«السلام والديمقراطية» التركي يتوقع عودة قيادات جبل قنديل إلى تركيا

قيادي في الحزب يؤكد: من دون ضمانات دستورية لن ندخل العملية السياسية

TT

كشفت قيادية بحزب السلام والديمقراطية الكردي الممثل بأكثر من ثلاثين نائبا في البرلمان التركي عن ملامح المرحلة الثالثة من عملية السلام الجارية بتركيا، مشيرة إلى أنه «في هذه المرحلة سيعود الشباب الأكراد وقيادات حزب العمال الكردستاني إلى تركيا، وسيمارسون دورهم ضمن إطار العملية السياسية».

وقالت بروين بولدان الرئيسة المشاركة للحزب في تصريحات نقلها موقع صحيفة «راديكال» التركية إن «العملية السلمية مستمرة، حيث انتهت المرحلة الأولى من انسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني من داخل الأراضي التركية، والآن دخلت العملية مرحلتها الثانية، وبانتهائها سندخل في المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي أهم مراحل العملية؛ إذ ستشهد عودة شبابنا وقيادات حزب العمال الكردستاني من جبل قنديل إلى داخل تركيا للبدء بممارسة دورهم السياسي».

وقدمت الرئيسة المشاركة لحزب السلام والديمقراطية شكرها لحكومة حزب العدالة والتنمية التي يترأسها رجب طيب أردوغان لدعمها تشكيل دولة كردية بغرب كردستان (سوريا)، معربة عن أملها في أنه «في وقت قريب ستتحقق الحرية نفسها لأكراد تركيا». لكن قياديا بحزب العمال الكردستاني نفى أن تكون تركيا أبدت أي نوع من الدعم لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي واي دي) بكردستان سوريا، مؤكدا: «يبدو أن هناك التباسا حصل لدى القيادية الكردية، حيث إن تركيا قد تكون وافقت على مضض على سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي بشكل مؤقت على الوضع الداخلي وإدارته كردستان سوريا، وعلى العكس تماما، تقوم تركيا بالتآمر وبشكل واضح ضد هذا الحزب». وأوضح ديار قامشلو عضو العلاقات الخارجية بمنظومة المجتمع الكردستاني في اتصال من مكتبه بجبل قنديل مع «الشرق الأوسط» أن «هناك العديد من الدلائل الموثقة على وجود دعم تركي واضح لمسلحي جبهة النصرة ومقاتلي الدولتين الإسلاميتين بالشام والعراق الذين تدفقوا إلى المناطق الكردية بسوريا لإجهاض الثورة الشعبية هناك، فالعديد من الجرحى الذين يصابون في المعارك ينقلون إلى الجانب التركي، وأصبحت الأراضي التركية منفذا لعبور المئات من مقاتلي تنظيم القاعدة القادمين من أفغانستان وباكستان وغيرهما إلى الأراضي الكردية بسوريا»، موضحا، أن «أجندات القوى الإسلامية المتطرفة تعمل على زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وهذه أمور لا تعي تركيا أنها ستلحق أفدح الأضرار بها أولا ثم بعموم دول المنطقة في حال تمكن هؤلاء المتطرفون من بسط هيمنتهم على المنطقة».

وأشار قامشلو إلى «المجازر التي ارتكبت في تل عران وتل حاصل، والتي أودت بحياة العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ»، مؤكدا أن «هذه المجازر تفضح أجندة هؤلاء المتطرفين وأهدافهم الخبيثة في بث الفتنة الطائفية والعنصرية لإشعال المنطقة، على العكس من القوى الكردية التي تراعي أوضاع الآلاف من العرب الساكنين بقرى خاضعة لسيطرتهم بكردستان سوريا، الذين يتمتعون بحقوق وبحماية أكثر من أكراد المنطقة أنفسهم». ودعا المجتمع الدولي إلى «عدم السكوت عن تلك المجازر البشعة التي ترتكب بحق المدنيين»، مضيفا أن «وجود هؤلاء المتطرفين في المنطقة يشوه صورة الثورة السورية التي اندلعت أساسا ضد الديكتاتورية والقمع السلطوي».

وفي ما يتعلق بتصريحات الرئيسة المشاركة لحزب السلام والديمقراطية بشأن عودة قيادات حزب العمال إلى تركيا لمزاولة العمل السياسي، قال عضو منظومة المجتمع الكردستاني، وهي أعلى هيئة قيادية لمنظمات حزب العمال الكردستاني بأجزاء كردستان الأربعة: «لقد نوهنا في تصريحاتنا السابقة بأن خطة السلام مع تركيا تتضمن ثلاث مراحل؛ الأولى وقف القتال وإطلاق الأسرى، والمرحلة الثانية كانت انسحاب قواتنا من داخل الأراضي التركية، وبالمقابل ترتبت على الحكومة التركية التزامات متقابلة منها إطلاق سراح السجناء السياسيين، والتحرك داخل البرلمان لإجراء تعديلات دستورية تعترف بحقوق الشعب الكردي الثقافية والسياسية، ولكننا لم نر أية خطوة فعلية وحقيقية بهذا الاتجاه من قبل الدولة التركية، بل إن حزب أردوغان يسعى إلى المماطلة والتسويف بهدف كسب مزيد من الوقت، خاصة أن تركيا مقبلة على ثلاثة انتخابات مهمة وهي: الانتخابات البرلمانية، والرئاسية، والبلدية، ولذلك يسعى هذا الحزب إلى كسب مزيد من الوقت حتى لا يتأثر وضعه الانتخابي، في حين أن القضية الكردية هي أكبر معضلات البلد، وأن حلها يحتاج إلى عمل متواصل قد يستغرق عدة سنوات حتى تتثبت أركان السلام، فهل يعقل أن ننتظر لسنوات أخرى ونحن أطلقنا مبادرتنا شعورا منا بأهمية إقرار السلام في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة؟!». وأكد القيادي بالحزب: «من دون وجود خطوات ملموسة وجادة من الدولة والحكومة التركية التي يقودها أردوغان، فلن ندخل بالمرحلة الثالثة، وهي المرحلة الأهم التي ستقر عملية السلام بتركيا، حيث إننا مستعدون للعودة إلى تركيا والانخراط بالعمل السياسي العلني، ولكن من دون ضمانات دستورية واضحة لا يمكن تحقيق ذلك، وإذا أرادت الحكومة التركية أن تنجح عملية السلام، فعليها أن تتقدم بخطوات جدية لإقرار حقوقنا الدستورية والسياسية، وإلا فإن العملية برمتها ستنهار، وستكون تركيا الخاسرة من كل ذلك، وعليها أن تتحمل النتائج الوخيمة وفي مقدمتها نتائج وتداعيات انهيار عملية السلام».

وفي السياق ذاته، أعلنت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري عن وقف للقتال خلال الأيام الثلاثة لعيد الفطر المبارك. وقال بيان صدر عن قيادة الحزب وتلقت «الشرق الأوسط» نصه: «نعلن للعالم ولجميع أبناء شعبنا السوري بأننا أوقفنا القتال خلال الأيام الثلاثة للعيد، على الرغم من استمرار عصابات (النصرة) و(دولتي الإسلام بالشام والعراق) بقتل مواطنينا في أرجاء المنطقة، وستبقى قواتنا بمناطق انتشارها الحالي دون أي هجوم، ولكنها سوف ترد على أي اعتداء يستهدفها».