طرح اسم «روبرت فورد» سفيرا لواشنطن في القاهرة يثير حفيظة المصريين

الخارجية المصرية لـ«الشرق الأوسط»: ليس هناك ترشيح رسمي حتى الآن

TT

لقي نبأ ترشيح الدبلوماسي الأميركي المخضرم روبرت فورد سفيرا لبلاده لدى مصر خلفا للسفيرة آن باترسون، غضبا شعبيا وسياسيا كبيرا. لكن السفير بدر عبد العاطي، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أكد أن الوزارة لم تتلق حتى الآن أي ترشيح رسمي من الولايات المتحدة بشأن تعيين فورد سفيرا لها بالقاهرة.

وأوضح المتحدث في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس أن «ما يثار حول رفض بعض القوى السياسية أو الشعبية له مبني على مجرد تكهنات لا يوجد ما يدعمها»، مشيرا إلى أن الخارجية المصرية لا يمكن لها أن تقيم هذا الترشيح إلا في حال وجود خطاب ترشيح رسمي يصل إليها، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد ذكرت أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري رشح الدبلوماسي الذي يعمل منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط روبرت فورد لمنصب سفير الولايات المتحدة بمصر، وهو ما ووجه بغضب بين القوى الثورية التي اتهمته بإحداث الفتنة في الدول التي خدم فيها بلاده كسوريا والعراق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تسمهم أن كيري أوصى بتعيين فورد في هذا المنصب. ويفترض أن يوافق الرئيس باراك أوباما على هذا الاختيار قبل أن يعرض على مجلس الشيوخ.

لكن مصدرا أميركيا مسؤولا شدد لوكالة أنباء الشرق الأوسط على أن الولايات المتحدة لم ترشح «حتى الآن سفيرا جديدا لمصر، لأن هذا الترشيح لا يعتد به إلا بعد موافقة الكونغرس الذي لا يزال في إجازة وسيعاود العمل شهر سبتمبر (أيلول) بعد انتهاء إجازته».

وكانت السفيرة الأميركية بالقاهرة آن باترسون قد تم ترشيحها الأسبوع الماضي في منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، وكانت باترسون قد تعرضت لانتقادات حادة من قبل بعض القوى السياسية بمصر واتهمتها القوى المدنية بدعم الرئيس المعزول محمد مرسي والإسلاميين في مواجهة الإدارة الجديدة للبلاد والمدعومة شعبيا.

ويعرف عن فورد أثناء عمله في سوريا بمعارضته للرئيس السوري بشار الأسد واجتماعه مع الثوار بين عامي 2011 و2012، قبل أن يتم سحبه بسبب تدهور الوضع الأمني في سوريا.

ويعد فورد دبلوماسيا محترفا يتحدث بطلاقة العربية والفرنسية أيضا، وكان سفيرا للولايات المتحدة في الجزائر من 2006 إلى 2008 ثم عمل في العراق (2004 - 2006) ثم في 2008 و2009 نائبا لرئيس البعثة. وشغل مناصب أخرى في البحرين ومصر حيث كان في القسم الاقتصادي للسفارة الأميركية.

ويأتي الحديث عن تعيين فورد في القاهرة في وقت مهم يشوبه كثير من اللغط في سياق العلاقات بين مصر والولايات المتحدة، بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي من الحكم في يوليو (أيار) الماضي.

في المقابل، أعلنت قوى مدنية وثورية رفضها ترشيح فورد سفيرا لواشنطن بالقاهرة، وطالبت الرئاسة ووزارة الخارجية المصرية برفض اعتماد أوراقه كسفير، كما أعلنت تنظيم فعاليات أمام السفارة الأميركية بالقاهرة يوم (الجمعة) المقبل لرفض وجوده بمصر.

واتهم حزب غد الثورة فورد في بيان بأن «تاريخه مشين في إحداث القلاقل وتأجيج الفتن في البلاد العربية التي عمل بها»، مؤكدا أن «قيام الخارجية الأميركية بالدفع به في مصر في تلك اللحظات العصيبة التي تمر بها البلاد، يعد رسالة واضحة بعدم رغبة أميركا في تحقيق الاستقرار للبلاد».

واعتبرت حركة شباب الثورة، في بيان لها أن إعلان الولايات المتحدة ترشيح فورد إلى مصر «هو إصرار واضح ومعلن منها على دعم الإرهاب في مصر واستهزاء بإرادة الشعب المصري في خلع جذور الإرهاب وأفكاره وتحديد مصيره بعيدا عن التدخل السافر لأميركا في الشؤون الداخلية لمصر، ومحاولتها إرسال عناصر دبلوماسية لها تاريخ فوضوي ودموي في الشرق الأوسط».

ووجه الشيخ مظهر شاهين، وهو قيادي ثوري ينتمي إلى الأزهر الشريف، رسالة للشعب المصري قائلا فيها: «لا تستبشروا خيرا فيه لأنه متخصص حرب أهلية وإشعال حرائق وتقسيم البلاد». وأشار شاهين إلى أن «فورد كان له دور كبير في الحروب الأهلية التي شهدتها العراق أثناء توليه مهام السفير الأميركي ببغداد بعد الغزو الأميركي لها عام 2003».

ونشر موقع «اليوم السابع» المصري استطلاعا للرأي ذكر أن 87.47% من قرائه يطالبون الرئاسة برفض تعيين فورد سفيرا لأميركا في مصر، مقابل 7.18% فقط أعلنوا ترحيبهم به.