الأحزاب الكردية السورية بدأت مشاورات لتشكيل حكومة مؤقتة

«الاتحاد الديمقراطي» يريدها موسعة تضم العرب والتركمان والمسيحيين

TT

كشف مصدر قيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري (بي واي دي) أن المشاورات بدأت بين قيادة حزبه وبقية القوى الكردية بغرب كردستان (المنطقة الكردية السورية) من أجل تشكيل إدارة مدنية مؤقتة لإدارة شؤون المناطق الكردية المحررة، مؤكدا أن «الإدارة المقبلة ستمثل جميع المكونات والأطياف السياسية الكردية».

وقال شيرزاد اليزيدي الناطق الرسمي باسم «مجلس شعب غرب كردستان»: الواجهة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن قرار تشكيل الإدارة الذاتية المدنية اتخذ منذ فترة، ولكنه تأخر بسبب الأحداث المتلاحقة بالشأن السوري. وأضاف ان الاتصالات تجري حاليا لبلورة شكل تلك الإدارة، خصوصا أن التطورات المتسارعة التي تشهدها المنطقة تستدعي تأسيس إدارة تأخذ على عاتقها مهمة قيادة المرحلة المقبلة، وهي مرحلة في غاية الحساسية، حيث إن المواطنين بمناطقنا الكردية يواجهون اليوم كثيرا من الأزمات والمشكلات الحياتية، في مقدمتها الحصار الاقتصادي وتدهور الأوضاع الأمنية جراء تزايد هجمات القوى الإسلامية المتطرفة من جماعة النصرة ودولتي الشام والعراق الإسلاميتين التابعتين لتنظيم القاعدة، بالإضافة إلى إيجاد مرجعية سياسية واحدة تأخذ على عاتقها مهمة قيادة الثورة الكردية بالمرحلة الحالية».

وحول شكل تلك الإدارة (الحكومة المؤقتة) قال اليزيدي: «نحن الآن في طور التشاور، الذي سيشمل جميع القوى والتنظيمات السياسية بما فيها أحزاب المجلس الوطني الكردي، بالإضافة إلى ضمان تمثيل جميع المكونات الأخرى في المنطقة، مثل العرب والتركمان والمسيحيين وغيرهم، لأننا نريد أن تكون قاعدة هذه الحكومة الأكثر توسعا، بما يتيح الفرصة للجميع بالمشاركة وتجنب تهميش أي طرف أو إقصائه، لأن سوريا وكردستان لنا جميعا».

وكان رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم قد أشار في تصريحات أدلى بها للوكالات المحلية إلى أن المشاورات بدأت فعلا لتشكيل «حكومة مؤقتة» داخل الأراضي الكردية بسوريا، ونأمل أن تتوصل جميع الأطراف إلى الاتفاق بهذا الشأن، لنتمكن من تشكيل حكومة ترضي جميع الأطراف».

وكان مسلم قد زار، خلال الأسبوع الماضي، كلا من تركيا وإيران للتباحث مع المسؤولين فيهما حول تطورات الأوضاع الميدانية داخل المناطق الكردية بسوريا، والتقى في إيران برئيس الحزب الديمقراطي الكردي (البارتي) الذي يقوده عبد الحكيم بشار، وتباحث معه حول إجراء المصالحة بينهما، تمهيدا لرص الصفوف لمواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها الشعب الكردي على أيدي جماعة النصرة التي يشاع أنها قامت بارتكاب جرائم قتل جماعية ضد الأطفال والنساء والشباب الكردي بتلك المناطق.

يُذكر أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري يبسط سيطرته شبه المطلقة على معظم المناطق الكردية في سوريا، لكنه دخل في خلاف كبير مع الأحزاب والقوى الكردية الأخرى المنضوية تحت راية المجلس الوطني الكردي السوري، على الرغم من أن الهيئة العليا الكردية تشكلت أواخر العام الماضي بمبادرة من رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، لاحتواء تلك الخلافات وجمع الأطراف السياسية المنضوية تحت راية المجلسين الوطني الكردي السوري وشعب غرب كردستان والهيئات التنسيقية الأخرى في إطار تلك الهيئة، وجعلها مرجعا سياسيا لقوى المعارضة الكردية.