قتيلان وحرائق في «اشتباكات عائلية» في ضاحية بيروت الجنوبية

اجتماع برئاسة وزير الداخلية لتطبيق خطة أمنية كاملة لمدينة طرابلس

TT

بينما كان مجلس الأمن المركزي اللبناني يبحث تطبيق خطة أمنية كاملة وضعت في السرايا الحكومية «من أجل وضع حد للعابثين بأمن طرابلس (شمال لبنان)»، انفرط الوضع الأمني في ضاحية بيروت الجنوبية (معقل حزب الله)، حيث اشتعلت اشتباكات مسلحة بين عائلتين، أدت إلى سقوط قتيلين، وعدد من الجرحى.

وشهدت منطقة الليلكي جولة جديدة من الاشتباكات في الضاحية الجنوبية لبيروت بين عائلتي زعيتر وحجولا، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، مما أدى إلى اشتعال حرائق عدة إحداها في محطة للوقود. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن ظهورا مسلحا سجل إثر الإعلان عن وفاة أحد المصابين من آل زعيتر متأثرا بجروح أصيب بها في اشتباكات سابقة.

وأدت اشتباكات أمس إلى سقوط قتيل آخر من آل زعيتر ووقوع عدد من الجرحى وأفيد باندلاع حريق في محطة للوقود في المنطقة، قبل أن تنجح قوة من الجيش بالدخول إلى منطقة الاشتباكات وتضبط الوضع وتوقف إطلاق النار.

وبينما أفادت معلومات بأن عددا من المسلحين من آل زعيتر قاموا بالاعتداء على العاملين في طوارئ مستشفى سان تيريز - الحدث، نفت عائلة آل زعيتر هذا الأمر وأكدت أن من رافق الجرحى إلى المستشفى هم من أقاربهم.

بموازاة ذلك، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل أنه «لا خصخصة أمن في الضاحية الجنوبية»، مشددا على أن الأجهزة الأمنية موجودة هناك. وجاء تصريحه عقب ترؤسه اجتماعا استثنائيا لمجلس الأمن المركزي للبحث في الأوضاع الأمنية في طرابلس، بعد شائعات كثيرة أطلقت بأن الحوادث الأمنية ستتجدد بعد الأعياد. وأعلن شربل أن الاجتماع «هدف لطمأنة أهل طرابلس أن الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها الجيش لن تسمح بخروقات أمنية»، مشيرا إلى أن جميع القوى الأمنية «تنسق مع الجيش لإزالة الشكوك التي أوجدتها الشائعات وتأكيد دورها في التصدي لأي محاولة من شأنها الإخلال بالأمن».

وكانت مدينة طرابلس شهدت اشتباكات بين جبل محسن ذي الغالبية العلوية، وباب التبانة ذي الأغلبية السنية، أكثر من 10 مرات خلال عام، أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين. ونفذ الجيش اللبناني انتشارا للفصل بين المتقاتلين. وبعد هذه الجولات، وتحديدا منذ بداية شهر رمضان، برز تقاتل قادة محاور عسكرية في باب التبانة وبعض الشوارع المحيطة بها، أدى إلى حالة من التوتر في المدينة، انعكست على استقرارها ووضعها الاقتصادي.

وأوضح شربل أن «الوضع الأمني في طرابلس مستقر لكنه ليس مريحا»، لافتا إلى أن «الهدوء النسبي الذي شهده شهر رمضان، وتخللته إشكالات وخلافات وصراعات بين العائلات في باب التبانة، أخطر مما حصل سابقا، لناحية تداعيات سلبية على الوضع في المدينة».

وأكد شربل أنه «لا يجوز أن يسيطر 2 أو 3 في المائة على 97 أو 98 في المائة من سكان طرابلس»، مشددا على أن «المسؤولية تقع على الأجهزة الأمنية التي ستضرب بيد من حديد لإنقاذ المدينة من الوضع المتردي وجعلها مدينة الفيحاء كما كانت بالتعاون مع المواطنين كافة والسياسيين تحديدا الذين أعربوا عن دعمهم للإجراءات الأمنية الهادفة إلى حفظ الاستقرار».