رئيس الحكومة العراقية يطلق مبادرة لمحاربة الإرهاب عالميا

ممثل السيستاني: القاتل عندنا هو من يتحكم بنا لا العكس

TT

دعا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إلى أن تكون الحرب على الإرهاب عالمية محذرا مما سماه من دخول القوى الأجنبية على خط الإرهاب بالمنطقة وهو ما أدى إلى إشعالها والدفع باتجاه مزيد من التدخل في شؤون الدول العربية. وقال المالكي في كلمة له خلال مأدبة إفطار أقامها للقادة الأمنيين وصدرت على شكل بيان لمكتبه الإعلامي إن «الإرهاب آفة خطيرة يجب استئصالها» مؤكدا في الوقت نفسه أن «المنطقة تواجه تحديا كبيرا وخطيرا يستوجب من الجميع التكاتف لمواجهته». وشدد رئيس الوزراء العراقي على أهمية أن تكون «الحرب على الإرهاب عالمية، ولهذا ندعو الأشقاء في الدول العربية إلى التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهته».

وأضاف المالكي أن «من ينتصر في المعركة لا يعني أنه تجاوز المحن لأن التحديات كبيرة والعراق ليس بمعزل عنها»، موضحا أن «ما تحقق من إنجازات أمنية يتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليه من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي»، مشيرا إلى أن «دخول القوى الأخرى على خط الأزمات في المنطقة ساهم في إشعال المنطقة والدفع باتجاه التدخل في شؤون الدول العربية»، ومشددا على «ضرورة رفع مستوى جاهزية القوات الأمنية لمواجهة قوى الإرهاب».

وفي هذا السياق أكد علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المبادرة التي أطلقها المالكي للدول العربية الشقيقة بهدف التعاون في محاربة الإرهاب والتنسيق الفعال في هذا المجال أمر باتت تفرضه ضرورات المرحلة وبعد أن اتضح للجميع أن الإرهاب آفة عالمية وأن الجميع بات يتضرر منه بشكل أو بآخر». وأضاف الموسوي أن «موقف العراق ثابت من هذا الموضوع ويعمل عليه ويحث الدول العربية على التعاون في هذا الملف بغض النظر عن الخلافات السياسية إلا أن الدعوة التي أطلقت بالأمس من أعلى مركز في الدولة العراقية إنما تدل على مدى الاهتمام الذي بات يوليه العراق من أجل الخلاص من هذه المجاميع الإرهابية التي أصبح التنسيق فيما بينها أفضل من التنسيق بين الدول من أجل محاربتها». وأوضح أن «المطلوب الآن تعاون أكبر وأكثر فاعلية بين العراق ومصر والمملكة العربية السعودية وتركيا وغيرها من دول المنطقة من أجل وضع حد للمجاميع الإرهابية»، معتبرا أن «كل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي يطال دولة في مرحلة معينة ولا يطاله إنما هو واهم خصوصا أن هذه المجاميع أسفرت عن نواياها الخبيثة باتجاه إشعال الفتن الطائفية في المنطقة»، مبينا أن «العمليات الإرهابية التي تجري الآن في العراق وبرغم ما تحدثه من خسائر في الأرواح يوميا إلا أنها باتت مدانة من عموم الشعب العراقي الذي بات موحدا ضدها بينما كل ما تريد عمله هو إشعال حرب طائفية وهو ما لا يمكن أن يحصل في العراق لأنه لم يعد هناك انقسام مجتمعي في هذا البلد برغم كل الحث والحشد الطائفي وهو أبرز ما تعمل عليه القاعدة».

وردا على سؤال بشأن ما أعلنه المالكي من أن الهجمات التي وقعت على سجني التاجي وأبو غريب في بغداد مؤخرا إنما هي مخططات نفذت من جهات خارجية قال الموسوي إن «ما أعلنه المالكي بهذا الشأن لم يكن استنتاجا وإنما هي معلومات استخباراتية حيث إن هناك دعما لوجستيا خارجيا للمجاميع الإرهابية فضلا عن تسهيلات ساعدت على تنفيذ العملية لأسباب ودوافع مختلفة».

وعلى صعيد متصل جددت المرجعية الشيعية العليا في النجف تحذيراتها من التردي الأمني الذي يشهده العراق حاليا لا سيما ما حصل في سجني التاجي وأبو غريب فضلا عن ارتفاع معدلات العنف في البلاد خلال الشهور الثلاثة الأخيرة. وتساءل ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني في كربلاء أحمد الصافي خلال خطبة صلاة الجمعة أمس «إلى أين يسير البلد وإلى أين يراد به أن يصل هل إلى الحرب الأهلية أم إلى إنهاء مكونات بأكملها». وأضاف الصافي أن «المواطن العادي أصبح يستغيث من كثرة الأزمات واستمرار القتل العشوائي والتفجيرات»، مبينا أن «القاتل المتلبس يقتل، إلا في العراق فإنه يكرم ويرفه ويخرج بسهولة من السجن». وأكد الصافي أن «هناك مشاكل كبيرة تعصف بالبلد ولا يراد خطابات بل يراد غيرة وحلول حقيقية»، مخاطبا المتصدين للمسؤولية في البلاد «شيموا أنفسكم واجعلوا عندكم غيرة على هذا البلد وأبنائه فإنه لا يصلح أي منكم لأي موقع إن فقد هذا الميزان».