بعد يومين من تهديدات نصر الله.. مسؤول إسرائيلي يتوقع حربا ثالثة على لبنان

الجنرال ديمبسي في إسرائيل الأسبوع المقبل لبحث النووي الإيراني

TT

صرح مسؤول عسكري كبير في الجيش الإسرائيلي بأن «الحرب الثالثة على لبنان باتت على الأبواب». وقال مخاطبا جنوده، إنهم قد يجدون أنفسهم يطبقون في القريب ما تدربوا عليه في الآونة الأخيرة من عمليات احتلال وقتال.

وربط مراقبون بين هذه التصريحات، التي سربت بشكل متعمد لوسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، وبين خروج الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إلى النور قبل يومين وتصريحاته التي قال فيها، إن «إسرائيل هي سرطان في جسد الأمة يجب إزالته» و«إسرائيل خطر على سائر شعوب المنطقة، بما فيها لبنان، ومن هنا إزالتها مصلحة وطنية»، معتبرين تصريحات الجنرال الإسرائيلي رد غير مباشر على تصريحات نصر الله.

وقال الجنرال الإسرائيلي في رسالة خطية وجهها بواسطة البريد الإلكتروني (الإيميل) إلى جنوده بمناسبة الذكرى السنوية لحرب لبنان الثانية (2006): «نجري تدريبات على نموذج لموقع لبناني، ومن الضروري أن أذكركم بمدى أهمية حضوركم هذا التدريب لأنه من المحتمل جدا أن نحتاج خبراتنا المتراكمة هذا الصيف». وفسرت صحيفة «معاريف» هذا الكلام بأن «الوضع هادئ اليوم على الحدود، ولكن حرب لبنان الثالثة باتت على الأبواب».

وكانت الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي شاركت في حينه في عمليات حرب لبنان الثانية، أقامت نشاطات عدة بالمناسبة هدفها البحث في كيفية الاستفادة من دروسها والامتناع عن الوقوع في إخفاقاتها. وفي هذا الإطار جرى إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي في الحرب، على قمة واحدة من هضاب الجليل التي تطل على الجنوب اللبناني، بحضور عائلات القتلى. ووقف قائد القوات الإسرائيلية المرابطة على طول الحدود يتباهى بالمشاريع التي قامت بها قوات سلاح الهندسة في جيشه، إذ اقتلعت الأشجار وأزالت معالم المحميات الطبيعية داخل الأراضي اللبنانية. وقال: «في الماضي كان رجالات حزب الله، يختبئون هنا على مرمى حجر من المكان الذي تقفون فيه. ينصبون الكمائن لقواتنا ويهددون حياة سكاننا. ولكنهم اليوم لا يجرؤون على الاقتراب. وكل تحركاتهم مكشوفة أمامنا. والبيوت التي يحولونها إلى مواقع عسكرية واستحكامات، سنعالجها في القريب. والأشجار الجديدة التي يزرعونها، سنصل إليها».

من جهة ثانية، ذكرت مصادر عسكرية أن التقديرات في الجيش الإسرائيلي تقول، إن حرب لبنان الثالثة ستقع حتما وستكون هذه المرة مختلفة بشكل جوهري عن الحرب الثانية، وستكون قصيرة زمنيا أكثر من الحرب الثانية (التي استغرقت 38 يوما) وأقسى حربيا. وستتضمن ضربات قاتلة من الجو تترافق مع عمليات قتالية على الأرض. وحسب صحيفة «معاريف»، فإن «كل شيء سيكون مباحا في هذه الحرب. فالجيش (الإسرائيلي) سيحذر المواطنين الذين يسكنون في البلدات اللبنانية وسيسمحون أو يضطرون للسماح لرجال حزب الله استخدام هذه البيوت، بأن يغادروها في مدة قصيرة. وبعدها ستقوم بعملية تدمير شامل لكل مكان يوجد فيه رجال حزب الله».

وتطرقت هذه المصادر إلى قدرات حزب الله فقالت إنه هو أيضا تعلم الكثير من الدروس وزاد من قوته الصاروخية بشكل كبير، عددا ونوعية، وسيحاول إغراق إسرائيل بالصواريخ التي يصل مداها إلى منطقة تل أبيب. وأضافت: «لن يكون ممكنا تدمير كل هذه الصواريخ وهي في الجو بنسبة مائة في المائة، مع أن منظومة (القبة الحديدية) موجودة. ولكننا سنتعامل معه كعدو لدود يعمل في خدمة ألد أعداء إسرائيل واليهود في العالم، إيران».

المعروف أن إسرائيل عادت لوضع قضية استخدام الخيار العسكري لتصفية مشروع التسلح النووي الإيراني في رأس الاهتمام. وسيصل إليها رئيس أركان القوات الأميركية المشتركة، ديمبسي، الأسبوع المقبل للتباحث معها حول هذا التغيير، كون الولايات المتحدة مؤمنة بأن انتخاب حسن روحاني رئيسا لإيران يخلق أجواء جديدة قد تتيح التوصل إلى تسوية سياسية لأزمة النووي الإيراني.