لويس غوتيريز.. ناشط في مجال إصلاح قوانين الهجرة ونجم تلفزيوني إسباني

الجدل حولها في واشنطن جعل النقاشات جماهيرية

الناشط الحقوقي لويس غوتيريز يلاقى بترحاب في جولاته بالمدن الأميركية (واشنطن بوست)
TT

طوال فترات فصل الصيف، يجذب النائب لويس غوتيريز حشودا هائلة ومتحمسة في الاجتماعات التي تناقش قضايا الهجرة في جميع أنحاء البلاد. ويتم استقبال غوتيريز في جميع الولايات الأميركية بدءا من كاليفورنيا مرورا بنيفادا وصولا إلى فلوريدا وكأنه نجم من نجوم موسيقى الروك، ويبتهج الحاضرون عندما يدخل الغرفة ويصفقون له بحرارة، وعندما ينتهي من حديثه يتدافعون للاقتراب منه ويرفضون الانصراف قبل أن يتصور معهم.

إن النقاش المثير للجدل بشأن إصلاح قواعد وقوانين الهجرة في واشنطن جعل عددا كبيرا من الوجوه المألوفة – مثل السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا ماركو روبيو، والسيناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا جون ماكين، والسيناتور الجمهوري عن ولاية أوهايو جون بوينر، والرئيس أوباما – جعلهم يعقدون مناقشات جماهيرية لمناقشة هذه القضية، ولكن بالنسبة لعدد كبير من اللاتينيين الذين يستقون أخبارهم من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإسبانية، يعد غوتيريز هو الوجه المألوف والمحرك الرئيس لعملية إصلاح قوانين الهجرة منذ عدة سنوات، فهو دائم الحضور في الشبكات الإخبارية الناطقة باللغة الإسبانية مثل «نيفيسيون» و«تيلموندو»، ويتحدث في معظم حواراته عن الحاجة إلى إصلاح نظام الهجرة، وهو ما جعله يحظى بشعبية جارفة بين الأشخاص المهتمين بهذه القضية.

وقال خورخي راموس، الذي يقدم نشرة الأخبار الليلية لشبكة «نيفيسيون» وبرنامج عن الشؤون العامة يوم الأحد بعنوان «في المضمون»: «هناك عدد قليل من الأسماء المألوفة لدى معظم الأسر الإسبانية، ولويس غوتيريز هو أحد هؤلاء الأسماء». وأضاف راموس أن غوتيريز يمكنه جذب حشد كبير من الجمهور «ليس فقط لأنه موجود، ولكن لأنه موجود دائما إلى جانب اللاتينيين والمهاجرين غير الشرعيين». ويعمل غوتيريز على إدخال تغييرات على قانون الهجرة منذ فوزه بمقعده في الكونغرس في بداية التسعينات من القرن الماضي، ودائما ما تنجح ورش العمل التي يعقدها بشأن كيفية التعامل مع قضية المواطنة في جذب المئات.

إن التداعيات السياسية المترتبة على الطفرة السكانية في عدد الناخبين اللاتينيين قد خلقت رؤية جديدة لوسائل الإعلام الناطقة باللغة الإسبانية. وقال غوتيريز إن الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد بدآ يدركان الآن فقط الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإسبانية في تشكيل الرأي العام، مضيفا: «أرى الكثير من أعضاء الكونغرس غير اللاتينيين الذي ينظرون إليّ ويقولون (أوه، كان لديه مؤتمر صحافي واثنان من المصورين العرقيين من المحطات العرقية). إنها ليست محطات عرقية، ولكنها محطات تصل إلى عشرات الملايين من الناس في أميركا وتمد العديد من الناخبين - والكثير من المهاجرين الذين ليس لهم حق التصويت في الانتخابات حتى الآن - تمدهم بالمعلومات التي تساعدهم على صياغة وجهات نظرهم في الأمور السياسية والجهة التي تقف إلى جانبهم وتلك التي تقف ضدهم».

وبعد ظهر أحد الأيام الأخيرة وبعد مقابلة شخصية مع صحيفة «واشنطن بوست»، خرج غوتيريز من مكتبه ووجد لوري مونتينغرو، وهي مراسلة شبكة «تيلموندو» الإخبارية، والتي طلبت الحديث معه لمدة خمس دقائق. وقال دوغلاس ريفلين، وهو مدير أعمال غوتيريز: «بسرعة لوري، لأنه قد تأخر بالفعل على مقابلة شخصية مع قناة (سي إن إن) الناطقة باللغة الإسبانية».

وبعد حوار استمر لمدة خمس دقائق مع مونتينغرو، ذهب غوتيريز لإجراء المقابلة الشخصية مع شبكة «سي إن إن». ومع كاميرا «سي إن إن»، كانت هناك لورديس ميلوزا، وهي مراسلة شبكة «نيفيسيون» للشؤون المتعلقة بالكونغرس، والتي كانت تسعى هي الأخرى لإجراء حوار مع غوتيريز.

ويحاول غوتيريز الضغط من أجل تحقيق رؤيته فيما يتعلق بقوانين الهجرة من خلال حث زملائه في الحزب الجمهوري الذين قد لا يميلون بطبيعة الحال إلى دعم إصلاح نظام الهجرة. وقال غوتيريز في إحدى المقابلات الشخصية: «أنا أذهب إلى المناطق المؤيدة للحزب الجمهوري لأرفع مستوى الوعي بين الجمهور ووسائل الإعلام الإخبارية، وأدعو الجمهوريين في الكونغرس للانضمام إليّ، لأن الثقة والصداقة الحميمة الموجودة هناك ستمكنهم من الحصول على الأصوات التي يحتاجونها».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»