مقتل جندي سوداني في اشتباك حدودي مع دولة الجنوب

تبادل اتهامات بعبور الحدود.. والمتحدث باسم جيش جوبا: كانت هناك محاولة لسرقة نفطنا داخل أراضينا

TT

أكدت دولة جنوب السودان وقوع اشتباك بين دورية تابعة لها وقوة من الجيش السوداني داخل جنوب السودان، متهمة الخرطوم بمحاولة حفر بئر نفط في منطقة «كيلو 10» جنوب منطقة «تشوين» في ولاية الوحدة الغنية بالنفط داخل أراضيها، وأعلنت أن فريقا من اللجنة الأمنية المشتركة يفترض أن يزور المنطقة للوقوف على الحقائق. بينما قال متحدث عسكري سوداني إن جنديا تابعا لقواته قد قتل أول من أمس في بلدة «هجليج» الحدودية المتنازع عليها، وأشار إلى أن قوات دولة الجنوب هي التي عبرت الحدود إلى داخل السودان.

ويعتبر هذا الحادث هو الأول بين الجيشين منذ الحرب السريعة التي خاضها البلدان في أبريل (نيسان) العام الماضي في منطقة «هجليج» النفطية والمتنازع عليها بين البلدين، رغم أنهما وقعا اتفاقا للترتيبات الأمنية ضمن اتفاق تعاون مشترك في سبتمبر (أيلول) العام الماضي، لكنه يواجه صعوبات في التنفيذ، وعادة ما تتبادل الدولتان مثل هذه الاتهامات بسبب عدم ترسيم الحدود بينهما.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أقوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن قوات الجيش الشعبي لجنوب السودان تعسكر في منطقة «أوزين» جنوب بلدة «تشوين» بولاية الوحدة في داخل حدود دولته، نافيا أن تكون الاشتباكات وقعت في بلدة «هجليج». وأضاف أن الوحدات الموجودة في المنطقة سمعت أصوات ماكينات أول من أمس وأرسلت دورية لمعرفة الأوضاع، وقال: «عندما وصلت دوريتنا إلى المنطقة أطلقت القوات السودانية (النيران)، ومن داخل أراضينا.. وردت الدورية وحدث الاشتباك بينهما على بعد ستة كيلومترات داخل أراضي بلادنا»، مشيرا إلى أن القوة السودانية كانت تقوم بعمل حراسة لشركة تعمل على حفر بئر نفط داخل جنوب السودان في المنطقة منزوعة السلاح، معتبرا أن منطقة «كيلو 10» هي في المنطقة منزوعة السلاح التي اتفق عليها الطرفان في مارس (آذار) الماضي وسحبا قواتهما تنفيذا للاتفاقية ولخلق المنطقة منزوعة السلاح على الحدود بين البلدين. وقال إن «الخرطوم عادت مرة أخرى للتفكير في سرقة نفطنا بحفر الآبار، ولكن قواتنا ضبطت اللصوص.. لذلك، أطلقت القوات السودانية النار ثم ذهبت سريعا إلى الإعلام للتباكي».

وقال أقوير إن اللجنة الأمنية المشتركة للتحقق من مثل هذه الاتهامات غادرت إلى ولاية الوحدة لزيارة منطقة الحادث وللوقوف على الحقائق، وأضاف أن الحادثة وقعت داخل أراضي بلاده في المنطقة منزوعة السلاح التي يفترض ألا يجري فيها أي نشاط مثل إنتاج النفط حتى يتم ترسيم الحدود بين البلدين بشكل نهائي، وقال إن قواته تنفيذا للترتيبات الأمنية انسحبت إلى منطقة «توماس هوث» جنوب بلدة «تشوين»، لكنه اتهم القوات السودانية بخطف مجموعة من المزارعين من داخل أراض بولاية أعالي النيل قبل أسبوع وترحيلهم إلى مناطق في النيل الأبيض وسنار داخل الأراضي السودانية، دون أن يحدد عددهم.

وأشار إلى أن جيش جنوب السودان أرسل قوة عسكرية لتمشيط المنطقة التي تقع فيها المشاريع الزراعية في جنوب السودان، وألقت القبض على أحد جنود الميليشيات كان يرتدي الزي العسكري للقوات السودانية، مؤكدا قدرة اللجنة المشتركة بين البلدين على مواجهة مثل هذه الشكاوى وحلها ومراقبة الحدود المشتركة وحل كل المشاكل التي تنجم من حين إلى آخر.

وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، الصوارمي خالد سعد، قد قال في بيان إن جنديا سودانيا تابعا لقواته قد قتل أول من أمس في اشتباك مع قوات من جنوب السودان بعد أن عبرت دورية من الجنوب الحدود وفتحت نيرانها في بلدة «هجليج» الحدودية، وأن الاشتباك وقع بين قوات البلدين.