لبنان يشكو إسرائيل لخرقها حدوده.. والأمم المتحدة تحقق

تل أبيب: حزب الله يراقب أنشطة جيشنا استعدادا للحرب

TT

لا تزال الأسباب التي حدت بالجنود الإسرائيليين باجتياز الحدود اللبنانية ليل أول من أمس غامضة، في ظل تكتم الطرفين الأساسيين المعنيين بالموضوع، وهما إسرائيل نفسها وحزب الله الذي التزم الصمت التام حيال الخرق الإسرائيلي خلاف لعادته في إصدار البيانات عند كل خرق، في حين كانت إسرائيل تؤكد أن الحزب «يستعد للحرب» معها.

ويستعد لبنان لتقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الخرق، إذ طلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان من قيادة الجيش بالتعاون مع اليونيفيل «التوسع في التحقيقات الحالية لتكوين ملف بكامل تفاصيل ما حصل أول من أمس في منطقة اللبونة، التي تسللت إليها إسرائيل مسجلة خرقا جديدا للقرار 1701 وللسيادة اللبنانية، لضمه إلى الشكوى اللبنانية إلى مجلس الأمن الدولي ضد هذا الخرق».

وطالب وزير الخارجية عدنان منصور المجتمع الدولي، ولا سيما الغيارى على القرار 1701 والذين ينادون بضرورة احترام هذا القرار بإدانة هذا الخرق المتمادي الذي يمهد لعدوان تحضر له إسرائيل في المستقبل، مضيفا: «إننا سنتقدم بشكوى لمجلس الأمن وسنتصل بمندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة اليوم (أمس) لإبلاغه بحيثيات العدوان والطلب إليه بتقديم الشكوى». وقال: «ما حصل عدوان داخل الأراضي اللبنانية وشكل انتهاكا إسرائيليا صارخا للسيادة اللبنانية والقرار 1701»، لافتا إلى أن «ما استوقفنا هو تصريح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول أن الجنود الإسرائيليين يدافعون عن حدود إسرائيل»، متسائلا: «حماية الدولة تتم داخل الأراضي اللبنانية؟»، واصفا تصريح بـ«الوقح».

وأشار المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي، إلى أن «بيروت تصر على أن حادث تسلل جنود إسرائيليين إلى لبنان ينتهك قرار مجلس الأمن 1701 الذي يمنع انتشار أي قوات مسلحة باستثناء الجيش النظامي اللبناني في جنوب البلاد». وأوضح أن «فريق تحقيق وصل إلى مكان الحادث وبدأت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان التحقيق في تجاوز جنود إسرائيليين (الخط الأزرق) الفاصل بين الجانبين».

وفي المقابل، صرح قائد سلاح المدفعية التابع للقيادة الشمالية الإسرائيلية الكولونيل يارون فورموزا بأنه رغم الخسائر التي يتكبدها حزب الله في سوريا، فإنه يراقب عن كثب أنشطة الجيش الإسرائيلي على طول الحدود استعدادا لخوض حرب. وقال فورموزا في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية الإلكترونية، إن «مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا لم تعرقل استعداده لخوض حرب مع إسرائيل، وإن العكس صحيح». وأضاف أن رجال المدفعية في حزب الله أصبحوا أكفاء في استخدام الأسلحة المتقدمة بسبب القتال في سوريا وأنهم يواصلون الاستعداد لحرب ضدنا وإن حادثا معزولا على الحدود يمكن أن يؤدي إلى تدهور.. إننا مستعدون للدخول في حرب حتى صباح غد».