تقارير إيرانية عن «تخطيط» البعث و«القاعدة» لاغتيال المالكي وقيادات في التحالف الشيعي

مستشار لرئيس الوزراء العراقي: الحديث بهذه الضخامة عن مؤامرة بهذا الشكل أمر لا يستقيم مع المنطق

TT

نفى علي الموسوي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، علمه بـ«مؤامرة» أفادت تقارير إيرانية بأنه يجري التخطيط لها من قبل حزب البعث المنحل بالتنسيق مع تنظيم القاعدة لاغتيال المالكي وقيادات بارزة أخرى في التحالف الشيعي الحاكم.

وقال الموسوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لا علم ولا معلومات لدي عن مؤامرة من هذا النوع». وأضاف أن «الحديث بهذه الضخامة عن مؤامرة بهذا الشكل أمر لا يستقيم مع المنطق حتى بافتراض وجود نوايا لدى من يقف خلف هذه المؤامرة من جهات إرهابية أو دول ترعى وتدعم هؤلاء بشكل أو بآخر». وأضاف أنه «بصرف النظر عن وجود مؤامرة أو غيرها فإن أعمال العنف والتحريض تدخل في ذلك سواء شاركت فيها استخبارات دول أو خطباء جوامع لا يزالون يحرضون علنا كل جمعة». وفي حين أكد الموسوي أن «الأعمال الإرهابية هنا أو هناك التي تنفذ من خلال السيارات المفخخة أو العبوات الناسفة لا تسقط نظاما سياسيا قائما بل هي تؤذي الناس فقط» فإنه استدرك قائلا إن «بعض الشعارات، مثل (مقبلون يا بغداد)، التي رفعت من قبل بعض الأطراف باتت تترجم من خلال المفخخات التي يرى الإرهاب أنها يمكن أن توهن عزم العراقيين على مجابهتها بعد أن باتت أهدافها ومن يقف وراءها مكشوفة».

ونقلت وكالة «فارس» للأنباء عن ما وصفته بـ«مصدر أمني عراقي رفيع»، قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه، أن المؤامرة «تتضمن اغتيال المالكي وقيادات في حزب الدعوة والتحالف الشيعي، إضافة إلى تحريض الشارع العراقي نهاية الشهر الحالي». وأوضح المصدر «إن المؤامرة تنفذ من قبل مندسين داخل القوات المسلحة». وأشار المصدر إلى «علم الولايات المتحدة الأميركية بتلك المؤامرة».

وأضاف المصدر، حسب الوكالة الإيرانية، أن «بداية تنفيذ المؤامرة تقضي بدخول قوة عسكرية، مدججة بالسلاح ويحمل عناصرها هويات خاصة، إلى المنطقة الخضراء، والتوجه مباشرة إلى منزل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بهدف اغتياله، مع قادة في حزب الدعوة وبعض قادة الائتلاف الشيعي، الموجودين بالقرب من مقر إقامته، وذلك بالتزامن مع توجه قوة عسكرية أخرى إلى مباني شبكة الإعلام العراقي، والتي تمثل الدولة العراقية، للسيطرة عليها وبث بيانات سيعلنها قادة المؤامرة الذين ينتمون إلى مذهب معين وهم ليسوا من الصفوف الأولى لمسؤولي وزارة الدفاع».

وتابع المصدر «هناك بعض المؤشرات تفيد أن بعض القيادات العسكرية المعروفة ربما ستعلن تأييدها للمؤامرة على المالكي بعد التأكد من نجاحها وتحقيق أهدافها وبعدها سيتم التوجه إلى منطقة الجادرية للسيطرة على (مقر منظمة بدر والمجلس الأعلى الإسلامي) واعتقال وقتل الشخصيات السياسية فيها». وبحسب معلومات المصدر فإنه «سيتم اقتحام مقر المجلس الأعلى الإسلامي من قبل ميليشيات بزي عسكري مقبلة من منطقة الدورة واعتقال السيد عمار الحكيم وبعض قادة المجلس الأعلى ومعظم عناصر هذه السرية من فدائيي صدام وتنظيم القاعدة تم تخصيصهم بهذا الأمر حصرا».

ويذكر المصدر أن «الأجهزة الأمنية عثرت على وثائق تثبت أن الدوري له اليد العليا على قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق بزعامة أبو بكر البغدادي، ولذلك فإن الأخير حريص على كسب ود البعثيين باستمرار لأنه يعلم إن التفاصيل اللوجيستية والحيوية لمقاتلي القاعدة في المدن العراقية تخضع لنفوذ الدوري».

وأشار المصدر الأمني إلى أن «بعض العشائر في جنوب العراق ذي الغالبية الشيعية ستتحرك لدعم المؤامرة ضد المالكي والحكومة الحالية وإرباك الوضع الميداني في المحافظات الشيعية، استنادا إلى وثائق كشفت عن أن الدوري خاطب بعض قادة هذه العشائر العربية (ذوي السوابق البعثية) التي لها عداء مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما أن البعثيين السابقين وضباط الجيش السابق سيتحركون في هذه المحافظات للإشراف على تنفيذ هجمات منظمة تستهدف أي قوات متجهة إلى بغداد أو أي (قوات إيرانية مفترضة تحاول عبور الحدود للدفاع عن حكم المالكي أو الدفاع عن المراقد المقدسة وتدارك الأمر)».

وبين المصدر أن «المعلومات تشير إلى معطيات أولية لتحرك ألوية عسكرية من داخل معسكرات في بغداد، وأن تنظيم القاعدة ربما يحضر لهجمات أكثر خطورة ونوعية وأنه ربما حصل على دعم بعض القيادات في وزارة الدفاع العراقية لتسهيل وقوع هجمات إرهابية متفرقة تستهدف المدنيين غالبا». وتابع أن «اجتماعات مكثفة لأعضاء حزب البعث الإرهابي تجري في محافظات وسط وجنوب العراق خاصة في البصرة وميسان والناصرية وواسط والديوانية حيث أصدرت أوامر من قيادة البعث إلى البعثيين المنضوين تحث على عودة البعث، للتهيئة التامة لما سموه الجهاد والثأر». وخلص المصدر إلى القول إنه «سيجري نهاية الشهر الحالي، تنظيم مظاهرة تشبه مظاهرات مصر حيث ستنصب خيم تزامنا مع وقوع عدد كبير من التفجيرات الإرهابية في بغداد أيضا».