العراقيون يحملون السياسيين مسؤولية التدهور الأمني

394 قتيلا وجريحا حصيلة تفجيرات السبت

TT

بدت شوارع بغداد شبه خالية أمس، إلا من قليل من المارة الذين بدا الخوف واضحا عليهم، غداة تفجير لـ16 سيارة مفخخة أو عبوات ناسفة، استهدفت مقاهي وأسواقا في العاصمة ومناطق أخرى في البلاد مساء أول من أمس وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا وإصابة 324 آخرين بجروح.

وحمل العراقيون في بغداد ومناطق أخرى السياسيين وقوات الأمن مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية. وقال أبو سامر (64 سنة)، وهو مهندس زراعي متقاعد يعمل في محل تجاري، إن «الصراعات السياسية والقيادات الأمنية الضعيفة والفساد وتعدد الأحزاب كل ذلك سبب لما يحدث في بلدنا». وعن تحسن الأوضاع مستقبلا، قال أبو سامر الذي ابيض شعره بالكامل «إذا استمر وجود الأحزاب والصراعات فيما بينها فلن يتحسن وضع العراق إطلاقا». وأضاف «لم تعد لدينا أي ثقة في السياسيين لأن وعودهم كثيرة، ومحصلة أعمالهم هي ما يحدث للبلاد في كل يوم».

وقال علي الشمري، وهو بائع سجائر (35 عاما)، وهو يجمع ما تبقى من علب الدخان التي تطايرت بفعل الانفجار، إن «ضعف الأجهزة الأمنية والاستخبارات ليس السبب الوحيد في وقوع الانفجارات وتكرار الهجمات»، معتبرا أن «كثرة الأحزاب والصراعات السياسية هي اسباب تقف كذلك وراء أعمال العنف». وأضاف علي الذي يعمل في هذه المنطقة التي تعرضت للعديد من الانفجارات، منذ عشرة أعوام أن «وجود حزب واحد وآخر معارض له أفضل بكثير من عشرات الأحزاب، حتى وإن قالوا عن العراق إنه يحكم بنظام ديكتاتوري». وتابع أن «هذا أفضل بكثير من مقتل العشرات يوميا».

وفي منطقة الشعب في شمال شرقي بغداد حيث انفجرت سيارتان مفخختان أمس مما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى و24 جريحا، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة شملت غلق الطريق الرئيس المؤدي إلى سوق شلال حيث وقع الانفجار.

ودانت الولايات المتحدة الهجمات، ووصفت مرتكبيها بأنهم «أعداء الإسلام». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي في بيان إنها «اعتداءات جبانة (...) استهدفت عائلات كانت تحتفل بعيد الفطر». وأضافت أن «الإرهابيين الذين ارتكبوا هذه الاعتداءات هم أعداء الإسلام، وهم عدو مشترك للولايات المتحدة والعراق والمجتمع الدولي»، مذكرة بأن «الولايات المتحدة رصدت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لكل معلومة تساعد السلطات في اعتقال أو قتل أبو بكر البغدادي» زعيم تنظيم القاعدة في العراق.

واستمر مسلسل العنف أمس، إذ قتل ستة أشخاص وأصيب 12 آخرون بجروح في هجمات، حسبما أفادت به مصادر أمنية وطبية. ففي الحلة (100 كم جنوب بغداد) قال ضابط برتبة ملازم أول في الجيش إن «ثلاثة جنود بينهم ضابط برتبة ملازم أول قتلوا وأصيب تسعة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للجيش». وأضاف أن «الانفجار وقع في ساعة مبكرة من الصباح في منطقة جرف الصخر (40 كم شمال الحلة)». وفي بعقوبة (60 كم شمال شرقي بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن «اثنين من عناصر الصحوة قتلا وأصيب مثلهما بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش في ناحية بهرز»، الواقعة على بعد عشرة كيلومترات جنوب بعقوبة. وفي هجوم آخر، في الموصل (350 كم شمال بغداد)، قال الملازم أول إن «مدنيا تجاوز نقطة تفتيش في حي الرسالة، في جنوب المدينة، بسرعة رغم تحذيرات قوات الأمن، مما دفعها إلى إطلاق النار عليه وقتله». وأضاف «أصيبت امرأة من طائفة الشبك بجروح جراء انفجار عبوة لاصقة عند باب منزلها في حي الجزائر، في شرق الموصل».