رئيس جنوب السودان يتعهد بإقناع قادة أفارقة للعدول عن قرار تجميد مصر في الاتحاد الأفريقي

زعيم المعارضة في البرلمان: البرلمان أجل إجازة الحكومة الجديدة إلى الاثنين.. ولام أكول يعود إلى جوبا الأسبوع المقبل

TT

وعد رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، المبعوث الخاص للرئيس المصري المؤقت السفير عمر متولي بإجراء اتصالات مع عدد من قادة الدول الأفريقية لإقناعهم بخصوص قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتجميد عضوية مصر الذي وصفه بـ«غير الصائب»، في وقت قرر برلمان جنوب السودان تأجيل الموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة التي أعلنت الأربعاء الماضية لمزيد من الفحص والتحريات حول الوزراء الذين تم تعيينهم، بينما أعلن حزب «الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي» المعارض أن رئيسها الدكتور لام أكول سيعود إلى جوبا الأسبوع المقبل بعد أن غاب عنها قرابة العامين.

وأجرى المبعوث الخاص للرئيس المصري المؤقت، السفير عمر متولي، مباحثات مع رئيس جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، تعتبر الأولى لمسؤول مصري بعد التغيير الذي شهدته القاهرة بعد الثلاثين من يونيو (حزيران) بعزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، وسلم المبعوث رسالة من رئيس بلاده إلى كير تتعلق بتطورات الأوضاع في مصر والعلاقات بين القاهرة وجوبا.

وقال متولي في تصريحات بجوبا، إنه سلم رسالة من الرئيس المصري، عدلي منصور، إلى نظيره في جنوب السودان سلفا كير بشأن مجمل الأوضاع في مصر، علاوة على تقديمه شرحا تفصيليا لطبيعة الأحداث، مشيرا إلى أن كير أبدى تفهمه لما يجري وأن الجيش المصري قد انحاز إلى رغبة الملايين التي خرجت في 30 يونيو الماضي، وأضاف أن كير عبر عن أمله أن تستقر الأوضاع سريعا في مصر وأنها تمثل قيمة كبرى لدى أبناء جنوب السودان، وقال إن رئيس جنوب السودان قال إن بلاده تتابع ما يجري في مصر من كثب، ونقل عن كير دهشته لموقف مجلس السلم والأمن الأفريقي الخاص بتجميد عضوية مصر، وقال إن كير وصف القرار بغير الصائب ووعد بأنه سيجري اتصالات مع عدد من قادة الدول الأفريقية لحل هذا الموقف، وكشف عن أن رئيس جنوب السودان أبدى رغبته في زيارة القاهرة إلا أنه لم يحدد موعدا للزيارة.

من جانبه، قال أيمن الجمال، سفير مصر لدى جنوب السودان، إن المبعوث المصري عقد لقاء مع كير والمسؤولين في وزارة الخارجية في جوبا، وأضاف أن لقاء آخر عقده المبعوث المصري مع تشارلز منيانق القائم بأعمال وزير الخارجية في جنوب السودان، وقال إن اللقاء تناول التنسيق مع جوبا بشأن كيفية تعديل قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتجميد عضوية مصر على أن يجري إلغاء التجميد بأسرع وقت ممكن، ونقل عن القائم بأعمال وزارة الخارجية في جنوب السودان أن بلاده ستنقل رسالة القاهرة إلى دول شرق أفريقيا من أجل إلغاء مجلس السلم والأمن الأفريقي بتجميد عضوية مصر.

إلى ذلك، قرر برلمان جنوب السودان في جلسة خاصة تأجيل مناقشة تشكيل الحكومة الجديدة التي أعلنها رئيس الدولة سلفا كير ميارديت الأربعاء الماضي حتى تتمكن كتلة «الحركة الشعبية» (الحزب الحاكم) من عقد جلسة خاصة بهم على أن يناقش البرلمان يوم غد إجازة تعيين الوزراء الجدد، وعبر برلمانيون عن تحفظهم حول دخول وزراء كانوا ضمن طاقم الحكومة السابقة وفشلوا في تقديم أي مساهمة قيمة.

وقال زعيم المعارضة في البرلمان أنيوتي أديقو لـ«الشرق الأوسط»، إن حزبه «الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي» بزعامة لام أكول يدعم قرار رئيس جنوب السودان، سلفا كير، الخاص بتقليل عدد الوزارات، وأوضح أن حزبه لا مشكلة لديه في الحكومة التي تم تشكيلها الأربعاء الماضي، خاصة أن بها وجوها جديدة، وقال إن تخفيض حجم الحكومة ظل حزبه يطالب به، وأضاف: «سأكون ممتنا إذا امتد قرار الرئيس لتقليل المفوضيات، لأن هناك مفوضيات لها وظائف مماثلة، وعليه أن يمضي قدما ويخفضها، وعلى الأقل أن تصبح ثلاث مفوضيات»، داعيا سلفا كير لتوسيع قراره إلى الوزارات التي خلقت وظائف مستشارين رغم وجود كفاءات من وكلاء الوزارات والمديرين العامين وهم لديهم خبرات ومهارات جيدة في العمل، وقال إن المستشارين في الوزارات عبارة ضياع للموارد العامة، خاصة أن المستشارين ليس لديهم أي معرفة وخبرة بالعمل، وأضاف: «يجب إبعادهم حتى تذهب الأموال التي يأخذونها، يمكن أن يتم استخدامها في برامج التنمية»، وقال إن البرلمان قرر تأجيل إجازة الحكومة الجديدة لأن كتلة الحزب الحاكم طلبت وقتا لإجراء مزيد من المشاورات، وأضاف أن البرلمان سيعقد جلسته يوم الاثنين (غدا) لإجازة الحكومة.

وكشف أديقو عن أن زعيم حزبه الدكتور لام أكول سيعود إلى جوبا الأسبوع المقبل دون أن يحدد موعدا قاطعا، نافيا وجود اتفاق بأن يشارك أكول في منصب حكومي في الوقت الراهن، وقال إن منصب نائب رئيس الجمهورية دائما ما يكون من نصيب الحزب الحاكم وليس المعارضة، معتبرا الحديث عن مشاركة أكول في منصب مساعد للرئيس يحتاج إلى تعديل الدستور الذي لم ينص على هذا المنصب.

وكان أكول قد رحب في تصريحات سابقة بقرارات كير الأخيرة التي قضت بحل الحكومة وتقليص الوزارات القومية، وقال إن هناك اتصالات جرت بينه والحكومة منذ أبريل (نيسان) الماضي في إطار فتح المجال لحزبه للعمل في البلاد بحرية، وأكد أن حزبه لم يطالب بمنصب نائب الرئيس، لكنه أوضح أنه لا يمانع من المشاركة إذا تمت دعوته بصورة رسمية بشرط أن تكون هناك سياسات واضحة للمواطنين، وقال: «أتمنى ألا يكون وصولي إلى جوبا في المستقبل القريب مفاجئا»، وهو قد غادرها في أكتوبر (تشرين الأول) في عام 2011 بعد إعلان الاستقلال بثلاثة أشهر، مؤكدا رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2015 ما دام هو رئيس لحزبه، فاتحا الباب أمام التحالفات مع الآخرين.