رجل دين يهودي عرض على إيران التجسس واغتيال شخصيات إسرائيلية

قال إن الدافع وراء نشاطاته كان الكراهية لدولة إسرائيل ورغبته بتلقي المقابل المالي

TT

بعد تعتيم إعلامي طويل، سمحت محكمة إسرائيلية، أمس، بالكشف عن قصة تجسس فاشلة لمواطن يهودي عرض خدماته للتجسس لصالح إيران، وراح أبعد من ذلك فعندما شكك الإيرانيون في أمره عرض أن يغتال لهم شخصيات سياسية وعسكرية في إسرائيل.

وجاء في بيان رسمي من ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن جهاز الأمن العام (الشاباك) بالتعاون مع الشرطة اعتقلا مواطنا إسرائيليا «أعرب عن استعداده للتعاون مع النظام الإيراني وفي هذا الإطار بادر إلى الالتقاء بممثلين إيرانيين رسميين في ألمانيا وتطوع ليجمع معلومات استخباراتية عن إسرائيل. وخلال التحقيق الذي أجري معه في الشاباك اعترف هذا الشخص بأنه غادر إسرائيل إلى برلين في عام 2011 بهدف الالتقاء بممثل النظام الإيراني. فوصل إلى السفارة الإيرانية في برلين والتقى هناك بموظفي السفارة وقال لهم إنه إسرائيلي الجنسية. وإنه يريد أن يساعدهم في جمع المعلومات الاستخباراتية عن إسرائيل. وبعد عودته إلى إسرائيل، واصل هذا الشخص اتصالاته مع الجهات الإيرانية من خلال عنوان موقع على الإنترنت تلقاه من رجال السفارة الإيرانية في برلين وقام باستخدامه من مكتب إنترنت عمومي. وإضافة لذلك، قام هذا الشخص باتصالات هاتفية من خلال هواتف عمومية كانت متواجدة في الحي الذي كان يقطنه في القدس الغربية. وقال المعتقل خلال التحقيق الذي أجري معه إن الدافع وراء نشاطاته كان الكراهية لدولة إسرائيل ورغبته بتلقي المقابل المالي».

وورد في ملف التحقيق، الذي كشف عنه جزئيا، أن الرجل باشر الاهتمام بإيران في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) سنة 2011. ففحص في الإنترنيت عن أماكن توجد فيها سفارة إيرانية. فاختار السفارة في برلين، سافر إليها بالطائرة. وقد انتظر يومين ثم توجه إلى السفارة وهو يرتدي لباسه الديني. وعرف بنفسه أنه مواطن إسرائيلي ينتمي إلى حركة «نتوري كارتا» التي لا تعترف بإسرائيل وأنه يريد أن يتجسس لصالح إيران. فأخذوه إلى غرفة تواجد فيها ثلاثة أشخاص، أحدهم عرف نفسه باسم «هاجي بابا». وسألوه عن غرضه. وبدا من كلامهم أنهم يشككون في نواياه. فراح الإسرائيلي يعرض خدماته بسخاء فقال: إنه يستطيع جمع معلومات عسكرية كثيرة ويستطيع اغتيال أي شخصية سياسية أو عسكرية يطلبونها.

وبعد حوار مطول معه لمدة ساعتين، أبلغوه أنهم يرحبون به ولكنهم يريدون أن يعودوا إلى المسؤولين عنهم في طهران حتى يبتوا بأمره. وسلمه أحدهم مقصوصة من الورق كتب عليها عنوان إيميل ورقم دخول سري وقال له: بعد فترة افحص الإيميل وستجد التعليمات المناسبة لك.

ومضت أيام وأسابيع وشهور طويلة، لكن الإيرانيين لم يردوا عليه. وحاول الاتصال عدة مرات بالسفارة الإيرانية في برلين يطلب الحديث مع «هيجي بابا»، ولم يردوا عليه. وقد اعتقلته المخابرات الإسرائيلية قبل فترة ولكنها استصدرت أمرا من المحكمة بإبقاء ملفه سريا ومنعت نشر أي تفاصيل عنه. وفقط في يوم أمس تم جلبه إلى محكمة القدس المركزية وقدمت ضده لائحة اتهام شديدة إذ تتهمه بـ«التخابر مع جهة معادية والكشف عن نية لارتكاب الخيانة العظمى من خلال مساعدة العدو في أوقات الحرب». وهذه اتهامات خطيرة قد يصل الحكم فيها السجن لعشرين سنة.

الجدير ذكره أن «نتوري كارتا»، هي حركة متزمتة دينيا. لكنها لا تؤمن بإسرائيل. وتعتبرها غير شرعية «لأن إسرائيل تقوم فقط عندما يأتي المسيح المخلص». وهي تقيم علاقات جيدة مع إيران ويقوم قادتها بزيارة طهران من آن لآخر.