واشنطن تفتح بعض سفاراتها وتمدد إغلاق أخرى

بريطانيا وفرنسا والنرويج تمدد إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في اليمن

TT

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن بعض السفارات والقنصليات الأميركية التي أغلقت أول من أمس في الشرق الأوسط سيستمر إغلاقها حتى العاشر من الشهر الحالي بدافع الحذر وليس بسبب تهديدات جديدة، وأعيد فتح بعثات دبلوماسية أخرى أمس، فيما تحدث مسؤولون أميركيون عن تهديدات غير مسبوقة من تنظيم القاعدة ضد المصالح الأميركية.

وقالت الوزارة إن البعثات الدبلوماسية في كل من دكا والجزائر ونواكشوط وكابل وهرات ومزار الشريف وبغداد والبصرة وأربيل فتحت أبوابها أمس، أما البعثات الدبلوماسية في أبوظبي وعمان والقاهرة والرياض والظهران وجدة والدوحة ودبي والكويت والمنامة ومسقط وصنعاء وطرابلس والخرطوم وجيبوتي فستظل مغلقة حتى يوم السبت، وكذلك الحال في العواصم الأفريقية أنتاناريفو وبوجمبورا وكيجالي وبورت لويس.

مددت بريطانيا وفرنسا والنرويج، أمس، إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في اليمن، بعد أن حذرت الولايات المتحدة من هجوم قد يشنه متشددون في المنطقة، في حين قالت السلطات اليمنية إنها عززت الأمن في الموانئ والمطارات.

ونقلت هيئة الإذاعة النرويجية، أمس، عن متحدث باسم وزارة الخارجية في أوسلو قوله إن بلاده أغلقت سفارتيها لدى اليمن أمام الجمهور، وشددت الإجراءات الأمنية في مقرات بعثات دبلوماسية أخرى بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومشكلة الأمن في اليمن مثار قلق دولي، لأن جناح القاعدة في جزيرة العرب يتخذ من البلاد مقرا له، كما أن اليمن جار للسعودية حليف الولايات المتحدة، وأكبر مصدر للنفط في العالم.

وكان نواب في الكونغرس الأميركي قد تحدثوا أمس في لقاءات تلفزيونية عن اطلاعهم على معلومات استخبارية تم جمعها خلال اعتراض اتصالات بين قادة تنظيم القاعدة، وقالوا: إنها دارت حول خطط لشن هجمات في المنطقة مما يجعلها حسب وصفهم أخطر التهديدات التي تناهت إلى أسماعهم في السنوات الأخيرة.

وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أمس إن «هناك سيلا جارفا من التهديدات ونحن نرد عليها»، مضيفا أنه من غير المعروف إن كانت هناك مواقع ومواضع محددة مستهدفة بتلك التهديدات، لكنه استدرك قائلا إن «الهدف هو الهجوم على المصالح الغربية وليس الأميركية وحدها».

ونقلت شبكة «سي إن إن» عن مسؤول أميركي أنه جرى رفع درجة تأهب الكثير من الوحدات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط، وذلك بسبب التهديدات الإرهابية في دول إسلامية، مشيرا إلى أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل تناقش مع خبراء البنتاغون بشأن الوحدات التي يمكن استخدامها في حالة وقوع هجوم إرهابي ضد منشآت أميركية.

وكشفت معلومات قالت شبكة «سي إن إن» أمس أنها توفرت لها بشكل حصري أن الكثير من المسؤولين الأميركيين كانوا خلال الأسابيع الماضية يعملون على مراقبة «تهديدات متزايدة» مصدرها اليمن، حيث ينشط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

وقالت الشبكة إنها وافقت على طلب مقدم من إدارة الرئيس باراك أوباما يقضي بعدم نشر المزيد من المعلومات بسبب حساسية القضية.

وبحسب المعلومات المتوفرة فإن تزامن تزايد وتيرة المراسلات بين تلك الشخصيات القيادية إلى جانب عمليات تهريب سجناء تنظيم القاعدة في عدة دول بالمنطقة واقتراب موعد انتهاء شهر رمضان دفع البيت الأبيض إلى اتخاذ قرار إغلاق السفارات.

من جانبها، قالت فران فراغوس توسند، خبيرة شؤون الأمن القومي لدى الشبكة إن المسارعة إلى إغلاق السفارات هدفه شراء الوقت والسعي لتحديد هوية الجهات التي قد تكون على وشك تنفيذ الهجمات. وشرحت توسند قائلة: «إذا أزحنا الأهداف المتوفرة (عبر إغلاق السفارات) فهذا سيوفر المزيد من الوقت من أجل محاولة اعتراض تلك الخلايا أو التعرف عليها وعلى مشغليها في بلد محدد أو في المنطقة والسعي مع الشركاء من أجل القبض على أفرادها. من جهة أخرى قالت السلطات الأمنية في مدينة لوفان البلجيكية، إنه تم العثور على حقيبة مشبوهة بالقرب من مقر محكمة لوفان في العاشرة صباح أمس، وجرى إغلاق الشوارع المؤدية إلى المبنى وفرض حزام أمني، وانتقلت عناصر تابعة لإدارة التعامل مع المتفجرات إلى المكان، لفحص الحقيبة. وقال مارك فرانك الناطق باسم الشرطة إن الحقيبة كانت موجودة على بعد عشرات الأمتار من مبنى المحكمة ولم يستدل على صاحبها ولم يعرف سبب وجودها في هذا المكان، وبالتالي جرى التعامل مع الأمر بجدية واتخاذ الإجراءات الاحترازية.

وقالت وزارة الداخلية اليمنية، الليلة الماضية، إنها أمرت المسؤولين بتعزيز الأمن في الموانئ والمطارات والمؤسسات الحيوية وخطوط أنابيب النفط وخطوط الكهرباء خلال عطلة عيد الفطر. كما أمرت بتشديد عمليات التفتيش عند مداخل المدن لمنع تهريب السلاح.

وكان هجوم وقع في 11 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي أسفر عن مقتل أربعة أميركيين في مدينة بنغازي الليبية، بينهم السفير. وقال السيناتور الأميركي الجمهوري لينزي غراهام لشبكة «سي إن إن» الأميركية إن الإجراءات التي اتخذت مؤخرا لإغلاق السفارات تظهر أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعلمت الدرس من بنغازي.