قصف جوي وبري لمعاقل الإرهابيين.. ووزارة الدفاع تتوقع تواصل الهجمات لأيام

طائرات مقاتلة من نوع «إف 5» وقصف بالمدفعية الثقيلة لجبل الشعانبي

مدرعة للجيش التونسي في جبل الشعانبي (أ.ف.ب)
TT

تحولت منطقة القصرين وسط غربي تونس إلى «ساحة حرب» سيطر عليها أصوات الطائرات وقصف المدفعية الثقيلة، وجابت أعداد غفيرة من الجنود وأعوان الحرس والفرق المختصة في الإرهاب المنطقة بهدف تجفيف المنابع والقضاء على التنظيمات الإرهابية المتحصنة منذ أشهر في جبال الشعانبي، في حين ذكر متحدث باسم وزارة الدفاع التونسية، أن «القصف الجوي والبري سيتواصل إلى حين القضاء على العناصر الإرهابية وتطهير الجبل من الإرهابيين».

وقال شهود عيان في مدينة القصرين لـ«الشرق الأوسط» إن العملية العسكرية انطلقت فجر أمس (الجمعة) بحشود عسكرية غير مسبوقة في تاريخ المواجهات مع الإرهابيين. وذكرت أن مجموعة مسلحة تبادلت إطلاق النار مع قوات الجيش في منطقة فوسانة القريبة من القصرين وتمت محاصرتها في نفس المنطقة وهو ما يفسر في جزء كبير قوة التدخل العسكري في اتجاه حسم المعركة.

وقدرت مصادر أمنية في تصريحات مختلفة لـ«الشرق الأوسط» عدد المجموعة المسلحة التي تم الكشف عنها بقرابة 53 مسلحا 45 منهم في منطقة أولاد نصر الله، و8 في منطقة راش الثور، وهو ما يفسر كثافة القصف العسكري والتعزيزات العسكرية غير المسبوقة الوافدة على المنطقة.

ونفذت القوات العسكرية التونسية قصفا جويا وبريا ضد تحصينات المجموعات الجهادية في جبل الشعانبي وسط غربي تونس. واستعملت للمرة الأولى منذ بداية مواجهة المجموعات الإرهابية طائرات مقاتلة من نوع «إف 5» وتركزت المواجهات على أكثر من جبهة وطالت منطقي بئر أولاد نصر الله ورأس الثور، وهما منطقتان محاذيتان لجبل الشعانبي الممتد على أكثر من 100 كلم مربع من بينها 70 كلم مربع من الغابات الكثيفة والمسالك الوعرة. كما استعملت قوات الجيش المدفعية الثقيلة وداهمت بعض المساجد والمنازل المشبوهة بهدف اعتقال عناصر محسوبة على التيار السلفي وأدت العملية بحسب مصادر أمنية من مدينة القصرين إلى اعتقال 12 عنصرا سلفيا بجامع حي النور بالقصرين قالت إنهم ينتمون لخلايا توفر الدعم اللوجيستي لإرهابيي الشعانبي.

وحول العمليات العسكرية التي تدور حاليا بمنطقة الشعانبي، قال العميد توفيق الرحموني لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش التونسي لم تحدد بعد عدد الإرهابيين المتحصنين في جبال الشعانبي، وهي ماضية في حسم المعركة مع الإرهاب ومواصلة القصف البري والجوي لمعاقل الإرهابيين». وتوقع الرحموني أن تتواصل المواجهات ويدوم الأمر لأيام متتالية. وحول ما تردد من أنباء حول تصفية عدد من الإرهابيين، قال نفس المصدر، إن «الوزارة غير مهتمة حاليا بأعدادهم ولكنها تسعى إلى محاصرتهم والقبض عليهم». وأشار إلى تنفيذ عمليات مراقبة محكمة للحدود بالتنسيق مع السلطات الجزائرية حتى لا يفلت أي عنصر إرهابي من الملاحقة الأمنية والقانونية.

في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الحكومة التونسية في بلاغ لها أن علي العريض، رئيس الحكومة، يعقد اليوم على الساعة الواحدة بعد الظهر في قصر الضيافة بقرطاج (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية) جلسة إعلام وحوار مع قادة الأحزاب والمنظمات والهيئات المهنية حول التطورات الأخيرة في تونس وبحث سبل مقاومة ظاهرة الإرهاب. وأضافت أن الجلسة ستكون مشفوعة بندوة صحافية. وذكرت مصادر سياسية من المعارضة لـ«الشرق الأوسط» أن العريض سيحاول استغلال الظرف السياسي الحالي المتسم بتوجيه الأنظار نحو ملف الإرهاب، للتخفيف من الدعوات الداعية إلى إسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي.

وأعلنت رابطة حماية الثورة المتهمة بالموالاة لحركة النهضة، عن ردود فعل غاضبة تجاه بث مؤسسة التلفزيون التونسية (الوطنية الأولى والثانية) لصور الجنود الثمانية الذين تم إغتيالهم في جبال الشعانبي لليلة الثانية على التوالي. وهددت بالعودة إلى الاعتصام مجددا أمام مقر التلفزيون واتهمتها بمحاولة تأجيج الشارع التونسي ضد الحكومة وإظهار عجزها عن توفير الأمن للتونسيين. وطالب حزب المؤتمر من أجل الجمهورية شريك حركة النهضة في الحكم من ناحيته بإقالة المسؤول الأول عن المؤسسة.

من ناحية أخرى، ألقت وزارة الداخلية التونسية أمس بمدينة منزل بورقيبة (60 كلم شمال العاصمة التونسية) القبض على سلفي تونسي متشدد بعد أن بترت يده في انفجار حصل خلال تجربة لصناعة متفجرات يدوية. وقالت الوزارة في بيان إن قوات الأمن التونسي أوقفت «عنصرا متشددا كان يقوم بإعداد بعض المواد المتفجرة وتعرض أثناء تجربتها إلى بتر يده».