تنظيم كردي إيراني يعلن استعداده لإرسال مقاتلين لـ «الدفاع» عن أكراد سوريا

علماء كردستان يرفضون تطوع الشباب الكردي في «جبهة النصرة»

TT

في ظل استمرار المعارك بين مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من جهة وجبهة النصرة وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية» من جهة أخرى، أعلن مصدر في حزب (بيجاك)، الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني، أنه «على استعداد لإرسال مقاتليه إلى كردستان سوريا للقتال إلى جانب شعبهم» في وقت أشار مصدر سوري إلى «أن هناك فتاوى تبث من مساجد بالمنطقة تجيز إهدار الدم الكردي، وهذا تطور خطير جدا قد يجر إلى تكرار عمليات الأنفال السيئة الصيت ضد أكراد سوريا هذه المرة، ما سيجر معه المنطقة إلى أتون حرب عنصرية لا يحمد عقباها».

وأبلغ مصدر في وحدة الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (بي واي دي) «الشرق الأوسط» بأن 63 شخصا قتلوا في المواجهات التي دارت يوم أمس بين مقاتلي الحزب ومسلحي جبهة النصرة وتنظيم «دولة العراق والشام الإسلامية»، مضيفا أن مقاتلي الحزب استولوا على كميات من الأسلحة والذخائر وآليات ناقلة للرشاشات. وأضاف المصدر «أنه نتيجة لتزايد التهديدات وتكاتف القوى الإرهابية ضدنا (...) وانضمام بعض أفراد الجيش السوري الحر إلى هذا الحلف المشبوه، فإن هناك رغبة ملحة وشديدة من شباب وشابات المناطق الكردية في الانضمام إلى وحدات الحماية الشعبية، لأن الكثيرين من هؤلاء باتوا على دراية كاملة بالأجندات المكشوفة للقوى المعادية للشعب الكردي في سوريا، لذلك هبوا دفاعا عن الحرية التي نالوها مؤخرا بفضل حزب الاتحاد الديمقراطي، ويوميا نستقبل المئات من الشباب والشابات يأتوننا للتطوع، ونحن نعمل حاليا على استيعابهم رغم الإمكانيات المتواضعة».

من جانبه، قال شيرزاد اليزيدي، الناطق الرسمي باسم مجلس شعب غرب كردستان (الواجهة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي) في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما حصل في تل الأبيض ويحدث اليوم في الرميلان ورأس العين ومشاركة عناصر وقوات الجيش الحر الذي استقدم قواته من دير الزور والرقة ليزجها بالحرب العنصرية ضدنا، كل ذلك إشارات بوجود نوايا مبيتة من تلك الأطراف للقضاء على التجربة والنموذج الكردي للحكم والذي قدمناه لسوريا عموما، وهو نموذج للتعايش والأخوة بعيدا عن الطائفية والعنصرية، ولكن مع ذلك فإن ما نراه اليوم في الشارع الكردي من تكاتف الشباب واستعدادهم للتضحية بأرواحهم من أجل الدفاع عن الحرية التي حققوها يؤكد أن كل مؤامرات الأعداء ستفشل».

من جانبه أكد حزب الحياة الحرة (بيجاك) الكردي الإيراني الذي يعتقد أنه الجناح الإيراني لحزب العمال الكردستاني «أن ما يجري من اعتداءات وقتل المواطنين الكرد بسوريا، يستدعي وقفة جماعية من بقية أجزاء كردستان لمناصرة إخوانهم هناك، وعلى الشباب الكرد في إقليم كردستان أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه إخوانهم الكرد بسوريا». وأعلن الحزب «أنه على استعداد كامل لإرسال مقاتليه إلى كردستان الغربية للدفاع عن المكتسبات المتحققة هناك»، وقال في بيان «كما قدمنا دعمنا السياسي والمعنوي لنضال شعبنا الكردي في كردستان الغربية، فإننا نعلن عن كامل استعدادنا لإرسال مقاتلينا إلى هناك، لأن جيشنا هو جيش قومي وثوري وهو على استعداد لتلبية الواجب القومي أينما تطلب ذلك، فعلينا واجب أخلاقي تجاه إخواننا الكرد ببقية أجزاء كردستان سنؤديه بكل اندفاع وشرف».

وفي سياق متصل تسعى حكومة إقليم كردستان والفعاليات الشعبية والمهنية إلى بذل جهودها لاسترجاع عدد من الشباب الكردي الذين التحقوا بصفوف جبهة النصرة للقتال ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وأصدر اتحاد علماء مسلمي كردستان بيانا دعا فيه إلى عدم انخداع الشباب الكردي بالدعوات «المشبوهة» للقتال إلى جانب جبهة النصرة.