واشنطن قلقة من الغارات الإسرائيلية على سوريا

10 آلاف عنصر من «القاعدة» على مثلث الحدود مع الأردن

TT

قدرت مصادر في تل أبيب، أمس، أن المحادثة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تطرقت إلىتحذير إسرائيل من قصف مخازن أسلحة في سوريا مرة أخرى.

وقالت هذه المصادر إن الولايات المتحدة قلقة من الغارات الإسرائيلية على سوريا وتخشى من أن تؤدي إلى تدهور الأوضاع في اتجاه بعيد عن حسم المعركة لصالح تغيير النظام وتؤدي إلى إبعاد التسوية السياسية التي تحاول الولايات المتحدة التوصل إليها مع روسيا. وأكدت أن واشنطن تبذل جهودا كبيرة لممارسة الضغوط على إسرائيل في هذا الشأن.

وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، على لسان قائد القوات الإسرائيلية في الجولان، العميد تمير هايمان، قوله إن أطراف الصراع في سوريا، خصوصا قوات النظام والحركات الجهادية الإسلامية أوحت لإسرائيل أنها ليست معنية بصدام معها. وأن كلا منها منشغل في معركته الأساسية ضد بعضهما البعض. وقال إن الهدوء عاد إلى الحدود في الجولان. وكل طرف يسعى لكي لا تسقط قذائف في إسرائيل. وعندما تسقط يسارع إلى التأكيد أنها قذائف طائشة وغير موجهة لإسرائيل. ولكن هايمان أضاف أن قواته لا تتصرف من خلال هذا الاطمئنان وتلاحظ أن الحرب في سوريا تفولذ المحاربين من كل الأطراف وهناك تحسن ملحوظ في أدائها الحربي. وهذا بحد ذاته غير مطمئن لإسرائيل، لذلك فإنها تراقب ما يجري عن كثب وتواصل استعداداتها لأي طارئ على المدى القريب أو على المدى البعيد».

وعاد هايمان ليؤكد التقديرات الإسرائيلية بأن قوات النظام السوري فقدت نصف أراضي الدولة خلال الحرب. ولكنها تصد المحاولات لتوسيع سيطرة المعارضة. وقال إن هناك ثلاثة جيوب للمعارضة محاذية لحدود وقف إطلاق النار مع إسرائيل، اثنان منها بسيطرة قوات الجيش الحر، وهي في شمالي الجولان وفي الوسط، وأن هناك جيبا ضخما في الجنوب على مقربة من الحدود الأردنية تسيطر عليه قوات جهادية. وقال إن قوات الأسد ارتكبت خطأ مميتا عندما تركت الحدود وراحت تدافع عن القصور الرئاسية في دمشق وغيرها من المدن، إذ إن هذا تسبب في إبقاء هذه الحدود مفتوحة أمام قوات محاربة لمساندة المعارضة من كل مكان، بدءا بالعراق وتركيا وحتى لبنان والأردن. وأصبح هناك في الجنوب، على مثلث الحدود السورية الأردنية الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف مقاتل تابعين لتنظيمات «القاعدة» وغيرها من القوى الجهادية الخطيرة، التي تهدد سوريا والأردن وإسرائيل على السواء. واعتبر ذلك الخطر الأكبر من نتائج الحرب الأهلية في سوريا.