قصف جوي يواكب مدفعية النظام لاستعادة قرى في ريف اللاذقية

كتائب معارضة سورية تحتجز ثلاثة عشر مدنيا كرديا وتسلمهم إلى جبهة النصرة

مقاتلان في الجيش السوري الحر على متن مروحية جاثمة في مطار منغ العسكري أمس بعد سيطرة المعارضة عليه في حلب (رويترز)
TT

تواصلت الاشتباكات العنيفة في ريف اللاذقية على الساحل السوري، بين كتائب «للجيش السوري الحر» والكتائب الإسلامية من جهة، والقوات النظامية من جهة أخرى، فيما تعرضت مناطق في بلدة سلمى وجبل الأكراد لقصف نظامي مركز.

واستخدم النظام السوري في الأيام الثلاثة الأخيرة سلاح الطيران الجوي لثني مقاتلي المعارضة عن التقدم بريف اللاذقية وإحكام سيطرته على عدد من البلدات في إطار المعارك التي أطلقها الأسبوع الماضي تحت عنوان «تحرير الساحل السوري». ويواكب القصف الجوي القصف المدفعي بهدف استعادة النظام أكثر من 10 بلدات سيطرت المعارضة عليها، يؤكد ناشطون ميدانيون أن بعضها يقع على مسافة 20 كيلومترا من بلدة القرداحة، مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان باندلاع اشتباكات عنيفة ليل السبت في محيط قرية استربة الخاضعة لسيطرة المعارضة، مشيرا إلى خسائر في صفوف القوات النظامية، فيما أكد «الجيش الحر» تصديه في محافظتي إدلب وريف دمشق لرتلين نظاميين كانا في طريقهما إلى ريف اللاذقية. وأعلن أنه دمر دبابات وقتل جنودا نظاميين.

وفي موازاة المواجهات في ريف اللاذقية، شهدت مدينة دير الزور أمس اشتباكات عنيفة، وجدد الطيران النظامي تنفيذ غارات جوية على حي الحويقة وأحياء أخرى في المدينة التي أحرز فيها الثوار تقدما أول من أمس وتمكنوا من فرض سيطرتهم على مقرات حكومية. وأحصى ناشطون نحو 14 غارة على الأقل حتى مساء أمس، بالتزامن مع قصف نظامي استهدف حي المطار القديم وشارع الهجانة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد الأسرى من القوات النظامية إلى 10 عناصر احتجزتهم الكتائب المعارضة.

وغداة السيطرة على مقر حزب البعث ومقر محافظ دير الزور، أكد ناشطون أمس استهداف مبنى التأمينات بحي الحويقة الاستراتيجي، والذي يشرف على الممر الرئيسي إلى العراق. وأورد المرصد أنباء عن مقتل سبعة عناصر نظاميين في المبنى بعد استهدافهم من قبل مقاتلي المعارضة، لافتا كذلك إلى أنباء عن أسر ستة عناصر من القوات النظامية في الحي.

وفي سياق متصل، ثمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أمس «إنجازات» رجال «الجيش السوري الحر» في دير الزور وإخوانهم على كافة الجبهات، في «صد عدوان الأسد على السوريين، وبطولاتهم في تحرير أرض سوريا»، مؤكدا أن «النصر سيكون حليفا للحق مهما كان الطريق صعبا». وأثنى الائتلاف في بيان أصدره أمس على «العملية النوعية» في دير الزور، والتي تمكن الجيش الحر على إثرها من تحرير حي الحَويقة الاستراتيجي بما فيه فرع حزب البعث ومبنى الخدمات ومبنى المحافظ، حيث تحصنت «قوات النظام وميليشياته»، وفق البيان. وأوضح الائتلاف أن «حي الحويقة يمثل جزيرة كبيرة في نهر الفرات ظلت أجزاء واسعة منها منيعة منذ بدء الثورة، ورغم القصف الجوي ورغم وابل من الصواريخ أطلقتها راجمات النظام ومدافعه؛ تمكن الجيش الحر من إنجاز خطته وتحرير الحي، وأتى ذلك بالتوازي مع قيامه بضرب معاقل قوات النظام وحواجزه في بعض شوارع حي الجبيلة والصناعة».

وفي حلب، تعرضت بلدات دير حافر وحيان وبيانون لقصف نظامي، أدى إلى احتراق أحد المعامل في حيان وتصاعد أعمدة الدخان فيها، في حين نفذ الطيران الحربي غارة جوية استهدفت محيط سجن حلب المركزي، المحاصر من قبل مقاتلي المعارضة. وفي موازاة إعلان الجيش الحر قصفه بالصواريخ مطار كويرس المحاصر، استقدم النظام السوري تعزيزات عسكرية إلى مطار حلب الدولي. واستمرت الاشتباكات أمس في قرى قورديني ودوغرمان وزورمخار وقنايا الكردية الواقعة في الريف الغربي لمدينة كوباني، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة ومقاتلين إسلاميين تابعين لـ«الدولة الإسلامية في العراق والشام» وجبهة النصرة من جهة أخرى. وأفاد المرصد السوري باعتقال حاجز تابع لكتيبة مقاتلة، بالقرب من بلدة تلعرن، 13 مواطنا كرديا، سلمتهم إلى مقاتلي جبهة النصرة في مدينة السفيرة بحلب. وقال: إن «أنباء وردت عن قيامهم بتعذيب المعتقلين»، لافتا إلى «توثيق مقتل 26 كرديا».

وفي العاصمة دمشق، تضاربت الروايات بشأن انفجار سيارة مفخخة مساء السبت. فبينما أكد ناشطون مقتل أكثر من 40 عنصرا من عناصر حزب الله اللبناني وميليشيات موالية للنظام في تفجير سيارة ملغومة أمام مقر أمني في شارع الأمين بحي الشاغور، أفاد المرصد السوري بأن «عبوة متفجرة مزروعة في سيارة انفجرت في منطقة مئذنة الشحم بحي الشاغور»، موردا أنباء عن «سقوط عدد من الجرحى بينهم ثلاثة أطفال». وكانت اشتباكات اندلعت، وفق شبكة شام الإخبارية المعارضة، في الساعات الأولى من صباح أمس في حي العسالي جنوب دمشق، وسط قصف صاروخي من القوات النظامية، كما اندلعت اشتباكات في بلدتي دروشا وزاكية بريف دمشق.

وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى أن اقتحام وحدات من «الجيش الحر» لكتيبة التسليح والنقل التابعة للفرقة السابعة في غوطة دمشق الغربية، حيث سيطر على مستودعات تحوي عشرات الصواريخ الروسية المضادة للدروع. وكانت قوات المعارضة استولت نهاية الشهر الماضي على مستودعات أخرى للصواريخ في منطقة القلمون بريف دمشق.