الهند تتهم باكستان مباشرة بقتل جنودها في كمين

الخارجية الباكستانية تجمع التفاصيل.. ونواز شريف يلتقي بدبلوماسيين وعسكريين

ناشطون هنود في مظاهرة تندد بالوجود الباكستاني في كشمير عقب مقتل خمسة جنود هنود الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
TT

وجهت الحكومة الهندية أمس اتهاما مباشرا إلى الجيش الباكستاني بالتسبب في قتل خمسة جنود هنود الاثنين الماضي في منطقة كشمير. وقال وزير الدفاع الهندي إي. كي. أنتوني: «بات واضحا أن قوات خاصة من الجيش الباكستاني متورطة في هذا الهجوم»، مضيفا: «لا يحدث أي شيء على الجانب الباكستاني من خط المراقبة (الفاصل بين قسمي كشمير) من دون دعم ومساعدة وأحيانا التورط المباشر للجيش الباكستاني».

ومنذ الحادث، والمعارضة الهندية تتهم الحكومة بالتردد في اتهام الجيش الباكستاني بمسؤوليته عن قتل الجنود الخمسة في كمين.

وكان الجنود الهنود الخمسة قتلوا مساء الاثنين قرب خط المراقبة الفاصل بين البلدين في منطقة كشمير المتنازع عليها. ونفت إسلام آباد بشكل قاطع أن تكون متورطة في الحادث. واتهمت باكستان أمس جنودا هنودا بفتح النار على الجانب الباكستاني من الحدود في منطقة كشمير. وأضاف: «بالطبيعي هذه الحادثة سوف يكون لها عواقب على سلوكنا عند خط السيطرة وعلى علاقتنا مع باكستان».

وقال أنتوني: «نعرف جميعا أن لا شيء يحدث على الجانب الباكستاني من خط السيطرة دون دعم ومساعدة وتسهيل وغالبا مشاركة مباشرة من الجيش الباكستاني. وهؤلاء المسؤولون في باكستان عن هذه المأساة والقتل الوحشي لاثنين من جنودنا في مطلع هذا العام لا يجب أن يفلتوا من العقاب». وقال مسؤول بمكتب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إنه من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء بمسؤولين دبلوماسيين وعسكريين. وقالت وزارة الخارجية الباكستانية إن السلطات تجمع التفاصيل بشأن مزاعم الهند الجديدة من «زملاء معنيين» في نيودلهي. وقال عزيز أحمد شودري، المتحدث باسم الوزارة «نحن نبحث ذلك الآن». وكانت نيودلهي اتهمت حتى الآن «أشخاصا يرتدون زي الجيش الباكستاني» بقتل الجنود الهنود الخمسة.

وهناك خلافات تاريخية بين الهند وباكستان ودخل البلدان في ثلاثة حروب منذ استقلالهما عام 1947 عن الإمبراطورية البريطانية. وهناك حربان من الحروب الثلاثة نشبتا بسبب الخلاف على كشمير.

ويقول محللون هنود إن مقتل الجنود الخمسة رغم وقف إطلاق النار الساري منذ عام 2003 في هذه المنطقة، يزعزع ثقة نيودلهي في الحكومة الباكستانية الجديدة، ويمكن أن يعرقل لقاء مقررا بين زعيمي البلدين الشهر المقبل في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي تطور لاحق، قالت باكستان، أمس، إنها ستواصل مساعيها لإجراء حوار سياسي، مع الهند، على الرغم من التوتر بين البلدين، بسبب اشتباكات حدودية. وقال رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إنه يتطلع للقاء نظيره الهندي مانموهان سينغ، الشهر المقبل، على هامش اجتماع سنوي للأمم المتحدة.

وأضاف: «سنناقش الخطوات اللازمة لبناء مزيد من الثقة وتعزيز العلاقة بين الدولتين». وشدد شريف على أن «القنوات العسكرية القائمة يمكن استخدامها على نحو أفضل للحيلولة دون حدوث سوء تفاهم، ومنع تصعيد الموقف».

من جهته قال رئيس وزراء باكستان نواز شريف أمس، إن «عودة وقف إطلاق النار على حدود إقليم كشمير المتنازع عليه أمر حتمي لكل من الهند وبلاده بعد تأجج التوترات بين الجارتين النوويتين». وجاء في بيان صدر بعد أن اجتمع شريف مع مسؤولين من وزارة الخارجية الباكستانية إن رئيس الوزراء يتطلع للاجتماع مع نظيره الهندي مانموهان سينغ على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ونقل بيان وزارة الخارجية عن شريف قوله أثناء الاجتماع سنبحث الخطوات التي ستدعم بناء الثقة وتعزز هذه العلاقات.