واشنطن تجلي موظفي قنصليتها في لاهور بسبب «تهديدات أمنية»

مقتل 10 أشخاص في هجوم خارج مسجد بكويتا

مواطن باكستاني على دراجة يمر أمام القنصلية الأميركية في لاهور أمس (أ.ب)
TT

ذكرت مصادر الشرطة أن قوات الأمن الباكستانية قتلت أمس انتحاريا كان يستعد لتفجير قنبلة كان يحملها، في مسجد شيعي بضاحية العاصمة إسلام آباد. ومنذ الاعتداءات الدامية في 2008 و2009، بقيت العاصمة الباكستانية عموما في منأى عن أعمال العنف التي تدمي بقية مناطق البلاد يوميا. وأمس أول أيام عيد الفطر في باكستان، توجه انتحاري نحو مسجد للشيعة الذين يعتبرون أقلية في هذا البلد، في براكاهو بضاحية العاصمة، مزنرا نفسه بحزام ناسف. وقال ناصر محمود، وهو مسؤول في الشرطة المحلية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إن حارسا فتح النار على الانتحاري بينما كان يدخل إلى المسجد». وأفاد مسؤول آخر في الشرطة، يدعى ماجد الرحمن، بأن الحارس أصيب بجروح بالغة توفي على أثرها. وصباح أمس، فتح مسلحون النار على مصلين بينما كانوا يخرجون من مسجد سني في ضاحية كويتا عاصمة إقليم بلوشستان الباكستاني المضطرب (جنوب غرب)، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص على الأقل. وأسفر هجوم أول من أمس عن سقوط 38 قتيلا في كويتا. وقال مسؤول شرطة إن 15 شخصا أصيبوا أيضا. وقع الحادث بعد يوم من استهداف انتحاري من طالبان موكب تشييع جنازة ضابط شرطة، مما أسفر عن مقتل 33 شخصا. ووضعت باكستان على أهبة الاستعداد منذ مطلع الأسبوع تحسبا لاحتمال شن طالبان هجمات على مدن رئيسة، وفقا لمسؤولي الاستخبارات». من جهة أخرى في لاهور (باكستان)، أجلت الولايات المتحدة جميع الموظفين غير الأساسيين في قنصليتها في لاهور، ثاني كبرى مدن باكستان، بسبب «تهديدات محددة»، في وقت وضعت فيه بعثاتها الدبلوماسية في حالة إنذار عام من اعتداءات تخطط لها «القاعدة». كما جددت واشنطن أمس دعوتها إلى المواطنين الأميركيين لتجنب القيام بأي سفر «غير ضروري» إلى باكستان، البلد الذي يشهد هجمات متكررة ويشكل معقلا لجماعات إسلامية مسلحة أعلنت ولاءها لتنظيم القاعدة.

وجاء في بيان وزارة الخارجية فيما يتعلق بباكستان أن «وجود عدة مجموعات إرهابية أجنبية ومحلية يشكل خطرا محتملا على المواطنين الأميركيين في جميع أنحاء باكستان». وصرحت المتحدثة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد، ميغان غريغوريس، لوكالة الصحافة الفرنسية: «تلقينا معلومات متعلقة بتهديد لقنصليتنا في لاهور. وقمنا (كتدبير) احترازي بإجلاء جميع الموظفين باستثناء (الموظفين) الضروريين».

وأوضحت الخارجية الأميركية أنها «أمرت في 8 أغسطس (آب) 2013 برحيل الموظفين غير الأساسيين في القنصلية الأميركية العامة في لاهور بباكستان». وأضافت الوزارة أن عملية الإجلاء ناجمة عن «تهديدات محددة» تتعلق بالقنصلية الأميركية في لاهور، عاصمة إقليم البنجاب الأكثر اكتظاظا في باكستان. وذكر مسؤولون أميركيون وباكستانيون أمس أن التهديد الذي أدى إلى إخلاء القنصلية الأميركية في مدينة لاهور كان تهديدا محليا غير متعلق بإغلاق البعثات الأجنبية الأميركية في الشرق الأوسط وأفريقيا أوائل هذا الأسبوع.

وقد أغلقت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة نحو عشرين بعثة دبلوماسية، خصوصا في العالم الإسلامي، بسبب مخاطر وقوع اعتداءات، لكن ليس في باكستان. وبحسب الموقع الأميركي «ديلي بيست» على الإنترنت، فإن الإنذار الأميركي أطلق بعد رصد مؤتمر هاتفي بين زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ومسؤولي مجموعات متفرعة عن الشبكة، مثل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«حركة أوزبكستان الإسلامية» وحركة طالبان الباكستانية و«بوكو حرام» وإسلاميين من شبه جزيرة سيناء المصرية. وأثناء هذا المؤتمر، جرى الحديث بعبارات غامضة عن مخطط لتنفيذ اعتداءات وعن نشر مجموعات لتنفيذها، كما ذكر الموقع نقلا عن مسؤولين أميركيين.

وبحسب الموقع الأميركي أيضا، فإن أيمن الظواهري عين زعيم «القاعدة في جزيرة العرب»، ناصر الوحيشي، ومقره اليمن، «مديرا عاما» لتنظيم القاعدة والرجل الثاني فيه. وتعد باكستان واليمن البلدين الأكثر تعرضا لقصف الطائرات الأميركية من دون طيار. وقد كثفت الولايات المتحدة عمليات قصف الطائرات من دون طيار منذ 28 يوليو (تموز) الماضي في اليمن، لكنها قصفت المناطق القبلية في شمال غربي باكستان التي تشكل معقلا للجماعات الإسلامية المسلحة مرة واحدة منذ ذلك التاريخ، في 29 يوليو.

وقالت ميغان غريغوريس إن عملية الإجلاء من قنصلية لاهور غير مرتبطة بالتهديدات الإرهابية السابقة التي أدت إلى إغلاق نحو عشرين بعثة دبلوماسية أميركية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقد بقيت لاهور ثاني أكثر المدن الباكستانية اكتظاظا بالسكان مع 12 مليون نسمة، في منأى عن الهجمات خلال السنوات الأخيرة خلافا لكراتشي (جنوب) وبيشاور (شمال غرب) وكويتا (جنوب غرب).

وأول من أمس، استهدف هجوم انتحاري تبنته حركة طالبان الباكستانية جنازة شرطي في مركز للشرطة وأسفر عن سقوط 38 قتيلا في كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في جنوب غربي باكستان.

وصباح أمس، فتح مسلحون النار على المصلين الخارجين من مسجد فاروقية السني في ضاحية كويتا، مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بحسب السلطات المحلية. وقد عززت السلطات الباكستانية التدابير الأمنية في كبرى المدن الباكستانية، ومنها العاصمة إسلام آباد خلال أيام عيد الفطر.

وأقفلت جميع البعثات الدبلوماسية في عطلة نهاية هذا الأسبوع بباكستان بسبب عيد الفطر. وستفتح السفارة الأميركية في إسلام آباد مجددا أبوابها الاثنين، لكن من المرجح أن تبقى القنصلية في لاهور مغلقة كما قالت غريغوريس، مؤكدة: «سنواصل تقييم المعلومات حول الخطر» قبل اتخاذ أي قرار.