أوباما يلغي قمته مع بوتين بسبب منح اللجوء إلى سنودن

الكرملين يعبر عن «خيبة أمله» ويؤكد أن الدعوة للاجتماع «ما زالت قائمة»

أوباما وبوتين يقفان للمغادرة بعد انتهاء اجتماعهما في إينيسكيلين بآيرلندا الشمالية في 17 يونيو الماضي (أ.ب)
TT

قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إلغاء القمة التي كانت مقررة بينه وبين نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الشهر المقبل، في خطوة بررها البيت الأبيض بغياب «التقدم» في علاقات البلدين. على الفور، أعرب الكرملين عن خيبة أمله لإلغاء الاجتماع، وشد على أن الدعوة الموجهة إلى الرئيس الأميركي ما زالت قائمة.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان: «بعد دراسة معمقة، توصلنا إلى نتيجة مفادها أن العلاقات الثنائية مع روسيا لم تسجل تقدما جديدا لعقد قمة أميركية - روسية مطلع سبتمبر (أيلول)» المقبل، مشيرا خصوصا إلى قضية إدوارد سنودن. وكان البيت الأبيض أشاع الغموض منذ أسابيع حول إبقاء هذا اللقاء الثنائي المقرر قبل قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ، فيما تدهورت العلاقات بين موسكو وواشنطن إلى حد كبير بشكل خاص بسبب منح روسيا حق اللجوء لسنودن، المتعاقد السابق مع الاستخبارات الأميركية الذي كشف عن برنامج أميركي واسع النطاق لمراقبة الاتصالات.

وقال البيت الأبيض إنه «يقدر الإنجازات التي تحققت مع روسيا أثناء الولاية الأولى للرئيس (2009 - 2013) بما فيها اتفاقية (ستارت الجديدة) والتعاون في ملفات أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية، لكن نظرا لغياب التقدم في مسائل كمنظومة الدفاع الصاروخي، والانتشار النووي، والتجارة، ومسائل الأمن، وحقوق الإنسان، في الأشهر الـ12 الماضية، فقد أبلغنا الحكومة الروسية أننا نعتبر أن إرجاء القمة حتى الحصول على مزيد من النتائج سيكون بناء بشكل أفضل». من جهة أخرى، فإن «القرار الروسي المخيب للآمال بمنح اللجوء المؤقت لإدوارد سنودن شكل عنصرا أخذناه في الاعتبار عند تقييم وضع علاقاتنا» بحسب المتحدث.

وتعليقا على هذا التطور، قال يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي للكرملين: «إننا نشعر بخيبة أمل جراء قرار الإدارة الأميركية إلغاء زيارة الرئيس أوباما إلى موسكو»، المقررة في سبتمبر المقبل، مضيفا أن «الرئيس الأميركي تلقى دعوة لزيارة روسيا وما زالت هذه الدعوة قائمة». وأشار إلى أنه من الواضح أن القرار الأميركي مرتبط بوضع سنودن «الذي لم يكن من صنعنا مطلقا». وأضاف: «هذه المشكلة تؤكد أن الولايات المتحدة، كالسابق، ليست مستعدة لبناء العلاقات على أسس المساواة»، متهما واشنطن بإحباط التوقيع على اتفاق تبادل المتهمين. وأوضح: «نحن مستعدون لمزيد من العمل مع الشركاء الأميركيين على جميع القضايا الرئيسة الموضوعة على الأجندة الثنائية والمتعددة الأطراف».

لكن مشاركة أوباما في قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبورغ ما زالت قائمة، بحسب البيت الأبيض الذي أكد أيضا أن أوباما سيجري زيارة رسمية إلى السويد قبل زيارة عاصمة الأباطرة الروس القديمة.

وأشاد العضو الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميركي، تشارلز شومر، بقرار أوباما إلغاء القمة الثنائية مع بوتين. وقال السناتور شومر الذي يمثل نيويورك في بيان: «من الواضح أن الرئيس اتخذ القرار السليم. الرئيس بوتين يتصرف مثل فتوة في مدرسة ولا يستحق الاحترام الذي ستمنحه له قمة ثنائية».

وجاءت هذه التطورات غداة تصريحات لأوباما انتقد فيها ما سماه عودة روسيا أحيانا إلى «عقلية الحرب الباردة». وأوضح في برنامج حواري مع المقدم الشهير جاي لينو مساء أول من أمس: «ما أقوله لهم باستمرار وما أقوله للرئيس بوتين هو أن هذا مضى، وعلينا أن نفكر في المستقبل. وليس هناك ما يحول دون أن نتعاون بمزيد من الفاعلية مما نفعل».

وبقي سنودن عالقا بمنطقة الترانزيت من مطار شيريميتييفو في موسكو لأكثر من شهر قبل أن تمنحه روسيا اللجوء السياسي المؤقت لمدة سنة. وطالبت واشنطن مرارا بطرده إلى بلاده حيث وجهت إليه تهمة التجسس بعد كشفه الوثائق السرية.