62 قتيلا وثمانية مفقودين للمعارضة السورية في ريف دمشق

الأكراد ينفون «التعاون» مع النظام.. ويعتقلون 70 عنصرا نظاميا مع دبابتين

عنصر من الجيش السوري الحر يحاول إيجاد ملجأ في حي كرم الجبل بحلب (رويترز)
TT

نفت الأحزاب الكردية، أمس، تعاونها مع قوات النظام وتأمينها «الحماية» لرتل من المنسحبين من قواته من مطار منغ، الذي سقط أول من أمس في قبضة المعارضة السورية، بينما قُتل 62 مسلحا من المعارضة في كمين نصبته لهم قوات النظام السوري قرب مدينة عدرا الصناعية، في الشمال الشرقي من العاصمة السورية دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن «العشرات» من متمردي جبهة النصرة المرتبطة بـ«القاعدة» قد قتلوا في الكمين، وأن القوات الحكومية صادرت أسلحة رشاشة وقاذفات «آر بي جي» تابعة لهم، أما المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد أشار إلى أن ثمانية عناصر أخرى فُقدوا في الكمين ذاته.

وتشكل عدرا، الواقعة على بعد 35 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من العاصمة، ممرا أساسيا لمسلحي المعارضة للدخول إلى منطقة الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق، التي تعد من معاقل المعارضة الرئيسة في ريف دمشق.

وانفجرت أمس سيارة مفخخة على حاجز «وحدات حماية الشعب الكردي» عند المدخل الغربي لمدينة عامودا على طريق الدرباسية، بينما نفى المسؤول الإعلامي في حزب «الاتحاد الديمقراطي الكردي» نواف خليل، لـ«الشرق الأوسط»، ما تم تداوله من معلومات حول مشاركة الأكراد في القتال إلى جانب النظام في معركة السيطرة على مطار «منغ العسكري»، أول من أمس، مؤكدا أن الأكراد لم ولن يقاتلوا إلى جانب من عانوا ظلمه لسنوات طويلة، لافتا في الوقت عينه إلى أنه، وعلى الرغم من الخلاف بينهم وبين الإسلاميين، ولا سيما جبهة النصرة، فإن الأكراد لن يقدموا على المواجهة، إنما موقعهم سيبقى دائما في موقع الدفاع عن أهلهم ومناطقهم في حال تعرضوا للهجمات، مضيفا: «المنطقة الكردية لن تهدأ إلا بمغادرة هؤلاء».

وعما إذا كانت المعركة بينهم وبين الإسلاميين ستنتقل في المرحلة المقبلة إلى قرية عفرين، قال خليل: «لسنا بوارد توسيع نطاق الجبهات والقتال ضد الإسلاميين فرض علينا ولم نختره».

وكانت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي قد أصدرت بيانا قالت فيه إنه بعد استيلاء الجيش الحر على مطار منغ العسكري، دخل مجموعة من عناصر النظام السوري الهاربين من المطار، البالغ عددهم 70 عنصرا، مع دبابتين في كمين نصبته لهم «وحدات حماية الشعب»، مؤكدة أنه بعد حدوث اشتباكات بينهم قامت وحداتهم بأسر العناصر والاستيلاء على الدبابتين.

وأشار بيان القيادة إلى أنه «سيتم التعامل من الأسرى من قوات النظام وفق الحقوق والقوانين الدولية المتعلقة بأسرى الحرب»، ونقل موقع «عكس السير» عن ناشطين أكراد قولهم إن 125 من جنود النظام وصلوا إلى مدينة عفرين، وتم إسعاف الجرحى في المستشفى التابع للقرية، مشيرين إلى مفاوضات جارية بين حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، المحسوب على حزب العمال الكردستاني، والجيش الحر بغية تسليمهم.

وفي بيان آخر له، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي أن المجموعات المسلحة التابعة لدولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة، لا تزال تحتجز المدنيين الكرد الذين اختطفتهم منذ بدء هجومها على الأحياء الكردية في مدينة تل أبيض في 20 يوليو (تموز) الماضي، حيث يتعرض المحتجزون لأشد أنواع التعذيب، بحسب بعض الذين أفرج عنهم.

وبحسب سكان المنطقة، فإن تلك المجموعات لا تزال تحتجز أكثر من 150 مدنيا كرديا، لا يعرف ذووهم أي أخبار عنهم.

في موازاة ذلك، كانت الاشتباكات مستمرة في مناطق سورية عدة، ولا سيما اللاذقية التي تشهد معركة شرسة تحت عنوان «تحرير الساحل»، بين قوات النظام والجيش الحر الذي يقترب من القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد. وبث ناشطون صورا قالوا إنها لقصف تجمعات للشبيحة وقوات النظام في محيط مدينة القرداحة وبلدة السامية، حيث دمر مستودع للذخيرة. كما قصف الجيش الحر عددا من حواجز قوات النظام في جبل الأكراد في ريف اللاذقية، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باستهداف مقاتلي الكتائب المقاتلة، بقذائف الهاون والصواريخ، تجمعات للقوات النظامية في صلنفة وفي قمة النبي يونس.