عملية للجيش المصري في سيناء تستهدف 25 متشدداً

المتحدث العسكري: يوجد من بينهم متورطون في عملية قتل 18 جنديا مصريا

مركز للشرطة في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء ويظهر أثر الاعتداء عليه بقذيفة أمس (أ.ف.ب)
TT

شنت طائرات الجيش المصري هجوما على «عناصر جهادية»، في سيناء، مساء أول من أمس (السبت)، في عملية نوعية عقب 24 ساعة من مقتل أربعة من عناصر تنظيم «أنصار بيت المقدس» في قصف جوي مثير للجدل. وبينما أكدت الحكومة المصرية دعمها الكامل للجيش في حربه على «الإرهاب»، قدر بيان رسمي للجيش سقوط نحو 25 بين قتيل وجريح في صفوف المتشددين الإسلاميين.

وقال العقيد أحمد محمد علي المتحدث الرسمي باسم الجيش، في بيان له أمس على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إن الجيش نفذ في التاسعة مساء يوم السبت عملية نوعية بعد أن رصد مجموعة إرهابية بشمال سيناء بجنوب قرية التومة بمدينة الشيخ زويد، على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وأضاف المتحدث باسم الجيش أن العملية التي نفذتها طائرات الأباتشي على مناطق تجمع الجهاديين جاءت على خلفية ما قال: إنه تخطيط «المجموعة الإرهابية لتنفيذ عملية إجرامية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية وأهالي شمال سيناء الشرفاء».

وأكد علي أن العملية النوعية أسفرت عن وقوع نحو 25 فردا من «العناصر الإرهابية» ما بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير مخزن للأسلحة والذخيرة، تستخدمه هذه العناصر في «أعمالهم الإرهابية» ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية وترويع المواطنين الأبرياء من أبناء محافظة شمال سيناء.

وشدد المتحدث الرسمي للجيش على استمرار القوات المسلحة والشرطة المدنية في «مطاردة هذه المجموعات الإرهابية والقضاء على جميع البؤر الإجرامية، حتى يفرض الأمن والاستقرار بشكل كامل في شمال سيناء وكافة ربوع البلاد».

وأشار علي إلى أنه من بين العناصر التي جرى استهدافها، مسلحون ممن «تلوثت أيديهم بدماء شهداء مصر الأبرار في النقطة الحدودية برفح أثناء تناولهم وجبة الإفطار في الخامس من أغسطس (آب) الماضي، والبعض الآخر ممن شارك في عملية اختطاف الجنود السبعة في الخامس عشر من مايو (أيار) الماضي»، على حد قوله.

وقتل 18 جنديا مصريا في أغسطس 2012 في هجوم، خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ما دفعه حينها إلى إقالة المشير حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس أركانه الفريق سامي عنان.

وأثار تعذر الكشف عن منفذي الهجوم على عناصر الجيش في أغسطس جدلا واسعا في البلاد. وقال الرئيس السابق مرسي في حوار له قبل شهر من عزله في 3 يوليو (تموز) الماضي، إن الكشف عن هوية منفذي الهجوم يضر ولا يفيد، الأمر الذي فاقم شعورا لدى معارضيه بأن نظام مرسي يتعمد حماية المتشددين الإسلاميين في سيناء.

ومنذ عزل قادة الجيش مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، كثفت العناصر الجهادية من هجماتها على عناصر ومنشآت الجيش والشرطة في سيناء التي تعد مصدر إزعاج لسلطات البلاد.

وقدرت مصادر عسكرية سقوط 15 قتيلا على الأقل (من بين الـ25 فردا الذين ذكرهم المتحدث العسكري) خلال العملية العسكرية التي نفذها الجيش أول من أمس بعد أن وجه نداء بمكبرات الصوت للأهالي المقيمين في القرى المجاورة للمنطقة التي تم استهدافها بعدم التحرك ليلا حتى لا يكونوا هدفا للقصف الصاروخي من طائرات الأباتشي.

وفي غضون ذلك، قال شريف شوقي المستشار الإعلامي للحكومة أمس، إن حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء أكد دعمه الكامل للقوات المسلحة في حربها ضد «الإرهاب وتطهير سيناء». وأشار في الوقت نفسه إلى أن الحكومة تحيي «جهود أبناء سيناء الشرفاء الذين يقومون بمساعدة القوات المسلحة المصرية في حربها ضد الإرهاب مما يمهد الطريق لعملية التنمية المتسارعة في سيناء».

وتأتي العملية التي نفذها الجيش في سيناء في أعقاب الجدل الذي أثير حول مقتل 4 مسلحين تابعين إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس» الجهادي، كانوا يستعدون لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في نقطة قريبة من الحدود المصرية الإسرائيلية.

وكان تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي يتخذ من سيناء مرتكزا لتحركاته، قد زعم في بيان له أول من أمس أن عناصره قتلوا في قصف لطائرة إسرائيلية من دون طيار اخترقت الأجواء المصرية، وهو ما أثار جدلا واسعا في البلاد.

وكان الجيش قد نفى في بيان له أي دور إسرائيلي في الواقعة، قائلا إنه «لا صحة شكلا وموضوعا لوجود أي هجمات من الجانب الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية»، لكنه لم يكشف عن أسباب الانفجار الذي تسبب في مقتل المسلحين الأربعة.

لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية نقلت على لسان مصدر عسكري لم تسمه قوله إن طائرات الجيش هي التي استهدفت المسلحين الأربعة. وعززت تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، الرواية المصرية.

وقال يعالون، في بيان أصدره في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس إن «إسرائيل تحترم السيادة الكاملة لمصر، ولن تسمح لشائعات وتكهنات كالتي تم تداولها خلال الساعات الماضية، بأن تمس اتفاقية السلام بين الدولتين».

وأضاف أن «إسرائيل تعلم وتتابع النشاط المتزايد للجيش المصري ضد البنية التحتية للإرهاب في سيناء خلال الفترة الأخيرة، ومن بينها الهجوم الذي نفذه نهاية الأسبوع الماضي، وتقدر ذلك النشاط، علما بأن مصر تدافع أولا وأخيرا عن أمن المواطنين المصريين والسيادة المصرية».

وأبدت العناصر الجهادية في سيناء تحديا للجيش المصري بتشييع عناصرها الأربعة في جنازة شارك فيها الآلاف، جابت مناطق رفح والشيخ زويد بسيارات دفع رباعي رفعت رايات تنظيم القاعدة.

وقال مراقبون إن القصف المصري مساء أول من أمس الذي استهدف المجموعات الجهادية ربما جاء للرد على استعراض الجهاديين لقوتهم خلال تشييع القتلى الأربعة، لافتين إلى أن ضبط الأمن في سيناء ربما يحتاج لمزيد من الوقت، وجهود حكومية أكبر لتنمية سيناء.

ورغم التكثيف الأمني والهجوم العسكري على مناطق المسلحين في سيناء مساء أول من أمس، تواصلت الهجمات على المنشآت العسكرية والأمنية. وأطلق مجهولون يعتقد انتماؤهم للجهاديين، صاروخا على محيط نادي وفندق ضباط القوات المسلحة بمدينة العريش شمال سيناء، ما أسفر عن إصابة جندي.

وقال مصدر أمنى أمس إن الصاروخ الذي أطلق من منطقة شرق العريش، سقط في منطقة خالية أمام مقر نادي أبو صقل الرياضي ومدرسة أبو صقل الإعدادية ونادي فندق ضباط القوات المسلحة وبالقرب من منشآت عسكرية أخرى بضاحية السلام في العريش. وأحدث سقوط الصاروخ دويا هائلا في المنطقة والمناطق المحيطة، وتسبب في تساقطا زجاج نوافذ بعض العمارات والمباني المجاورة لموقع الانفجار.

وفي السياق نفسه، قال شهود عيان إن مسلحين هاجموا مبنى الرقابة الإدارية بالعريش وقاموا بإطلاق النار من أسلحة ثقيلة وقامت قوات الجيش بالرد عليهم بكثافة، في تبادل لإطلاق النار استمر نحو نصف ساعة استخدمت فيها أنواع متعددة من الأسلحة.