نصر الله يطل شخصيا للمرة الثانية في أقل من سنة ويتجنب السياسة الداخلية

قال: نحن الحزب الشيعي لن نتخلى عن فلسطين.. وجاهزون لحماية لبنان

نصر الله بين مرافقيه أمس خلال مشاركته في مراسم «يوم القدس العالمي» في واحدة من إطلالاته العلنية النادرة (أ.ب)
TT

فاجأ الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مناصريه الذين حضروا للمشاركة في احتفال يوم القدس المركزي الذي أقيم في ضاحية بيروت الجنوبية، بإطلالته شخصيا واعتلائه منبر مجمع «سيد الشهداء» في الرويس، حيث استقبل بالتصفيق الحار والهتافات المرحبة والمؤيدة.

واقتصرت مواقف نصر الله أمس على التأكيد على مركزية قضية فلسطين، مكررا أن «زوال إسرائيل ليس مصلحة فلسطينية فحسب، إنما هو مصلحة قومية لكل بلد عربي وإسلامي». ولم يتطرق نصر الله إلى الشأن اللبناني الداخلي، على خلفية المواقف التي أطلقها الرئيس اللبناني ميشال سليمان في احتفال عيد الجيش، مكتفيا بالقول «إننا في حزب الله سنبقى المقاومة اليقظة الجاهزة لحماية بلدنا وشعبنا ومواجهة كل مؤامرات وأطماع هذا العدو إلى جانب الجيش اللبناني الوطني»، موجها له «التحية الكبيرة، لقيادته وضباطه وجنوده وشهدائه وجرحاه».

وتأتي هذه الإطلالة الشخصية لنصر الله بعد إطلالة مماثلة في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، خلال مسيرة حملت عنوان «الوفاء للرسول»، أطل خلالها أمام الجموع في ملعب الراية في ضاحية بيروت. ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إطلالة نصر الله بأنها «مهمة جدا»، بينما أبرزت القناة العاشرة الإسرائيلية خطاب نصر الله وقالت إن ظهوره يعتبر نادرا جدا، في إشارة إلى «طلاته» النادرة منذ نهاية حرب عام 2006 بين الحزب وإسرائيل التي لجأ بعدها نصر الله إلى إخفاء موقعه نتيجة قرار إسرائيلي معلن باغتياله.

وأكد نصر الله، خلال الاحتفال الذي نظمه حزب الله أمس في يوم القدس العالمي تحت شعار «القدس تجمعنا»، بحضور ممثل عن الرؤساء اللبنانيين الثلاثة والسفيرين الإيراني والسوري في بيروت، وحشد من قياديي حزبه ومناصريه، البقاء إلى «جانب فلسطين وشعبها والحرص على العلاقة الطيبة مع جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، وإن كنا نختلف معها على بعض العناوين التي قد تتصل بفلسطين وسوريا»، مشددا على أن «أي خلاف يجب أن يبقى الالتزام بقضية وشعب فلسطين بمنأى عنه».

وتوجه نصر الله بالشكر إلى «الجمهورية الإسلامية في إيران وإلى الجمهورية العربية السورية على كل ما قدمتاه من أجل فلسطين وقضية القدس وحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، مما أدى إلى إلحاق أكثر من هزيمة بهذا العدو وهذا الكيان وهذا المشروع».

وقال إن «كل فلسطين يجب أن تعود كاملة إلى أهلها ولا يملك أحد، لا رئيس ولا زعيم ولا ملك ولا أمير ولا دولة ولا حكومة ولا منظمة، أن تتخلى عن حبة رمل واحدة من ترابها أو قطرة من مائها أو نفطها أو قطعة من أرضها». وشدد على أن «إسرائيل تمثل خطرا هائلا على جميع الدول والشعوب، وهي خطر على لبنان، وزوالها مصلحة وطنية لبنانية»، مؤكدا أنها «تمثل خطرا دائما ومستمرا ليس فقط على فلسطين وإنما هي خطر على المنطقة كلها بمقدراتها وسلامتها وأهلها وحضاراتها ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم ومخطئ».

ودعا نصر الله باسم حزب الله «كل بلد عربي وإسلامي للحوار السياسي الداخلي، من سوريا إلى مصر وتونس وأفغانستان وباكستان والصومال ووقف نزيف الدم». وقال: «كنا في حزب الله نبحث عن المشتركات لنبني عليها في لبنان وخارج لبنان، واليوم نحن أحوج إلى ذلك لأن الخلافات وصلت إلى المرحلة المدمرة»، معربا عن اعتقاده بوجوب أن «تتضافر جهود الجميع لإلحاق الهزيمة بهذا المشروع التدميري التمزيقي التخريبي».

من جهة أخرى، أشار نصر الله إلى أن «هناك الكثير من التحريض المذهبي (بين السنة والشيعة) على الفضائيات ومواقع الإنترنت»، متهما الجهة نفسها بأنها «تقف خلف الجماعتين لأنه مقصود».

وختم نصر الله كلمته بالقول: «قولوا الرافضة، قولوا إرهابيين، قولوا مجرمين، قولوا ما شئتم واقتلونا تحت كل حجر وفي كل جبهة وعلى باب كل حسينية، نحن شيعة علي بن أبي طالب ولن ننسى فلسطين، ونحن (حزب الله) سنتحمل مسؤولياتنا بمقدار ما علينا، نحن الحزب الشيعي لن نتخلى عن فلسطين ولا عن شعبها ولا عن مقدسات هذه الأمة».