مؤشرات عن اقتراب «ساعة الصفر» لفض اعتصامي أنصار مرسي

مسؤول بـ«الداخلية» لـ «الشرق الأوسط»: هناك جهود سياسية لحل سلمي وجاهزون حال فشلها

أنصار للرئيس المصري المعزول محمد مرسي يقيمون عددا من المتاريس حول مقر اعتصامهم بميدان رابعة العدوية (إ.ب.أ)
TT

أشارت معلومات عن مصادر أمنية أمس إلى أن هناك توقعات بأن تبدأ الشرطة التحرك في وقت مبكر من صباح اليوم (الاثنين) لفض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، بينما قال اللواء هاني عبد اللطيف، وكيل الإدارة العامة للإعلام بوزارة الداخلية المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، أمس إن «الخطة الأمنية جاهزة لساعة الصفر.. نحن في انتظار قرار سياسي خلال اللحظات المقبلة».

ويترقب المصريون تنفيذ قرار حكومي، اتخذ قبل 10 أيام، بفض الاعتصامين، وذلك مع انتهاء إجازة عيد الفطر أمس (الأحد). وبينما أكدت مصادر أمنية أمس أن هناك توجهات للبدء في فض الاعتصامين مع الأضواء الأولى لفجر الاثنين، أوضح عبد اللطيف أن «الدولة تسعى بكل جهودها حاليا لحل الأزمة دون تدخل أمني.. نتمنى أن توفق هذه الجهود، فالسلطات الأمنية وكل رجال الدولة تهمها سلامة جميع المواطنين أي كانت انتماءاتهم».

وواصل عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، أمس اعتصامهم، المستمر منذ 45 يوما، في ميدان «رابعة العدوية» شرق العاصمة القاهرة، وميدان «نهضة مصر» بمحافظة الجيزة المجاورة للقاهرة، وذلك للمطالبة بعودة مرسي للحكم ورفض تعطيل الدستور.. بينما أكد شهود عيان أن قادة من الجماعة هددوا من فوق منصة «رابعة العدوية» بنقل الاعتصام إلى ميدان التحرير في حال تم فض اعتصامهم بالقوة من قبل السلطات المصرية.

وعزل قادة الجيش مرسي عقب مظاهرات 30 يونيو (حزيران) الماضي، ووضع خارطة مستقبل للبلاد بمشاركة قوى سياسية ورموز دينية، تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، وتعديل دستور البلاد المثير للجدل.

وكانت الحكومة المصرية قد قررت في الأول من أغسطس (آب) الحالي بعد مشاورات مكثفة، تكليف وزير الداخلية اتخاذ ما يلزم لفض الاعتصامين، حيث اعتبرت أنهما «خرجا عن السلمية وتحولا إلى تهديد للأمن القومي». ووجهت عدة جهات رسمية وسياسية اتهامات للمعتصمين بتخزين الأسلحة وتعذيب بعض المعارضين داخل هذه الاعتصامات، في حين يصر أنصار مرسي وقادة الإخوان المسلمين على أنها «سلمية».

ومن جانبها، وجهت وزارة الداخلية المصرية أكثر من دعوة لمعتصمي ميداني «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» بضرورة فض الاعتصام فورا، مع التعهد بعدم الملاحقة وتوفير كل الحماية من التهديدات التي تصلهم من الداعين للاعتصام.

وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن خطة فض اعتصام الإسلاميين المؤيدين لمرسي ستكون تدريجية عبر عدة إجراءات تصاعدية تؤدي في النهاية لتفريغ هذه الاعتصامات. وأشارت معلومات متواترة إلى أنه ربما يوجد توجه نحو البدء باعتصام ميدان «نهضة مصر» في الجيزة أولا، وذلك نظرا لخلو المنطقة المحيطة به نسبيا من السكان، وأيضا لخطورة العناصر الموجودة به أمنيا أكثر من اعتصام «رابعة العدوية».

وفجر أمس، انقطع التيار الكهربائي كليا عن ميدان «رابعة العدوية» ومحيطه نحو ساعة كاملة، وهو ما أدى إلى حالة فزع بين المعتصمين، قبل أن يتداركوا الموقف ويقوموا بإنارة بعض الأجزاء من خلال كشافات مولدة للكهرباء تم تخزينها احتياطيا من قبل، كما استعان البعض بهاتفه الجوال، وسط صيحات المعتصمين التي تنادي بعودة مرسي وانتقاد الفريق أول عبد الفتاح السياسي القائد العام للقوات المسلحة.

وقال شهود عيان إن ميدان رابعة العدوية شهد حالة ترقب واستنفار كبير واستعدادا من جانب المعتصمين خوفا من أي هجوم قادم، وقام البعض بتشديد الإجراءات الأمنية على البوابات من خلال وضع مزيد من الدشم والحواجز الإسمنتية.

وقالت مصادر إن انقطاع التيار الكهربائي هو عملية متعمدة في إطار خطة الدولة لتضييق الخناق على المعتصمين، ستتبعها إجراءات أخرى مثل منع إدخال الطعام للمعتصمين، وقطع المياه على فترات متفاوتة خلال ساعات اليوم، ومنع الدخول والخروج من وإلى الميدان، حتى يتم فض المظاهرات.

لكن أحمد إمام، وزير الكهرباء والطاقة المصري، شدد على أن كافة شركات الكهرباء تضع كل إمكاناتها للتغذية الكهربائية لكل شعب مصر ولم تكن طرفا في أي صراع سياسي، مضيفا أن انقطاع التيار الكهربائي الذي حدث في منطقة «رابعة العدوية» في ساعة مبكرة من صباح أمس هو نتيجة فصل تلقائي نتيجة عطل فني.

وأكد إمام في تصريحات له أمس، أن شركة «شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء» قامت بالتدخل الفوري، حيث تم عزل الوصلة وإعادة التوصيل بعد فترة انقطاع الكهرباء، وأضاف أنه لم يحدث أي انقطاع كهرباء في منطقة «النهضة» بالجيزة، وأن «الكهرباء» تضع إمكاناتها لخدمة الشعب المصري كله.

وفي السويس (شرق القاهرة)، نفى «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد لمرسي، الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين، فض اعتصام ساحة مسجد حمزة بن عبد المطلب بمدينة الصباح - مركز تجمع مؤيدي مرسي بالسويس.

وأكد التحالف في بيان له أمس استمرار الفعاليات اليومية، مطالبا بعض المواقع الإلكترونية بتحري الدقة، مؤكدا عدم صحة وجود اجتماعات مع أي جهة أمنية أو عسكرية، بعد أنباء عن اجتماع لقيادات من جماعة الإخوان بقادة الجيش الثالث وقيادات أمنية في المدينة، مما أثار جدلا في البلاد.

ورغم حديث قيادات الشرطة المصرية عن مساع لحل سياسي، قال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، أمس، إنه لم يتم حتى الآن الاتصال بالأطراف التي من المقرر دعوتها من أجل طرح المبادرات لمناقشتها للخروج بمبادرة تعمل على حل الأزمة السياسية الراهنة.

وكانت مشيخة الأزهر الشريف قد أعلنت أول من أمس نيتها تنظيم اجتماع للمصالحة الوطنية برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، مطلع الأسبوع المقبل، لكن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت رفضها أي مبادرة لا تضمن عودة مرسي للحكم.

وقال مهنا إن الدعوة مفتوحة لكل الأطراف من أجل العمل لصالح مصر وشعبها، مؤكدا حرص الأزهر على الخروج من الوضع القائم لحقن دماء، ومشيرا إلى أن رفض جماعة الإخوان المسلمين المشاركة في تلبية هذه الدعوة يحملها المسؤولية أمام الله والشعب والتاريخ، وتابع: «روح الإسلام تقول غير ذلك بأن الدعوة للصلح هي شعار الإسلام والمسلمين».