سمانثا باور تؤدي اليمين كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة

مجلس الشيوخ صادق بأغلبية ساحقة على مرشحة أوباما للمنظمة الدولية

سمانثا باور تدلي بإفادتها أمام مجلس الشيوخ في 17 يوليو الماضي (أ.ب)
TT

أدت سمانثا باور اليمين كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمس، غداة مصادقة مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة على تعيينها في منصبها الجديد. وأشرف نائب الرئيس جو بايدن على حفل القسم في البيت الأبيض، من دون حضور الصحافيين، إلا أن مكتب بايدن نشر الخبر عبر «تويتر».

وباتت باور سفيرة واشنطن لدى المنظمة الدولية بشكل رسمي أمس بعدما صوت لصالح تعيينها في المنصب الجديد 87 صوتا في مجلس الشيوخ مقابل 10 مساء أول من أمس في الكابيتول هيل. وخلفت باور المتخصصة في مجال حقوق الإنسان وجرائم الإبادة، سوزان رايس التي تولت رئاسة مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض.

وفور المصادقة على تعيين باور أصدر الرئيس باراك أوباما بيانا رحب فيه بنتيجة تصويت مجلس الشيوخ، وقال «أعلن أن بعثتنا في الأمم المتحدة ستواصل، تحت إدارتها، تقديم أفضل ما في الدبلوماسية الأميركية». وأضاف أنها «كبطلة (في مجال) حقوق الإنسان والكرامة منذ فترة طويلة، فإنها ستكون مدافعة شرسة عن الحقوق العالمية والحريات الأساسية والمصالح القومية للولايات المتحدة».

وحصلت باور (42 عاما) التي تحمل شهادة في الحقوق من جامعة هارفارد وكانت مساعدة خاصة للرئيس باراك أوباما، خلال عملية المصادقة على تعيينها على دعم واسع باعتبارها ستكون مدافعة نشيطة ومفوهة عن مصالح الولايات المتحدة.

وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ في منتصف يوليو (تموز) الماضي أكدت باور أنها ستدافع «بلا كلل» عن إسرائيل التي تتعرض في الأمم المتحدة لانحياز «غير مقبول» ضدها، على حد تعبيرها. وقالت يومها «رغم أن هذه المنظمة أنشئت في ظل الهولوكوست (محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية) فإننا نرى فيها انحيازا واضحا وتهجمات على إسرائيل التي يجب أن تكون شرعيتها بعيدة عن أي جدل وأمنها بعيدا عن أي تشكيك». وأضافت ردا على سؤال بشأن رغبة إسرائيل في تمثيل مجموعة الدول الغربية في مجلس الأمن عام 2018 أن عضوية «مجلس الأمن أفلتت من إسرائيل رغم مساهماتها الكثيرة منذ سنوات». وأشارت باور إلى أنه «لا يمكن أن تكون هناك معايير لدولة ومعايير غيرها لدولة أخرى والولايات المتحدة ليس لها صديق في العالم أكبر من إسرائيل». وأكدت «سوف أكافح من أجل إسرائيل وسأعمل على الدفاع عنها بلا كلل».

لكن في موقعها الأساسي الجديد في إدارة أوباما، ستسعى باور على الأرجح لأن تكون أكثر دبلوماسية مما كانت عليه في بعض المناسبات في السنوات السابقة بتصريحاتها الحادة حول إسرائيل والولايات المتحدة. فقد دعت في 2002 إلى وقف المساعدة العسكرية لإسرائيل والقيام في المقابل باستثمار مليارات الدولار في الأراضي الفلسطينية.

لكنها أعربت عن الأسف لهذه التصريحات وعن انتقادها لنفوذ اللوبي الإسرائيلي الزائد في الولايات المتحدة.

كما واجهت انتقادات لعدد من الملاحظات التي أبدتها قبل عقد بما في ذلك حديثها عن «جرائم ارتكبتها» الحكومة الأميركية.

وفي كتابها «مشكلة جهنمية: أميركا وعصر الإبادة»، أشارت باور إلى الخيارات الصعبة التي تواجهها الأنظمة الديمقراطية الغربية عندما ترى جرائم إبادة ترتكب في الخارج. وقالت في كتابها الذي منح جائزة بوليتزر «لماذا تقف الولايات المتحدة جانبا بهذا الحد من التراخي؟».

وفي جلسة الاستماع إليها، شددت على فشل الأسرة الدولية في القيام بخطوات عملية لوقف الأزمة في سوريا.

وقالت للجنة مجلس الشيوخ «نرى إخفاق مجلس الأمن الدولي في الرد على المجزرة في سوريا، إنه عار سيحكم عليه التاريخ بقسوة». وأثارت باور غضب فنزويلا أيضا عندما أكدت أنها ستتصدى «للأنظمة القمعية» مثل حكومة كاراكاس ولتحدي «ملاحقة المجتمع المدني» في هذه الدولة الأميركية الجنوبية الغنية بالنفط.

ورأى السيناتور جون ماكين الذي يدعو إلى تدخل أكثر حزما في سوريا أن باور ستؤدي دورها الجديد بشكل جيد. وقال «إنني واثق أن سامنثا تؤمن بأن أميركا أمة استثنائية ولديها دور لا غنى عنه يجب أن تلعبه في العالم». وأضاف «إنني واثق من أنها يمكن أن تكون صوتا قويا باسم المصالح الأميركية والقيم الدبلوماسية».

وسمانثا باور صحافية سابقة غطت حرب البوسنة في منتصف التسعينات. وقد انضمت إلى فريق باراك أوباما خلال حملته الانتخابية وتولت في 2009 منصب مسؤولة حقوق الإنسان في مجلس الأمن القومي.

وقد رشحها الرئيس لتكون سفيرة بلاده في الأمم المتحدة في الخامس من يونيو (حزيران) الماضي.

وولدت باور في آيرلندا وهاجرت إلى الولايات المتحدة مع والديها في سبعينات القرن الماضي. وهي متأهلة من كأس سانستين الذي كان أيضا يعمل في البيت الأبيض في ولاية أوباما الرئاسية الأولى، ولهما ولدان صغيران.