اجتماع أمني في البيت الأبيض لبحث تهديدات «القاعدة»

استنفار أمني في محيط السفارات الغربية في صنعاء * مصر ترفع حالة الطوارئ بالمطار

نقاط تفتيش وإجراءات أمنية مشددة أمام السفارة الأميركية في العاصمة البنغالية داكا أمس (أ.ب)
TT

ترأست مستشارة الأمن القومي في البيت الأبيض، سوزان رايس، أول من أمس، اجتماعا أمنيا رفيع المستوى خصص للبحث في خطر الاعتداءات الإرهابية التي قد يشنها تنظيم القاعدة بعد ورود معلومات استخباراتية تحذر من احتمال تعرض مصالح أميركية وغربية لهكذا هجمات، مما استدعى إغلاق سفارات أميركية وغربية في عواصم عربية وإسلامية كثيرة. وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض، برئاسة رايس، حضره وزراء الخارجية جون كيري، والدفاع تشاك هيغل، والأمن الداخلي جانيت نابوليتانو. كما حضر الاجتماع مديرو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ومكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) ووكالة الأمن القومي (إن إس إيه)، إضافة إلى السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة. ولم يشارك الرئيس باراك أوباما في هذا الاجتماع الذي عقد «من أجل البحث بشكل أكثر عمقا في الوضع والإجراءات المكملة»، غير أنه تم لاحقا إطلاع الرئيس على ما دار في الاجتماع. والجمعة، أمر أوباما فريقه لشؤون الأمن القومي باتخاذ «كل الإجراءات اللازمة لحماية الأميركيين» من خطر هجمات قد يشنها تنظيم القاعدة في أغسطس (آب)، ولا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان الإنتربول أصدر تحذيرا أمنيا عالميا نصح فيه برفع درجة الانتباه لاحتمال وقوع هجمات بعد هروب السجناء في العراق وليبيا وباكستان، وتحقق الشرطة الدولية في احتمال وجود علاقة بين عمليات الهروب، حيث أصدرت الولايات المتحدة تحذيرا عالميا للمسافرين من مواطنيها من أن «القاعدة» ربما تدبر لشن هجمات في أغسطس، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأغلقت 21 من سفاراتها وقنصلياتها أمس، معظمها في دول إسلامية. من جهة أخرى، شددت الدول الغربية الإجراءات الأمنية في ممثلياتها الدبلوماسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحسبا لخطر هجمات محتملة لتنظيم القاعدة، بينما أطلقت الشرطة الدولية (الإنتربول) تحذيرا أمنيا شاملا، مع إغلاق السفارات الأميركية في البلدان الإسلامية وقيام باريس وبرلين ولندن بخطوة مماثلة في اليمن. وقررت كندا من جهتها كتدبير وقائي إغلاق ممثليتها الدبلوماسية أمس في دكا ببنغلادش. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية إغلاق سفاراتها في 22 بلدا أمس، وهو يوم عمل في معظم البلدان الإسلامية.

وفي القاهرة، أعلنت سلطات مطار القاهرة أمس حالة الطوارئ وتشديد إجراءات الفحص والتأمين على الركاب والمترددين بعد إصدار الشرطة الدولية (الإنتربول) تحذيرا أمنيا عالميا تنصح فيه الدول برفع درجة الانتباه بعد هروب سجناء في العراق وليبيا وباكستان.

وقالت مصادر أمنية مسؤولة بالمطار، إنه تم دراسة تحذير الإنتربول ومتابعة أهم السجناء الهاربين من السجون العراقية والليبية والباكستانية، خاصة المنتمين لتنظيم القاعدة والجهاديين، حيث تم زيادة فحص الركاب القادمين من عدة دول مثل العراق واليمن وباكستان وأفغانستان وموريتانيا لمنع أي محاولات من العناصر المشبوهة للتسلل إلى مصر والانضمام إلى الجماعات التكفيرية في سيناء. وقبل ذلك، أصدرت الخارجية الأميركية تنبيها حذرت فيه جميع رعاياها في العالم من خطر وقوع اعتداءات، «لا سيما في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، وشددت واشنطن أيضا على «شبه الجزيرة العربية». ثم أطلقت منظمة الإنتربول بعيد ذلك السبت تحذيرا أمنيا شاملا دعت فيه جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الشرطية إلى توخي أقصى درجات الحيطة لمواجهة تهديد «القاعدة». وأعلنت هذه المنظمة الدولية، التي يقع مقرها في ليون بوسط شرق فرنسا، في بيان أنها قررت إطلاق تحذيرها «بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في 9 بلدان أعضاء، بينها العراق وليبيا وباكستان». وتابع البيان أن الإنتربول التي «تشتبه في تورط (القاعدة) في عدد كبير من عمليات الفرار التي أدت إلى فرار مئات الإرهابيين والمجرمين، تطلب المساعدة من البلدان الأعضاء الـ190 لتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة». وذكرت هذه المنظمة أن شهر أغسطس شهد الكثير «من الهجمات الإرهابية العنيفة» في الهند وروسيا وإندونيسيا. وتابعت: «هذا الأسبوع يتزامن أيضا مع الذكرى الـ15 للاعتداء على السفارتين الأميركيتين في نيروبي بكينيا ودار السلام بتنزانيا، مما أدى إلى مقتل 200 شخص، غالبيتهم من الأفارقة، إضافة إلى نحو أربعة آلاف جريح».