مصادر ليبية: أحبطنا محاولات إرهابية لأنصار القذافي

انتشار مفاجئ لقوات الجيش في العاصمة

TT

وسط معلومات أكدتها مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن إحباط السلطات الليبية لمحاولة جديدة من المحسوبين على نظام العقيد الراحل معمر القذافي لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار عبر القيام بعمليات إرهابية، انتشرت قوات تابعة للجيش الليبي في مختلف ضواحي العاصمة طرابلس لتأمين المصالح الرسمية والحكومية والاستراتيجية.

وقالت مصادر ليبية طلبت عدم تعريفها هاتفيا من طرابلس، إن السلطات الليبية تلقت معلومات استخباراتية من جهات محلية وخارجية تؤكد احتمال وقوع عمليات إرهابية خاصة في العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي ثاني كبريات المدن الليبية ومهد الانتفاضة الشعبية ضد نظام القذافي عام 2011.

ونقلت وكالة الأنباء المحلية عن مصدر في المؤتمر الوطني العام (البرلمان) قوله إن قوات عسكرية تقوم حاليا بالانتشار في مناطق مختلفة من مدينة طرابلس وضواحيها وذلك لحفظ الأمن بالمدينة، معتبرا أن وجود هذه القوات يهدف إلى توفير الأمن والاستقرار وبث الطمأنينة خلال عطلة عيد الفطر المبارك.

من جهتها، دعت وزارة الدفاع الليبية المواطنين إلى عدم الاقتراب من كل المعسكرات والمؤسسات التابعة للجيش الليبي، من دون أن تشرح مبررات صدور مثل هذا التحذير. ولفتت الوزارة في بيان لها الانتباه إلى أن تعليمات رسمية صدرت لكل منتسبي الجيش القائمين على حراسة هذه المنشآت باستخدام كل الوسائل المتاحة لذلك. وحذر البيان من أن «كل من يحاول اقتحام المعسكرات أو الاعتداء عليها مستغلا عطلة عيد الفطر سوف يتحمل عواقب ذلك». وكانت مدينة بنغازي قد شهدت أول أيام العيد عدة عمليات إرهابية، حيث انفجرت عبوة ناسفة بمحل تجاري بطريق المطار أسفرت عن أضرار جسيمة بالمحل والمباني المجاورة له من دون وقوع أي أضرار بشرية.

وقال العقيد عبد الله الزائدي، الناطق الرسمي باسم الغرفة الأمنية المشتركة في بنغازي، إن أجهزة الأمن تمكنت أيضا من إبطال مفعول عبوة أخرى كانت مجهزة تزن نحو 12 كيلوغراما، مشيرا إلى أن أفراد قوات الصاعقة اعتقلوا ثلاثة مجرمين من السجناء الهاربين من سجن الكويفية، وأحبطوا محاولة لاقتحام مركز الأمن الوطني بمنطقة الفويهات من قبل مجموعة من الخارجين عن القانون قصد تهريب عناصر موقوفة بالمركز. وأوضح أن التحقيقات متواصلة للكشف والقبض على الجناة الخارجين عن القانون مرتكبي هذه الجرائم، داعيا المواطنين إلى التعاون والإبلاغ عن أي معلومات تساعد في القبض على هؤلاء المجرمين. وفى أحدث حلقات مسلسل اغتيال الإعلاميين والصحافيين في ليبيا، أعلنت قناة «ليبيا الحرة» عن اغتيال أحد مذيعيها، وهو عز الدين قوصاد، داخل سيارته بالقرب من مصرف الدم ببنغازي.

وتعرض نحو 51 من الشخصيات الإعلامية والنشطاء السياسيين لعمليات اغتيال ممنهجة في عدة مدن ليبية مؤخرا، بينما لم تتمكن السلطات الأمنية التي تعاني ضعفا كبيرا من وضع حد لها كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عنها.

وعلى صعيد آخر، كشف رئيس مصلحة الأحوال المدنية الليبية محمد بوكر النقاب أمس عن أن إدارة المصلحة قامت بإيقاف نحو مليون رقم وطني بسبب التزوير والتلاعب في الجنسية الليبية، مشيرا في تصريح بثته الصفحة الرسمية للمصلحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى أن المصلحة قدمـت تقارير سرية للمؤتمر الوطني بشأن التزوير والتلاعـب فــي الجنسية الليبية والتهديد الذي تتعـرض له الهوية الليبية.

وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها السلطات الليبية بشكل علني عن عملية تزوير واسعة النطاق في المستندات الرسمية الخاصة بمواطنيها.

واتهمت المصلحة نفسها في وقت سابق جهات وصفتها بأنها مشبوهة بالقيام بحملة شرسة على إدارتها لتشويه صورتها واتهامها بأنها تهدر المال العام، معتبرة أن هذه الحملة هي الخطة الثانية البديلة بعدما فشلت الخطة الأولى لاغتيال رئيس المصلحة الدكتور محمد بوكر مرتين.