مصادر فلسطينية: فصائل المنظمة ترفض الانضمام للجنة الإشراف على المفاوضات

حماس تجدد اتهامها فتح بالتورط في حملة تشويه صورتها بمصر

TT

قالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن جميع الفصائل داخل منظمة التحرير الفلسطينية (عدا فتح) اعتذرت عن الموافقة على عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) المشاركة في لجنة الإشراف العليا على المفاوضات، رافضة الانضمام لها لأنها ترفض أساسا العودة إلى المفاوضات.

وقال مصدر رفيع لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد عمليا حتى الآن لجنة للإشراف»، وأضاف «كان يفترض أن يترأس هذه اللجنة الرئيس (أبو مازن)، وأن تضم الأمناء العامين في الفصائل وبعض أعضاء اللجنة التنفيذية، لكن كل فصائل منظمة التحرير رفضت، الديمقراطية والشعبية وحزب الشعب، وآخرون».

غير أنه لا يعتقد أن يلغي الرئيس الفلسطيني هذه اللجنة، وثمة تسريبات أنها قد تضم في عضويتها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه وكبير المفاوضين، صائب عريقات، ومستشار الرئيس أكرم هنية، وآخرين، لتلافي مقاطعة بقية الفصائل لها. وأوضح المصدر أن اللجنة «في أي حال ستكون شكلية لأنها تمثل فقط من يقود المفاوضات».

ويفترض أن تلتقي اللجنة قبل وبعد جولات التفاوض، ستكون مهمتها الإشراف على سير العملية التفاوضية وتوجيه الوفد المفاوض.

وتنطلق المفاوضات عمليا في القدس في 14 من الشهر الجاري في فندق الملك داود، على أن تعقد الجولة التالية في فندق الإنتركونتيننتال في أريحا.

واتفق المسؤولون الفلسطينيون والإسرائيليون على أن تبقى المباحثات طي الكتمان.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الأميركيين انزعجوا من مجرد تسريبات حول إطلاق سراح أسرى، وأَضافت «كيري أبلغ الطرفين أنه المخول الوحيد بالحديث عن المفاوضات وأنه لا يريد أي إعلانات مجانية».

وتعارض فصائل فلسطينية استئناف المفاوضات، ودعت مرارا الرئيس الفلسطيني لوقفها، غير أنه رد قائلا إن الأيام ستثبت صحة موقفه.

وحملت حركة حماس القيادة الفلسطينية مسؤولية تخريب المصالحة عبر عودتها للمفاوضات. وقال عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، إن أحياء المفاوضات قتل المصالحة.

غير أن عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤول ملف المصالحة، رد على أبو مرزوق متهما حماس بـ«ازدواجية اللغة والموقف وممارسة الخداع».

وقال الأحمد إن حركته جاهزة لاستحقاق الرابع عشر من الشهر الجاري، الذي اتفق أن يكون موعد إصدار مرسومين، واحد لتشكيل حكومة التوافق الوطني، والثاني لتحديد موعد الانتخابات العامة. وأضاف الأحمد: «حركة حماس تتهرب من استحقاق المصالحة عبر إثارة موضوع المفاوضات مع إسرائيل».

وكشف الأحمد أن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وافق مسبقا على المفاوضات الحالية، ونقل عنه قوله: «فليذهب الرئيس محمود عباس للمفاوضات لسنة كاملة».

واعتبر الأحمد أن تصريحات قيادات حماس «محاولة للتهرب من استحقاق المصالحة»، وطالب حماس بوقف خداع الفلسطينيين. وتابع في تصريح للتلفزيون الرسمي: «اتصلت بالأخ موسى أبو مرزوق، وقلت له إن مصر أبلغتنا بعدم جاهزيتها للجمع بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، في هذا الوقت وبناء على ذلك اقترحت على أبو مرزوق الالتقاء فورا في مصر أو خارجها، ووعدني بالإجابة على اقتراحي يوم السبت الماضي، لكنه حتى الآن لم يرد».

ونفى الأحمد وجود اتفاق مع حماس على بحث قضايا جانبية، قائلا «ليس صحيحا أن هناك مسارا على حساب المسارات الأخرى، فكل المواضيع يجب أن تنفذ رزمة واحدة».

وأكد الأحمد جاهزية حركة فتح لتنفيذ استحقاقات المصالحة مقابل عدم جاهزية حماس، وقال: «نحن في فتح جاهزون للتنفيذ، وجاهزون كذلك لاستحقاق الرابع عشر من الشهر الجاري، أي تشكيل حكومة التوافق الوطني، ولكن يبدو أن حركة حماس ليست جاهزة».

ونشرت حماس أمس، وثائق جديدة لم يتسن التأكد من صحتها تتهم فيها فتح مجددا بالتورط في حملة تشويه الحركة في مصر.

وكانت حماس نشرت سابقا مجموعة من الوثائق قالت عنها فتح إنها «مزورة».

واعتبر الأحمد هذه الوثائق، محض «افتراء»، وقال: «نحن في فتح كشفنا هذا التزوير»، وأردف: «أقول لقيادة حماس، تكلموا بلغة واحدة، قولوا الحقيقة والصدق ولا تخدعوا أنفسكم، والشعب الفلسطيني».