«تجمع الأحرار» المغربي يصادق بالأغلبية على مبدأ المشاركة في حكومة ابن كيران

مزوار لـ «الشرق الأوسط» : لن نكون بديلا لـ«الاستقلال» ولن نعوض حقائبه الوزارية

TT

صادق المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار المغربي المعارض (برلمان الحزب) بالأغلبية على مبدأ المشاركة في حكومة عبد الإله ابن كيران بعد انسحاب حزب الاستقلال منها، وانتقاله إلى المعارضة، كما صادق المجلس الذي انعقد مساء أول من أمس في دورة استثنائية بمدينة بوزنيقة (جنوب الرباط)، على تفويض صلاح الدين مزوار رئيس الحزب، لتدبير المرحلة الحالية والتفاوض فيما يخص كل القضايا المرتبطة بالمشاركة.

وكان رئيس الحكومة المغربية قد عرض على مزوار الانضمام إلى التحالف الحكومي بعد انسحاب الاستقلال في لقاء جمعه به قبل أسبوعين. كما أجرى مشاورات شكلية مع أحزاب المعارضة الأخرى، وهي أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري.

وأوضح مزوار أنه سيناقش مع ابن كيران في غضون الأيام المقبلة، الأولويات وإطار العمل المشترك والإصلاحات، وأنه عند وضوح الرؤية يمكن الانتقال إلى الهيكلة الحكومية التي يجب أن تكون مرتبطة بالأولويات والبرنامج.

وبخصوص ما إذا كان حزبه سيقوم بتعويض الحقائب الوزارية التي كان يشغلها وزراء حزب الاستقلال فقط، ذكر مزوار أن مشاركة حزب التجمع الوطني للأحرار لن تكون لترميم الحكومة بل لتشكيل أغلبية حكومية جديدة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لن نكون بديلا لحزب الاستقلال، ولن نعوض حقائبه الوزارية».

وأضاف: «حزبنا لديه تصور وأولويات سيتفق عليها، وعند الوصول إلى الهيكلة الحكومية. وأعتقد أن لكل حزب كفاءاته وقدراته التي يجب أن تترجم للمساهمة داخل الائتلاف الحكومي للوصول إلى الأهداف المنشودة».

وبشأن البرنامج الذي سيجري الاتفاق حوله، قال مزوار إن حزبه يتوفر على برنامج وعلى قراءة للوضع الذي يوجد عليه المغرب اليوم اقتصاديا وسياسيا، معتبرا أن الحكومة لا تتوفر على برنامج وإنما هو تصريح حكومي، وقال: «خلافنا معهم كان منذ البداية أن الحكومة لا تتوفر على برنامج»، موضحا أن البرنامج هو اتخاذ مجموعة من الأولويات الواضحة ومعها الأهداف، و«ليس الإنشاء أو التعبير عن النوايا».

وقال مزوار، خلال كلمة ألقاها في بداية اجتماع المجلس الوطني، إنه من دون ميثاق جديد سيصعب على الائتلاف الحكومي الجديد أن يسير، موضحا أن الائتلاف السابق «اشتغل في إطار ميثاق»، وأنه إذا وصل إلى اتفاق مع الأغلبية فسيجري إعداد ميثاق جديد واضح المعالم يرتكز على ضبط العلاقة ما بين المكونات، ويسمح بتجاوز الإشكالات والأخطاء التي ارتكبها الائتلاف الحكومي في المحطة السابقة.

وأشار مزوار إلى أن حزبه لن يتعامل بمنطق «الابتزاز أو المزايدات» عند التفاوض مع رئيس الحكومة حول شروط الانضمام إليها، موضحا أن الحزب يتخذ قراره بعد سنة ونصف السنة من تجديد الحكومة، وبعد الفشل الذي لم يعد أحد يناقشه اليوم، وقال: «إن الحزب يتحمل مسؤوليته اليوم في إعادة السكة إلى طريقها، وإعادة الحياة إلى حكومة فقدت الحياة».

وعزا مزوار تعذر صمود الائتلاف الحكومي السابق إلى عدم صحة بنائه، مبرزا أنه لم يكن سليما، وكان مرتبطا بإشكالية توزيع الحقائب الوزارية.

وزاد قائلا: «مناقشة الحقائب تعد آخر مرحلة في مفاوضات الدخول للحكومة».

وبشأن العلاقة بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة، قال مزوار: «بيننا وبين إخواننا في حزب العدالة والتنمية مسافة قناعات ليست دائما متقاطعة، وأساليب عمل ليست دائما واحدة»، مؤكدا أنه في الوقت نفسه بينهما حرارة الانتماء إلى وطن وشعب وزع ثقته بينهما، مضيفا: «وبيننا وبينهم الانتماء لهذا الاستثناء المغربي الشامخ، وإن عبر كل بطريقته».

وأكد المتدخلون خلال الدورة الاستثنائية باسم الجهات الـ16 للحزب، أن التجمع الوطني للأحرار ليس حزبا مكملا للأغلبيات بمنطق أن تنتهي به إلى الذوبان، وأن للحزب شخصيته ومواقفه وبرنامجه وانخراطه الثابت في مشروع مجتمعي بقيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس، مبرزين أن أي قرار يجري اتخاذه يجب أن يراعي مصلحة الوطن والاستثناء المغربي ويأخذ بعين الاعتبار كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز مكانة وموقع الحزب ووزنه في الساحة السياسية.

يذكر أنه بعد قرار المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني بتفويض تدبير المرحلة المقبلة لرئيس الحزب، تقرر عقد اجتماع للمكتب السياسي يوم غد الاثنين الساعة الثالثة بعد الزوال لتدارس الخطوات المقبلة.