الحريري يعرض على حزب الله تضحية مشتركة بعدم مشاركتهما في الحكومة

أعلن رفضه ترؤسها وأكد أن سلام مرشحه الأوحد لها

TT

اعتبر رئيس الحكومة اللبناني الأسبق سعد الحريري، رئيس تيار المستقبل، أن «هناك من يعمل على جر لبنان إلى قلب العاصفة، والصواريخ التي استهدفت محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، هي رسالة إرهابية في هذا الإطار، هدفها النيل من رموز الدولة والإطاحة الكاملة بإعلان بعبدا». وأكد «إننا نريد الجيش جيشا لكل لبنان، لا شريك له في حمل السلاح سوى القوى الأمنية الشرعية. سلاحه يعلو فوق كل سلاح، وفي وجه أي سلاح يخرج عن القانون وسلطة الدولة وإرادة العيش الوطني».

وقال الحريري، في كلمة وجهها عبر الشاشة خلال إفطار رمضاني أقامه «تيار المستقبل» لكل منسقياته في المحافظات اللبنانية كافة: «إننا لا نهوى مناصبة حزب الله أو أي طرف لبناني العداء، بل نتطلع إلى اليوم الذي تستقيم فيه العلاقات بين الإخوة وأبناء الوطن الواحد، ونلتقي على كلمة سواء في دولة حقيقية تحكمها المؤسسات الدستورية، ولا تعلو فيها أسلحة الطوائف على صوت الشرعية». وذكر الحريري بممارسات حزب الله منذ اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ورأى أن «الاحتقان ليس وليد الساعة ولا هو وليد الأحداث في سوريا، بل هو فعل تراكمي لمجموعة من السياسات التي جعلت من الدولة، الركن الأضعف في المعادلة الداخلية، في ظل سلاح يعبر يوميا عن فائض القوة». وفي موازاة إشارته إلى أن فريقه «استنفد كل الوسائل في سبيل تقليص مساحة الخلاف الداخلي، تطرق الحريري إلى دعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل أسبوعين إلى الحوار لمناقشة الاستراتيجية الدفاعية»، واصفا الدعوة بأنها «مجرد كلام للاستهلاك المحلي». ولفت الحريري إلى أن «سلاح حزب الله أصبح منذ عام 2005 موضوع خلاف واسع بين اللبنانيين، وسببا مباشرا من أسباب الانقسام الوطني».

وأكد رئيس تيار المستقبل أن «السلاح والدولة لا يلتقيان»، واصفا مواقف الرئيس اللبناني ميشال سليمان بـ«المتقدمة»، لناحية دعوته «لإعادة النظر في الاستراتيجية الدفاعية»، وإشارته إلى أن «سلاح المقاومة قد تخطّى الحدود اللبنانية». وقال: «نحن مع هذه المقاربة لمسألة السلاح غير الشرعي، كائنا ما كانت هويته السياسية. من السلاح الذي يعلن الجهاد باسم المقاومة إلى السلاح الذي يعلن الجهاد باسم الدين».

وعن الدعوات لعودته إلى رئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة، قال الحريري: «هناك رئيس مكلف، حائز على ثقتنا، هو الرئيس تمام سلام، وهو أهل لقيادة حكومة جديدة تتقدّم على كل المصالح الفئوية والحزبية»، داعيا «من يريد أن يساعد على تشكيل الحكومة إلى أن يتعاون مع سلام، وأن يفسح في المجال لقيام سلطة تنفيذية تتولى إدارة شؤون البلاد وتساعد على فتح ثغرة في الجدار المسدود».

وقال الحريري «إننا لا نرفض المشاركة في حكومة فيها حزب الله، بل نحن نعرض على حزب الله أن نضحي وإياه من أجل اللبنانيين ولقمة عيشهم». وأضاف: «هناك فارق، فهذا ليس عزلا، لأننا بذلك نعزل أنفسنا وليس غيرنا. هذه هي مبادرتي لحزب الله في الموضوع الحكومي».

وفي موازاة إشارته إلى أن الرئيس السوري قرر منذ نحو السنتين أن «الحل الوحيد لمواجهة الثورة السورية هو أن يصور أن كل واحد ضده، هو من القاعدة، وتكفيري ومتطرف وعنفي وعنيف، ولا يريد مبدأ الدولة»، قال الحريري: «نحن تيار رفيق الحريري، نحن مشروع رفيق الحريري، نحن تيار المستقبل، نحن تيار وطني، مدني، ديمقراطي، يرفض العنف بكل أشكاله، ومشروعه الوحيد هو الدولة. نحن لا يمكن أن نخرج عن مشروع الدولة. ونحن أهل الدولة، وأهل الجيش».

وأوضح الحريري لمناسبة عيد الجيش أنه «حتى عندما تكون الدولة على خطأ، نحن مع الدولة. حتى إذا أخطأ الجيش بحقنا، نحن مع الجيش، ونصلح الخطأ، لأنه ليس لدينا أي مشروع آخر»، مؤكدا «إننا لم ولن نسير يوما في أي مشروع مجنون، وفي نظرنا أن المشاريع الطائفية المذهبية والعنفية والتكفيرية والتخلي عن الدولة والخروج عن الدولة مجنونة». وختم قائلا: «المشروع المجنون الوحيد الذي نحن متمسكون به هو مشروع الدولة».