جيش جنوب السودان ينفي دخوله في معارك مع المتمردين الشهر الماضي

المتحدث باسم الجيش لـ«الشرق الأوسط»: في فصل الخريف نواجه صعوبات في الاتصال والتحرك

TT

قال متحدث باسم جيش جنوب السودان إن قواته لم تدخل في أي معارك عسكرية مع قوات التمرد التي يقودها الجنرال السابق ديفيد ياو ياو منذ النصف الأخير من شهر يوليو (تموز)، معتبرا أن القتال الذي شهدته ولاية جونقلي شرق البلاد هي صراعات قبلية، فيما ذكر مسؤولون محليون أن أكثر من 300 شخص قتلوا ونزح الآلاف بسبب معارك وقعت على مدى أسبوعين بين متمردين وجيش جنوب السودان وقبائل في الولاية المضطربة مع استقلال الدولة قبل عامين.

وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب أقوير، لـ«الشرق الأوسط»، إن قواته لم تدخل في أي معارك عسكرية مع المتمردين بقيادة ديفيد ياو ياو منذ النصف الأخير لشهر يوليو الماضي. وأضاف «ليست لدينا معلومات عن اشتباكات وقعت مع ياو ياو، ولم تصل رئاسة الجيش الشعبي أنباء عن وجود معارك مع المتمردين». وقال إن الجيش الشعبي (جيش البلاد) موجود مدن جونقلي لحماية السكان من غارات التمرد والدفاع عنهم، وأنه لم تحدث اشتباكات خلال الفترة الأخيرة، معتبرا أن فصل الخريف يعوق تحركات الجيوش وأن تلك المناطق تواجه صعوبات في الاتصال والتحرك. وتابع «فصل الخريف قد بدأ، وليست هناك وسائل اتصال أو أي تحرك لقواتنا خارج المدن في الوقت الراهن ونتعامل مع الأمم المتحدة لفتح الطرق والتعامل مع مثل هذه الظروف»، مشيرا إلى أن القتال الذي دار منذ الخامس من يوليو وحتى نهاية الشهر وقع بين قبيلتي اللو نوير والمورلي المتنافستين في المنطقة، نافيا علمه بتفاصيل أعداد القتلى والجرحى بين الجانبين. وقال إن الصراع القبلي في تلك المنطقة ما زال يمثل عقدة كبيرة لدولته، وأن المعالجات ما زالت مستمرة. وأضاف «لكن التعامل مع التمرد سياسيا تقوم به الحكومة وعسكريا من مهمة الجيش الشعبي حتى يضع ياو ياو السلاح ويأتي إلى السلام».

ويواجه جيش جنوب السودان تمردا يتزعمه السياسي ديفيد ياو ياو في ولاية جونقلي. واندلعت اشتباكات جديدة بين قبيلتي النوير ومورلي، وقتل أكثر من 1600 شخص في العنف القبلي في جونقلي منذ انفصال جنوب السودان عن السودان.

وكان مسؤول محلي في جونقلي قال أول من أمس إن أكثر من 300 شخص قتلوا ونزح الآلاف إلى الأدغال خلال معارك على مدى أسبوعين، بين جيش جنوب السودان ومتمردين وقبائل متنافسة في شرق البلاد الشهر الماضي.

وقال جودي جونقلي بويوريس، وهو ممثل رفيع للولاية، إن فريقا من الزعماء المحليين الذين جابوا مقاطعة بيبور في جونقلي أبلغوا عن مقتل 328 شخصا حتى الآن جميعهم من أفراد قبيلة مورلي وبعضهم نساء وأطفال، ولم يعرف حتى الآن عدد الذين قتلوا أو جرحوا من أفراد قبيلة النوير. وأضاف أنه يتوقع زيادة عدد القتلى رغم أن القتال تراجع هذا الشهر. وقال إن القتال انتهى منذ نحو ثلاثة أسابيع لكن مسؤولين محليين لم يتمكنوا سوى الآن فقط من إحصاء عدد القتلى والجرحى بعدما بدأ الناس في العودة إلى منازلهم.

وتقول الأمم المتحدة إن آلاف الأشخاص يختبئون في الأدغال خارج بلدة بيبور في جونقلي تجنبا للصراع بين الجيش وياو ياو الذي يقول إنه يقاتل ضد الفساد وانتهاكات الجيش وحكم الحزب الواحد في جنوب السودان.

وقد أدت الحكومة الجديدة في جنوب السودان اليمين الدستورية أمام رئيس البلاد سلفا كير ميارديت وبحضور رئيس السلطة القضائية مساء الأربعاء الماضي بعد انتظار لأكثر من أسبوع، حيث أدى اليمين 18 وزيرا و9 نواب، في حين استبعد البرلمان وزراء العدل تيلار رينق دينق، والثقافة والشباب والرياضة نادية اروب، ونائبة وزير الرعاية الاجتماعية ليلى البينو أكول أكول، ولم يشارك هؤلاء الوزراء في أداء القسم إلى حين إجراء المزيد من التدقيق من المعلومات من قبل لجنة خاصة في البرلمان.

وكان كير قد أصدر قرارا في 23 يوليو الماضي بإقالة نائبه والحكومة وتعليق عمل الأمين العام للحزب الحاكم. وفي 31 يوليو أصدر قرارا بتعيين وزراء الحكومة الجديدة وتقليص الوزارات إلى 17 وزارة، ثم أصدر قرارا في 4 أغسطس (آب) الحالي أجرى من خلاله تعديلات جديدة.