أوباما يأمر بأخذ «كل الإجراءات اللازمة» لمواجهة خطر هجمات «القاعدة»

كينغ: «القاعدة» اختارت أهدافا معينة * الأمن الأردني يعزز وجوده أمام السفارة الأميركية في عمان

TT

بينما تسود اليوم إجراءات أمن متشددة في السفارات الأميركية لدى دول الشرق الأوسط؛ توقعا لهجمات إرهابية تنطلق من منظمة القاعدة للجزيرة العربية، رفض المسؤولون الأميركيون تقديم تفاصيل عن هذه التهديدات.

قال أمس عضو الكونغرس بيتر كينغ، رئيس لجنة مقاومة الإرهاب والاستخبارات في مجلس النواب: «اختارت (القاعدة) أهدافا معينة في أماكن معينة». لكنه رفض تقديم تفاصيل.

وقال في مقابلة مع محطة تلفزيون محلية في نيويورك وهو النائب الجمهوري من هناك: «لسنا متأكدين من كل أمكنة الهجمات، لكننا متأكدون من التوقيت، اليوم الأحد. ومتأكدون أنها ستحدث. لهذا، فإن هذه الإجراءات الاحتياطية تتبع في كل مكان».

ونصح كينغ الأميركيين في الشرق الأوسط بتسجيل أماكن وجودهم عند السفارات الأميركية. وخاطب هؤلاء الأميركيين: «سجلوا أسماءكم، وأماكن وجودكم، وفترات وجودكم حيث أنتم، وجداول تحركاتكم القادمة».

وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما أول من أمس فريقه لشؤون الأمن القومي بأخذ «كل الإجراءات اللازمة لحماية الأميركيين» من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة، كما أعلن مسؤول في البيت الأبيض. وقال المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه إن أوباما «يتم إطلاعه على آخر المعلومات المتعلقة بوجود تهديد محتمل (باعتداء) قد يحدث في شبه الجزيرة العربية أو ينطلق منها». ويأتي هذا التطور غداة إعلان واشنطن عن تهديدات يشتبه بأن تنظيم القاعدة يعد لارتكابها في أغسطس (آب)، ولا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونشرت الخارجية الأميركية أول من أمس تحذيرا يدعو كل مواطنيها في العالم إلى توخي الحذر، وذلك غداة إعلانها عن إغلاق الكثير من سفاراتها في المنطقة اليوم لدواع أمنية.

وبحسب التحذير الذي أصدرته الخارجية فإن هناك خطرا أن يشن تنظيم القاعدة اعتداءات «خصوصا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وعلى الأخص في «شبه الجزيرة العربية».

وأضاف المسؤول في البيت الأبيض أن فريق الأمن القومي «سيواصل إطلاع (أوباما) بشكل منتظم على آخر التطورات» المتعلقة بهذا الملف.

وفي مقابلة تلفزيونية يتوقع أن تذاع اليوم، لكن تلفزيون «إيه بي سي» أصدر أجزاء منها أمس، قال الجنرال مارتن دمبسي، رئيس القيادات العسكرية المشتركة: «يوجد تهديد كبير، ونحن نريد أن نكون مستعدين له». وأضاف: «هذا التهديد أكثر تحديدا من تهديدات سابقة. وهو أوسع أهدافا. إنه لا يستهدف فقط مؤسسات أميركية، ولكن أوروبية أيضا». وكانت الخارجية الأميركية أعلنت يوم الخميس إغلاق سفاراتها في الشرق الأوسط، وبعض سفاراتها في وسط آسيا. وكان إدوارد رويس (جمهوري من ولاية تكساس)، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، قال إن سبب الإعلان تقارير كشفتها وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) عن أن تنظيم القاعدة يخطط لاستهداف سفارات أميركية في الشرق الأوسط ووسط آسيا. وقال: «حسب معلوماتي، للإعلان صلة بـ(القاعدة) في الشرق الأوسط ووسط آسيا. وطبعا، لا بد أن نفعل كل ما نقدر عليه، ونتخذ كل الخطوات الضرورية لحماية دبلوماسيينا في الخارج. كلما نعرف أن هناك تهديدا، نتصرف تصرفات جادة وصارمة».

وقال رويس، في تلفزيون «سي إن إن» إنه وعددا من أعضاء الكونغرس اجتمعوا، قبل ثلاثة أيام، مع نائب الرئيس جو بايدن وبحثوا هذه التهديدات.

في الوقت نفسه قال تلفزيون «إيه بي سي» إن الاستخبارات لم تذكر مكانا محددا، ولهذا كان لا بد من إغلاق جميع السفارات والقنصليات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب شرقي آسيا، وأن هذه عادة تكون مفتوحة يوم الأحد.

ونقل التلفزيون على لسان مسؤول استخباراتي أميركي قوله: «يبدو أن هناك مخططا حقيقيا يتم إعداده لاستهداف المصالح الأميركية. إنه ليس مجرد تهديدات شفهية».

وكانت 14 سفارة أميركية أعلنت أول من أمس أنها ستغلق أبوابها اليوم حسب تعليمات الخارجية الأميركية. ومنها السفارات لدى مصر، العراق، إسرائيل، الأردن، الكويت، ليبيا، عمان، قطر، السعودية، الإمارات، اليمن، أفغانستان، بنغلاديش. من جهة أخرى عززت قوات الأمن الأردنية وجودها أمام السفارة الأميركية بشكل ملحوظ من خلال الوجود الكثيف للعناصر والآليات لتأمين الحماية والتعامل مع أي اعتداء إرهابي على السفارة. وأعلنت السفارة الأميركية لدى الأردن عن إغلاق أبوابها اليوم لأسباب قالت إنها احترازية ولمزيد من الحذر لضمان سلامة موظفيها والمراجعين. وذكرت السفارة على موقعها الإلكتروني أمس أن هذه الخطوة تأتي في إطار توجيه من وزارة الخارجية الأميركية لبعض السفارات التزاما بالسلامة والأمان، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بتهديدات محددة.