شائعات عن انقلاب عسكري في ليبيا تتحول إلى نكتة سياسية

دعوات لتشكيل لجنة تحقيق في تهم تبديد عائدات النفط

TT

تحولت مخاوف الليبيين المفاجئة من شائعات ترددت حول وقوع انقلاب عسكري مفاجئ إلى سخرية قاتلة ودعابة غير مسبوقة تتساءل عن مبرر تأجيل الانقلاب وما إذا كان بالإمكان حدوثه لاحقا، حيث تندر آلاف الليبيين سواء عبر رسائل نصية على الهواتف الجوالة وفي مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها على الشائعات التي نفتها السلطات الليبية بشكل غير رسمي.

وساعد على انتشار هذه الشائعات الانتشار المفاجئ لنحو 900 عنصر من القوات الخاصة في منافذ ومفترقات مدينة بنغازي بشرق ليبيا منذ الساعات الأولى من صباح أمس، وذلك ضمن ما وصفه العقيد محمد حجازي الناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة بأنها «خطة المجاهرة» بالأمن في المدينة التي بدأ في تنفيذها عقب التفجيرات المتتالية لمراكز الشرطة وسلسلة الاغتيالات التي شهدتها أخيرا.

وقال حجازي في تصريحات بثتها وكالة الأنباء المحلية إن الخطة تشمل تأمين شوارع ومداخل ومفترقات الطرق والمؤسسات العامة في أرجاء المدينة كافة، وإن عناصر من القوات الخاصة وأخرى من الاحتياط ستلتحق بهذه القوة خلال اليومين المقبلين لدعم عملها، داعيا المواطنين إلى التآزر ودعم عمل القوات الخاصة من أجل استقرار المدينة واستتباب الأمن فيها.

وسبق انتشار القوات الخاصة قيام مسلحين بفتح النار على دورية عسكرية في بنغازي قبل توقيفهما على أثر مطاردة مطولة.

وأعلن قائد هذه القوات العقيد ونيس بوخمادة أنه بعد مطاردة محتدمة أوقف المهاجمان واقتيدا إلى المقر العام للقوات الخاصة لاستجوابهما، مشيرا إلى أن اعتقالهما قد يسهم في الكشف عن مرتكبي الهجمات والاغتيال في مدينة بنغازي أخيرا فيما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن عشرات الآليات المدرعة والمجهزة بمدافع والكثير من المدنيين قاموا بمطاردة السيارة التي استخدمها المسلحان وفتحوا النار عليهما.

وتشهد بنغازي مهد الثورة الليبية انفجارات وهجمات وتفجيرات تستهدف أجهزة الأمن بما يعكس عجز السلطات عن إدارة قوات أمنية فعالة.

وتكثف العنف أخيرا مع اغتيال المحامي والناشط السياسي عبد السلام المسماري الأسبوع الماضي وعدد من الضباط في بنغازي. وغالبا ما تنسب هذه الهجمات إلى إسلاميين متشددين ينشطون في شرق البلاد.

من جهة أخرى قتل ضابط شرطة ليبي بمديرية الأمن الوطني بمدينة سبها في انفجار عبوة ناسفة، وقال مصدر أمني إن الانفجار الذي وقع بمنطقة الصابري بمدينة بنغازي أدى إلى مقتل الضابط ويدعى فوزي عيسى الاوجلي وابنه 15 عاما.

وشهدت مدينة الزاوية أمس مظاهرات غاضبة استنكارا وتنديدا بعمليات الاغتيال والتفجير التي وقعت في مدينة بنغازي ومدن أخرى. وطالب المتظاهرون الذين احتشدوا بميدان الشهداء بالمدينة الحكومة بمتابعة الجناة وتقديمهم للعدالة.

وأوصي بيان المتظاهرين، بثته وسائل إعلام محلية، بتجميد الأحزاب والكتل السياسية إلى حين إعداد الدستور، والإسراع في انتخابات الهيئة السياسية المكلفة بإعداد مشروع الدستور الدائم.

في غضون ذلك دعا عبد المنعم الهوني، سفير ليبيا السابق لدى مصر، السلطات الليبية إلى تشكل لجنة تحقيق مستقلة لكشف كل الملابسات المتعلقة بما وصفه بتبديد ثروات البلد من النفط على نحو أدى إلى انخفاض مستويات إنتاجه إلى نحو 70 في المائة وفقا لما أعلنه رئيس الحكومة الانتقالية الدكتور علي زيدان أخيرا. وقال الهوني في بيان أمس إن هناك حاجة عاجلة لتوضيح خلفيات هذا التراجع الحاد في الثروة النفطية، معتبرا أنه من حق المواطنين الاطلاع على كل التفاصيل المتعلقة بالتعاقدات الخاصة بإنتاج وبيع النفط.

وحذر الهوني وهو سياسي بارز تولى في السابق منصب مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية من تصاعد موجات الغصب لدى رجل الشارع العادي إذا استمر ما وصفه بالأداء الضعيف للمؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت) والحكومة الحالية، مشيرا إلى أن إعلان زيدان عن عزمه إجراء تعديل وزاري ثم عدوله عنه يكشف عن ضغوطات كبيرة يتعرض لها في الوقت الراهن.