرة وهذا يدل على نية التمديد لقائد الجيش من عام 2011؟»، مذكرا بأن «المعنيين يعرفون أننا كنا من سمى قهوجي لقيادة الجيش ضمن اتفاق بدأ في الدوحة، ولكنه خدم عسكريته (انتهى دوره) وحان الوقت لمجيء أحد غيره».

وقال باسيل: «عندما تم الحديث عن إمكانية مجيء شخص آخر، رفضوا اسم شامل روكز (قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني) لمجرد أنه صهر العماد ميشال عون رغم أننا لم نطرح اسمه ولم يكن العميد روكز صهر الجنرال في نهر البارد ولا في عبرا»، معتبرا أن «التمديد أصبح طريقة للإمساك بالشخص لاستمالته».

وسقط أمس قتيل وجرح 3 اشخاص على الأقل جراء حريق شب في إحتقال أقيم في وسط بيروت لإحياء عيد الجيش. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن الحريق ناجم عن إنفجار مفرقعات كانت معدة للاستعمال في الاحتفال.