مقتل خمسة جنود يمنيين في هجوم لـ«القاعدة» على نقطة عسكرية في شبوة

مصادر لـ «الشرق الأوسط» : استهداف 24 من المتشددين في غارات «درون» خلال أقل من أسبوع

يمنيون يتفحصون موقعا تم قصفه بطائرة «درون» أميركية في لحج يوم السبت (رويترز)
TT

لقي خمسة جنود يمنيين مصرعهم في هجوم على نقطة عسكرية بجنوب اليمن في إطار الهجمات المتبادلة بين السلطات اليمنية وتنظيم القاعدة، في الوقت الذي أبقت الولايات المتحدة على سفارتها في صنعاء مغلقة رغم فتح عدد من الدول الغربية أبواب سفارتها بعد عدة أيام من الإغلاق.

وقالت مصادر محلية في جنوب اليمن إن مسلحين يعتقد انتماؤهم لتنظيم القاعدة هاجموا نقطة عسكرية في منطقة أحور بين محافظتي أبين وشبوة وقتلوا خمسة من الجنود، في هجوم عده متابعون سياسيون في شؤون الإرهاب، ردا على الهجمات بالطائرات الأميركية من دون طيار التي تستهدف عناصر التنظيم في أكثر من منطقة يمنية. وأشار مصدر مسؤول لـ«رويترز» إلى أن الهجوم استهدف قوات تحرس مرفأ بلحاف، بمحافظة شبوة، وهو المرفأ الوحيد لتصدير الغاز الطبيعي المسال في البلاد، وأن المسلحين قتلوا الجنود أثناء نومهم في ساعة مبكرة من صباح أمس. وقال المصدر إن المسلحين تسللوا إلى نقطة التفتيش وقتلوا حارسا، ثم تسللوا داخل حاوية شحن وقتلوا أربعة جنود كانوا نائمين بداخلها، ثم فروا في سيارة.

وقال متحدث باسم الحكومة اليمنية الأسبوع الماضي، إن منشأة الغاز أحد هدفين في قطاع الطاقة، يخطط مسلحون يشتبه في أنهم ينتمون إلى «القاعدة» لمهاجمتهما. وتدير المنشأة «الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال» و«توتال» الفرنسية. ومنشأة بلحاف أكبر مشروع صناعي في اليمن وافتتحت في عام 2009 وتخضع لحراسة مشددة من الجيش اليمني. وأوضح مصدر بقطاع الأمن الخاص يعمل لحساب شركات نفط وغاز في اليمن، أن هجوم أمس جاء ردا - فيما يبدو - على غارات الطائرات بلا طيار التي قتل فيها عشرات المسلحين الإسلاميين في الجنوب. وأضاف المصدر: «نقطة التفتيش التي هاجموها واحدة من نقاط كثيرة تؤدي إلى منشآت الغاز، المسلحون يعلمون أن من المستحيل اختراق جميع نقاط التفتيش، لهذا لم يحاولوا الذهاب إلى أبعد من هذا. كانوا يريدون الانتقام فحسب». وقال إنه في المعتاد يكون هناك ما يصل إلى 1800 جندي يمني يحرسون منشآت النفط والغاز في شبوة، وزاد العدد في الأسابيع القليلة الماضية.

وقالت الحكومة اليمنية الأسبوع الماضي، إنها أحبطت مخططا لتنظيم القاعدة للسيطرة على مرفأ الدباح للتصدير في حضرموت ومرفأ بلحاف لتصدير الغاز. وأثار التخطيط لهجمات من هذا النوع قلقا في واشنطن. وقال مصدر أمني إن هناك إجراءات أمنية مشددة بالفعل مطبقة في اليمن لحماية منشآت النفط والغاز والخبراء الأجانب الذين يعملون هناك من هجمات يحتمل أن يشنها متشددون.

ويأتي الهجوم إثر تكثيف الولايات المتحدة غارات بطائرات من دون طيار في الأسبوعين الأخيرين. وذكرت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن 24 شخصا من عناصر تنظيم القاعدة لقوا مصرعهم في غضون الأيام الخمسة الماضية في ضربات وغارات جوية نفذتها طائرات أميركية من دون طيار على محافظات؛ مأرب، وشبوة، وحضرموت ولحج، واستهدفت معاقل العناصر المتشددة في تلك المحافظات.

وفي ظل الأجواء الأمنية المتوترة التي يعيشها اليمن في الآونة الأخيرة والتي تتمثل في التهديدات الأمنية التي أعلن عنها عدد من الدول، أغلقت الولايات المتحدة ودول غربية بعض البعثات الدبلوماسية في الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن، عقب تحذيرات. وأعادت بعض الدول فتح سفاراتها في صنعاء، لكن واشنطن أبقت على سفاراتها مغلقة، في إشارة واضحة إلى حجم المخاوف الأمنية من تهديدات إرهابية تثير القلق في الساحة اليمنية والدولية.

وفي هذه الأثناء، تستأنف فرق مؤتمر الحوار الوطني الشامل (التسعة) عملها، غدا الثلاثاء، في صنعاء، وأمامها سلسلة من المهام المتعلقة بمباشرة إقرار التوصيات النهائية الخاصة بالقضايا الرئيسة أمام المؤتمر؛ وهي: القضية الجنوبية وقضية صعدة وقضيتا إعادة بناء الدولة والمتعلقة بصياغة الدستور الجديد وشكل الدولة، إضافة إلى جملة من القضايا الأخرى المتعلقة بالملفات الماثلة أمام مؤتمر الحوار الوطني.